" تختص الوضعية التربوية في جوهرها ، بالتأثير الذي يمارسه الفرد أو الجماعة في فرد أو جماعة بغرض التعديل والتغيير ، وبحكم تعقد الوضعية التربوية ، يمكن التمييز بين الشروط العامة المتعلقة بالمستوى المؤسساتي الشامل ( النظام التربوي فيمجتمع ما مثلا..) والشروط المحلية ( من قبيل المؤسسة المدرسية وجماعة المدرسين وأخيرا الشروط المرتبطة بالعلاقة التربوية ( مثلا العلاقات بين أعضاء جماعة القسم ) هذا التعدد في المستويات هو ما يفسر عمق التعدد في علوم التربية وبالتالي ضرورة مقاربة الظاهرة التربوية في اتجاهات ومستويات عديدة .."
E.Pleasance علوم التربية (إيريك بليزانس)
إن الحديث عن علوم التربية يتطلب الخوض في عدة قضايا ، منها مايرتبط بخصوصيات الظاهرة التربوية ، ومنها ما يعود إلى تطور الفكر التربوي ،فعلى سبيل المــــثال كل مــحاولة لتعريف مصطلح علوم التربـــــية تفرض علينا عرض مشــــكلات من قبيل : تعدد تصنيفات هذه العلوم ، والعــــلاقة بين البيداغوجيا والديداكتيك ، أو بين البيداغوجيا وعلوم التربية ، تعقد الظاهرة التربوية … ، وهكذا نجد أنفسنا ملزمين بتقديم مجموعة من المعطيات في محاولة للإحاطة بمفهوم علوم التربية شكلا ومضمونا .
· ملاحظات أولية
(1تعدد التصنيفات باختلاف المعايير المعتمدة في هذه العملية :
- الجوانب المستهدفة في الشخصية
- المناهج المستخدمة في مقاربة الفعل التربوي
- حسب المشاركين في الممارسة التربوية
2) تظل التصنيفات مفتوحة أمام ظهور علوم تربوية جديدة
- التطور الذي يمس الممارسة التربوية
- ظهور تقنيات أو وسائل جديدة
- ظهور حاجات جديدة
3) تختلف التصنيفات في معاهد التكوين حسب تصور مبرمجي مادة علوم التربية الخاص بحاجات المكونين
4) تختلف حسب المجهود الذي يقوم به الباحث المصنف وحسب النماذج التي تكون اكثر وراجا في ميدان بحته .
5) البيداغوجيا كمفهوم متعدد الجوانب: من البيداغوجيا إلى علوم التربية
اشتقت الكلمة من تركيب يوناني للفظة بيداغوجيPédagogue التي تعي Peda الطفل Agogé الموجه القائد ، وهي تعني الشخص المكلف بقيادة الأطفال إلى المدرسة خاصة ، ومن ثم أخذت اللفظة في معناها الاصطلاحي معا متعددة ويتساءل اوبيير قائلا هل البيداغوجيا علم ، أم هي صناعة ؟ أم هي فن ؟ أم فلسفة عملية بوجه خاص؟ أم هي كل ذلك في وقت واحد " وأثناء بحثه عن دلالة المصطلح لدى المفكرين التربويين وجد ما يلي :
*Marion علم التربية ، جسدية كانت أو عقلية أو خلقية
· دوركهايم يصفها كصناعة تجمع التفكير المطبق بأكبر منهجية ممكنة على أمور التربية (كعلم وسط ) بين علم التربية أو علم الاجتماع التربوي وبين فن التربية الحق.
· Hubert هي بناء ذو عدة طبقات يجعلها علما وتفكيرا عمليا وصناعة وفنا في آن واحد.
· Lafon البيداغوجيا هي تقنية للتربية وتعتبر في نفس الوقت علما وفنا إنها علم لان لها قاعدة تتضمن معطيات محدودة ، وهي فن إذا راعينا الجانب التطبيقي لعلوم التربية ونظرياتها
· معجم لاروس هي علم وفن التربية.
6) إن الاختلاف في اهتمامات البيداغوجيين وجه بعضهم إلى التخصص في مجال دون آخر ، وتركزت الأبحاث البيداغوجية بالتالي حول موضوعات متنوعة مثل طرائق التربية والتدريس ، الوسائل التعليمية الامتحانات ، النظم التعليمية ، المحتويات الدراسية ، تكوين المربين …، وكخلاصة أولية ظهر تأثر الباحثين في مختلف هذه الموضوعات بأحد العلوم ، إذ اعتمد الباحثون على مختلف العلوم التي تهتم بالإنسان لدراسة مواقف تربوية أو جانب من شخصية المربي أو المستهدف من التربية أو مكون من مكونات الممارسة التربوية ، وظهرت بذلك علوم تربوية متعددة ، وأصبحت الحاجة تفرض تحديد تعريف عام يستجيب لهذا التعدد والتنوع ، ويمكن من الاجتهاد في مجال تصنيف مختلف هذه العلوم .
إن علوم التربية إذن هي مجموع الدراسات التي تقام حول النشاط التربوي ومختلف مكوناته وعوامله ونتائجه – بالانطلاق من نتائج الأبحاث في مختلف العلوم المرتبطة بالإنسان مضافا إليها مختلف المباحث التي تنظر أو تؤرخ أو تخطط للتربية.
المرسل:/ايمان احمد على محمد
كلية الأداب-قسم صحافة