منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مى محمد احمد
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 25/01/2012

اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية Empty
مُساهمةموضوع: اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية   اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية Icon_minitimeالأحد 25 مارس 2012 - 20:21

بسم الله الرحمن الرحيم
اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية:

العمل التطوعي: هو عمل غير ربحي، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.

إن تعريف العمل التطوعى يمكن أن يقوم على منهجين أحدهما طبيعة العمل التطوعى وأهدافه والآخر هو مفهوم المنظمات التطوعى في علاقتها بالكيانات المجتمعية المختلفة، وهي الدولة والقطاع الخاص والعائلة .

وهناك الكثير من الأشكال والممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ذات منفعة متبادلة، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضى عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحاجين.

أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين المواطنين لأي مجتمع، والعمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ الأزل ولكنه يختلف في حجمه وشكله واتجاهاته ودوافعه من مجتمع إلى آخر، ومن فترة زمنية إلى أخرى، فمن حيث الحجم يقل في فترات الاستقرار والهدوء، ويزيد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب، ومن حيث الشكل فقد يكون جهداً يدوياً وعضلياً أو مهنياً أو تبرعاً بالمال أو غير ذلك، ومن حيث الاتجاه فقد يكون تلقائياً أو موجهاً من قبل الدولة في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية، ومن حيث دوافعه فقد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية أو سياسية.

ويوصف العمل التطوعي بصفتين أساسيتين تجعلان من تأثيره قوياً في المجتمع وفي عملية التغيير الاجتماعي، وهما:

1- قيامه على أساس المردود المعنوي أو الاجتماعي المتوقع منه، مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على الفاعل.

2- ارتباط قيمة العمل بغاياته المعنوية والإنسانية.

لهذا السبب يلاحظ أن وتيرة العمل التطوعي لا تتراجع مع انخفاض المردود المادي له، إنما بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه، وهي القيم والحوافز الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية.

ويميز علماء الاجتماع بين شكلين من أشكال العمل التطوعي :

الشكل الأول : السلوك التطوعي :

ويُقصَد به الممارسات التطوعية التي يمارسها الأفراد استجابة لظروف طارئة أو لمواقف أخلاقية أو إنســانية ...من قبيل إسعاف جريح في حالة خطرة أثر حادث سير، أو السقوط من مكان مرتفع ، أو إنقاذ غريق مشرف على الهلاك ، أو مساعدة منكوب في زلزال أو حريق ..‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍. وما أشبه ذلك ، حيث يقوم الأفراد بأعمال تطوعية وخــيرية نتيجة لحوادث طارئة . ومنطلق هذه الممارسات التطوعية هو الشعور الإنساني أو الموقف الأخلاقي أو الدافع الـديني ...أو كل ذلك معاً ، من دون انتظار أي مردود مادي .

الشكل الثاني : الفعل التطوعي : ويُقصَد به الممارسات التطوعية الناتجة من الإيمان بأهمية العمل التطوعي وضرورته ، ولا يأتي نتيجة لـحوادث طارئة وإنما هو عمل قائم بذاته ، ويرتكز على العمل التطوعي ، ومنطقات الفعل التطوعي هي نفس منطلقـــات السلوك التطوعي

ولابد من القول هنا إن أي شكل من أشكال الأعمال التطوعية مطلوب بذاته وراجح في نفســـه ، ومهم وضروري في إنماء المجتمع الأهلي ، والمشاركة في تقدمه وازدهاره ونموه .,من المهم للغاية إشاعة روح العمل التطوعي بين أفراد المجتمع ، وتنمية ( ثقافة العمل التطوعي ) في الفـضاء الاجتماعي ، والإشادة بالمتطوعين في أي مجال ، وفي أي شكل ، وبأي صورة ... فالجميع يســـاهم في التنمية الاجتماعية المطلوبة .

ويمكن تحديد أهم أنواع المشاركة في العمل التطوعي في الأبعاد التالية :

1) المشاركة المعنوية : ونعني بها دعم المشاريع التطوعية معنوياً وذلك من خلال الوقوف المعنوي مع المشروع الخيري سواءً بالتشجيع ، أو الدفاع عن المشروع الخيري ، أو التعريف به في المحافل العامة … إلى غير ذلك من صور المشاركة المعنوية .

2)المشاركة المالية : ونعني بها دعم المشاريع الخيرية بالمال ، ومما لا شك فيه أن المال يمثل أحد مقومات نجاح الأعمال الخيرية ، وقد سمي القرآن الكريم المشاركة المالية في سبيل الله بـ ( الجهاد ) حيث يقول تعالى : (( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون )) _ سورة الحجرات آية 15_ . وهذا يدل على أهمية الجهاد بالمال كما بالنفس ، فهو مما له أكبر الأثر في النهضة والإحياء والتقدم والازدهار في مختلف جوانب الحياة .

3)المشاركة العضوية : ونعني بها أن يكون الشخص عضواً فعّالاً في الأعمـال التطوعية وذلك عبر انتسابه لإحدى مؤسسات الخدمة الاجتماعية ، وهذا يتطلب بـذل الجهد ، والتضحية بالوقت ، وممارسة التفكير الجاد ، وشحذ الهمة … من أجل خدمـة المجتمع، وتقوية العمل الخيري ، وإنماء الممارسة التطوعية بما يخدم الشأن الاجتماعي العام .

هذه هي أهم ألوان المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية ، وكلها مهمة وضرورية لنجاح أي عمل خيري .

مشروعية ومكانة العمل التطوعي في الإسلام

إن القيم الاجتماعية وخاصة الدينية المتعمقة في المجتمع العربي والإسلامي ساعدت في تعميق روح العمل التطوعي فيه بالإضافة إلى التراث الشعبي المنقول من خلال الأدب القصصي و الشعر والغناء والأمثال، والذي يشيد بهذه الروح فتظل متقدة في المجتمع حتى بعد زوال الظروف المادية التي قام عليها ذلك التراث الشعبي.

وحيث أن مفهوم التطوع في الدول الغربية – بصفة خاصة – يفصل ما بين مفهومي الصدقة من جانب ومساعدة الآخرين من جانب آخر، فإن الدين الإسلامي لا يدعو لذلك الفصل، وهو المؤثر الأساس في هذه المجتمعات.

مبادرات العمل التطوعي على مستوى التثقيفي والاقتصادي والاجتماعي وما إلى ذلك . التطوع مرةً نأخذ عنوان التطوع مقابل العمل بأجرٍ دنيوي ، ومرةً نأخذ التطوع بمعنى ما هو فوق الواجب ،حتى هذا المستعمل مصطلح شعبي _هذا مطوع يعني يقوم بنوافل ومستحبات وما إلى ذلك _ العمل التطوعي الذي هو عمل بلا أجر . هذا يمكن ( بلا أجر من ؟ ) طبعاً ليس عندنا نحن عمل تطوعي بمعنى بلا أجر مطلق " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)-الزلزلة " فحين نقيس أي عمل إلى وعد الله سبحانه وتعالى من الثواب الكريم لعباده المحسنين،لا يكون عندنا عمل تطوعي أصلاً ،كله عمل بأجر.

وفيما يلي بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الإسلام.

من القرآن الكريم

· " وتَعَاونُوا عَلى البِّرِ والتَقوَى " ( المائدة – 2)

· " فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ "( البقرة -184)

· " وآتى المَالَ عَلى حُبِه ذَوي القُربى واليتَامَى والمَسَاكِّين وابن السَبِّيل"( البقرة -177)

· " وفي أموالهِّم حَقٌ مَعلُوم للسَائِّل والمَحرُوٌم""( الذاريات -19)

· " فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ " (الزلزلة - 7 )


ومن الأحاديث الشريفة

· يقول صلى الله عليه وسلم ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه .

· وقال عليه الصلاة والسلام ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه .

· وقال صلى الله عليه وسلم ( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم

· ويقول صلى الله عليه وسلم ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار( رواه مسلم )

· قول صلى الله عليه وسلم في حديث أبن عمر رضي الله عنهما ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .

· ويقول صلى الله عليه وسلم ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) متفق عليه

· ويقول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم ·

وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة من خلال المساجد والوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم، كما هو الحال في دواوين الزكاة في العديد من الدول الإسلامية.

ومن أقوال التابعين

· يقول الحسن رحمه الله : ( إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة ) ويقول (من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في الدنيا فألقها في نحره )

· مالك بن دينار ( إن صدور المسلمين تغلي بأعمال البر وإن صدور الفجار تغلي بأعمال الفجور ، والله تعالى يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله .

· ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي : ( رحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين)

فالإنسان المسلم يعرف بأنه سيلتقي مع الله ، وأن لله عز وجل وعد وعداً صادقاً لهذا الإنسان بأن يعطيه الأجر الذي يحفظه. هذا الإنسان لا يحتاج إلى إعلان كبير ، يحتاج فقط أن يلتفت إلى وعد الله عز وجل . وإلى صدق وعد الله سبحانه وتعالى . فهذا العمل الذي يسمى في المصطلح المدني عمل تطوعي . هذا العمل لابد من الحاجة إليه ، لكي يصلح المجتمع ، وترتفع كثير من مشكلاته وتمسح كثير من دموعه ، وترتفع كثير من آهاته وتوجعاته() .

الحافز على العمل التطوعي

تستند فكرة "التطوع" بعمل شيء ما إلى رؤية معرفية، أساسها حرية الإرادة والقدرة على التصرف دون إكراه؛ لتحقيق مصلحة أو منفعة ذات صفة جماعية وليست فردية فقط، وعلى أساس هذه الرؤية فإن صيغ العمل التطوعي تتعدد بتعدد الإرادات الفردية، وتنضبط بضوابط الشرائع والقوانين، وكذلك بالمصالح الاجتماعية والمنافع العمومية التي يراها أهل كل مجتمع في زمن معين يعيشون فيه.

وكافة صور العمل التطوعي في المنظور الإسلامي مرتبطة بعقيدة الإيمان بالله تعالى، وأن هذا الارتباط هو الذي يوفر لها القوة المعنوية والطاقة الروحية اللازمة لدفع الفرد للقيام بها طائعاً مختارًا، ولا تستبعد الرؤية الإسلامية أي عمل مهما صغر حجمه أو قلت قيمته، ابتداء من "إماطة الأذى عن الطريق" التي عدها الرسول صلى الله عليه وسلم أدنى شُعَب الإيمان، وصولاً إلى التضحية بالنفس في سبيل الله تعالى دفاعًا عن الدين والوطن.

وإلى جانب البناء القيمي الأخلاقي للعمل التطوعي في الرؤية الإسلامية، هناك تراث غني من الأبنية المؤسسية والأطر التنظيمية التي تم تطويرها عبر الممارسات الاجتماعية في الحقب التاريخية المتتالية، وعبر تلك الممارسات انتقلت فكرة الخير إلى حيز الوجود الفعلي في صورة أعمال نافعة، كما أن تلك الممارسات والمؤسسات قد أسهمت بفاعلية في تقريب المسافة بين "القول والعمل"، أو بين النظرية والتطبيق، وكانت مؤسسات وأبنية الوقف على تنوعها وتعدد وظائفها في مقدمة تلك المؤسسات والأبنية.

ومعنى ذلك أن ثمّة إطارًا واسعًا لمنظومة "التطوع" و"العطاء" الاختياري الذي يحض عليه الإسلام ويزكيه، ومعنى ذلك أيضًا أن "التطوع" -بمشتملاته ومكوناته- ليس أمرًا ثانويًّا أو هامشيًّا في الحياة الاجتماعية للإنسان (فردًا كان أو مجتمعًا)، وإنما هو مكوِّن أصيل من مكوناتها، وأداة -في الوقت نفسه- من أدوات تحقيق غايتها وتلبية احتياجاتها المادية والمعنوية.

والحقيقة أن من خصائص "الرؤية الإسلامية" أنها تقدم مجموعات متكاملة من "الأفكار - القيم - والفضائل" التي تتعدد في صيغها وتختلف في وسائل التعبير عنها، وتتباين في مجالات عملها، غير أن كل مجموعة منها تظل في مجملها منتمية إلى منظومة واحدة، تحقق هدفًا أو أكثر من أهداف الفرد أو المجتمع أو هما معًا.

وينطبق هذا الكلام على "منظومة العمل التطوعي"، حيث نجد عديدًا من الأفكار والقيم والمبادئ والأخلاقيات التي نص عليها الإسلام منها الصدقة، والبر، والإحسان، والتطوع، والنذر،... إلخ، وهي تشمل في مجموعها منظومة متكاملة من الجهود والأعمال التي تشترك في كونها "تطوعية"، ونابعة من الإرادة الحرة للفرد وبمبادرة ذاتية منه، ودون إكراه من أي سلطة اجتماعية أو سياسية.

قامت الخدمات التطوعية بلعب دور كبير في نهضة الكثير من الحضارات والمجتمعات عبر العصور. بصفتها عملاً خالياً من الربح والعائد كما وأنها لا تمثل مهنة. يقوم بها الأفراد لصالح الجيران والأهل والمجتمع ككل كما تأخذ أشكالا متعددة ابتداء من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية، إلى التجاوب الاجتماعي في أوقات الشدة ومجهودات الإغاثة، إلى حل النزاعات وتخفيف آثار الفقر. تشتمل المفهوم على المجهودات التطوعية المحلية والقومية، وأيضا البرامج ثنائية أو متعددة الجوانب (العالمية) التي تعبر إلى خارج الحدود.

وقد لعب المتطوعون دوراً هاماً كماً وكيفاً في رعاية وتطوير الدول الصناعية منها والنامية من خلال البرامج القومية، برامج الأمم المتحدة في مجالات المساعدات الإنسانية، التعاون التقني، تعزيز حقوق الإنسان، الديمقراطية والسلام. كما يشكل التطوع أيضاً أساساً لكثير من نشاطات المنظمات غير الحكومية، والمنظمات المدنية. هذا إضافة إلى كثير من المشاريع في مجالات محو الأمية، التطعيم وحماية البيئة تعتمد بصورة مباشرة على المجهودات التطوعية.

من الحقائق الثابتة أن المجتمع بكل جوانبه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وقيمه الأخلاقية والروحية كل لا يتجزأ إلا في التجريد العلمي. وهذه الحقيقة تنبع وتقوم على حقيقة أساسيه هي أن الإنسان بوصفه الخلية الحية للمجتمع كل لا يتجزأ. ولذلك فان العمل الطوعى يجب أن لا ينحصر في جوانب محدودة للمجتمع والإنسان، بل يجب أن يتسع ليشمل كل المجتمع وكل الإنسان وحقوقه الأساسية في الحياة والسلام والحرية وليشمل حقوقه الاجتماعية من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وصحة وتعليم وحقوق اقتصادية أهمها الحق في العمل والأجر والراحة والعطلات، وليشمل كذلك الحقوق السياسية والمدنية كافة بما فيها الحق في المساواة أمام القانون وحق التنمية.

مقترحات لتطوير العمل التطوعي:

1- أهمية تنشئة الأبناء تنشئة اجتماعية سليمة وذلك من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة كالأسرة والمدرسة والإعلام بدور منسق ومتكامل الجوانب في غرس قيم التضحية والإيثار وروح العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.

2- أن تضم البرامج الدراسية للمؤسسات التعليمية المختلفة بعض المقررات الدراسية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية؛ مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب مثل حملات تنظيف محيط المدرسة أو العناية بأشجار المدرسة أو خدمة البيئة.

3- دعم المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوعي مادياً ومعنوياً بما يمكنها من تأدية رسالتها وزيادة خدماتها.

4- إقامة دورات تدريبية للعاملين في هذه الهيئات والمؤسسات التطوعية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.

5- التركيز في الأنشطة التطوعية على البرامج والمشروعات التي ترتبط بإشباع الاحتياجات الأساسية للمواطنين؛ الأمر الذي يساهم في زيادة الإقبال على المشاركة في هذه البرامج.

6- مطالبة وسائل الإعلام المختلفة بدور أكثر تأثيراً في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته ودوره في عملية التنمية، وكذلك إبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين.

7- تدعيم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمل الاجتماعي التطوعي؛ مما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام، والعمل التطوعي بشكل خاص.

8- استخدام العمل التطوعي في المعالجة النفسية والصحية والسلوكية لبعض المتعاطين للمخدرات والمدمنين أو العاطلين أو المنحرفين اجتماعياً.

9- استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنسيق العمل التطوعي بين الجهات الحكومية والأهلية لتقديم الخدمات الاجتماعية وإعطاء بيانات دقيقة عن حجم واتجاهات وحاجات العمل التطوعي الأهم للمجتمع.

* إن للعمل الاجتماعي التطوعي فوائد جمة تعود على الفرد المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأكمله، وتؤدي إلى استغلال أمثل لطاقات الأفراد وخاصة الشباب في مجالات غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الاجتماعية

أمثلة وقدوات في العمل التطوعي في صدر الإسلام

لاشك أن العمل الاجتماعي التطوعي قديم قدم الإنسان نفسه ولكنه أخذ العديد من الصور والكثير من الأشكال والطرق التي يؤديها وكان للعرب باع طويل في هذا المجال فرغم الصراعات والحروب الطاحنة ، التي كانت سائدة بين القبائل إلا أن الشهامة والشجاعة في إنقاذ المصاب وإغاثة الملهوف والأخذ بيد الضعيف كانت من الصفات النبيلة التي يتمتع بها العرب في ذاك الزمان حتى جاء الإسلام ليؤكد على هذه المعاني ويعلي من شأنها وغدا التعاون والتكافل سمة تتمتع بها الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان.

و"الوقف" من أبرز صيغ العمل التطوعي الذي حض عليه الإسلام ومارسه المسلمون على مر العصور وتعاقُب الدهور، وجوهر الوقف هو فكرة الصدقة الجارية، كما جاء في الحديث النبوي: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وفكرة الوقف بهذا المعنى تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي وفقًا لتعاليم الإسلام الحنيف، وقد جاء الأمر بالوقف على سبيل الترغيب والندب إلى فضائل الأخلاق والأعمال، وليس على سبيل الإلزام أو الأمر الجبري الذي لا يملك المخاطب به إلا الانصياع له.

نماذج إسلامية مضيئة في عمل الخير :

* عثمان بن عفان رضي الله عنه وتجهيزه لجيش العسرة حيث تبرع بثلث ماله لتجهيز الجيش المسلم المتوجه لغزوة تبوك .. والذي سمي بجيش عثمان .

* عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وبذله لماله في خدمة الإسلام والمسلمين في حياة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) وبعد وفاته . وإذا كانت الجارة والثروات، إنما تحصى بأعداد رصيدها وأرباحها فان ثروة عبد الرحمن بن عوف إنما تعرف مقاديرها وأعدادها بما كان ينفق منها في سبيل الله رب العالمين..!!لقد سمع رسول الله يقول له يوما:" يا بن عوف انك من الأغنياء..وانك ستدخل الجنة حبوا..فأقرض الله يطلق لك قدميك"..

ومن سمع هذا النصح من رسول الله، وهو يقرض ربه قرضا حسنا، فيضاعفه له أضعافا كثيرة.

باع في يوم أرضا بأربعين ألف دينار، ثم فرّقها في أهله من بني زهرة، وعلى أمهات المؤمنين، وفقراء المسلمين.

وقدّم يوما لجيوش الإسلام خمسمائة فرس، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة.

وعند موته، أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله، وأوصى لكل من بقي ممن شهدوا بدرا بأربعمائة دينار، حتى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أخذ نصيبه من الوصية برغم ثرائه وقال:" إن مال عبد الرحمن حلال صفو، وان الطعمة منه عافية وبركة".

*عبد الله بن عمر : يحدثنا أيوب بن وائل الراسبي عن أحد مكرماته، فيخبرنا أن ابن عمر جاءه يوما بأربعة آلاف درهم وقطيفة..وفي اليوم التالي، رآه أيوب بن وائل في السوق يشتري لراحلته علفا نسيئة (أي دينا) ..فذهب ابن وائل إلى أهل بيته وسألهم أليس قد أتى لأبي عبد الرحمن – يعني ابن عمر – بالأمس أربعة آلاف،وقطيفة..؟قالوا: بلى..قال: فاني قد رأيته اليوم بالسوق يشتر علفا لراحلته ولا يجد معه ثمنه..قالوا: انه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعها، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره، خرج.. ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها. فقال: انه وهبها لفقير..!!فخرج ابن وائل يضرب كفا بكف. حتى أتى السوق فصاح في الناس:" يا معشر التجار..ما تصنعون بالدنيا، وهذا بن عمر تأتيه ألف درهم فيوزعها، ثم يصلح فيستدين علفا لراحلته"..؟؟!!

* صهيب بن سنان : وكان جوّادا معطاء.. ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله، يعين محتاجا.. يغيث مكروبا.." ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا".

حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فقال له: أراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف..؟ فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول:" خياركم من أطعم الطعام".

* سلمان الفارسي : فقد كان عطاؤه وفيرا.. كان بين أربعة وستة آلاف في العام، بيد أنه كان يوزعه جميعا، ويرفض أن يناله منه درهم واحد، ويقول:

"أشتري خوصا بدرهم، فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهما فيه، وأنفق درهما على عيالي، وأتصدّق بالثالث.. ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت" ().

نماذج إسلامية نسائية مضيئة في عمل الخير:

لم تتخلف نساء المسلمات عن ركب العمل التطوعي في سبيل الله تعالي ، وان صدر الإسلام ليذخر بنماذج مضيئة من أمهات المؤمنين ومن المسلمات اللاتي ضربن أروع الأمثلة في العمل التطوعي نذكر منهن على سبيل المثال لا الحصر :_


*خديجة بنت خويلد (أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها) ، فقد بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال عنها صلي الله عليه وسلم : )وواستني في مالها إذ حرمني الناس) .


*ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ، التي قال عنهـــا الرسول صلى الله عليه وسلم ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً ) رواه مسلم والمقصود بطول اليد : كثرة مدها بالعطاء للفقراء ، فقد كانت رضي الله عنها تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء وتقول عنها عائشة ( رضي الله عنها : (

(ولم أر أمراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش ، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به لله تعالى ) رواه مسلم ج 7/136 .


*وهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : تضحي بنطاقها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك رضي الله عنها تقول ( صنعت سفره للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينة، فقلت لأبي : ما أجد شيئاً أربطه إلا نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسُميت ذات النطاقين ) رواه البخاري .

* ومنهن الشفاء بنت عبد الله : التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي صلى الله عليه وسلم - خاصة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما -القراءة والكتابة.


*وفي مجال الجهاد والغزو : ( هذه أم عطيه ) تقول ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم الطعام(رواه مسلم) .


*وهذه أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها / بحبها للخير وخدمة المسلمين فقد كانت يوم أحد هي وعائشة رضي الله عنها تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه الصحابة ثم ترجعان فتملانهما وهكذا ويقول عنها أنس رضي الله عنه : كان رسول الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار إذا غزا يداوين الجرحى.
الاسم :مى محمد احمد حسن
الشعبة :اللغة فرنسية
الدبلومة العامة التربوية نظام (العام الواحد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اهمية الانفاق في الاعمال التطوعية ؟
» اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية
» اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية
» اهمية الانفاق في الاعمال التطوعية
» اهمية الانفاق فى الاعمال التطوعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم التربوية :: أرشيف وسلة الدبلومة للأعوام السابقة-
انتقل الى: