قال الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون... الآيه) ، هذ الآية جاءت بصيغة النداء إلى المؤمنين وهو إعلام وإبلاغ ، وبمعنى معاصر هو : ( بيان هام ) لما اشتملت عليه من توجيهات وأوامر حيث اشتمل هذا النداء على ثلاث ركائز رئيسة من مقومات المجتمع الإسلامي :
الأولى: حدد العلاقة بالله تعالى في العبادة المحضة وهي من إطلاق الجزء وإرادة الكل حيث خصّ الركوع والسجود لله تعالى - وهما جزء من العبادة في قوله : ( واعبدوا ربكم).
الثانية : حدد علاقة المسلم بإخوانه في الله – المجتمع الاسلامي – وهو توجيهه إلى فعل الخير والحرص عليه مطلقاً – بقوله : ( وافعلوا الخير ) ، وإذا انتشر الخير آذن بالإحساس الديني والشعور الأخوي والوقاية من شح النفس .
الثالثة : حدد علاقة المسلم بواجب الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله والقضاء على قيادات الشر بقوله : ( وجاهدوا في الله حق جهاده ) . إذاً الآية لخصت التكاليف المنوطة بالمسلم والتي أشرنا إليها في المقدمة ، وهي الغاية من وجود المسلم في هذه الحياة ، وهذا أمر من الله للمؤمنين ان يفعلوا الخير كله ، ويأمروا به ويدعوا إليه ، فهو إعلام بما جاء في الآية ، وإعلام عن العمل الخيري .
النموذج الثاني من السنة حديث وفد ( مضر) نجد في هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بنفسه يحث الناس على التبرع للعمل الخيري ، وهذا غاية في الناحية الإعلامية ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بلالاً بالأذان ، وهذا وسيلة الإعلام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لأي أمر هام ، وحدث خطير، جلس الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر يعظ الناس ويحثهم بأسلوبه البليغ الفذ على جمع التبرعات لأولئك القوم المجتابي النمار، وافتتح الرسول صلى الله عليه وسلم حديثه بخطبة الحاجة ، وهذا دليل واضح على اهمية الأمر فإن مظهر البؤس عليهم اثر على ذي الخلق العظيم والقلب الرحيم، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كل ذلك يدل على أن الإعلام عن العمل الخيري مهم جداً ومطلوب شرعاً ، وهذا الحديث غيض من فيض مما ورد في مناسبات عدة في حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التبرع للعمل الخيري وإعلامه لأصحابه ، فحديث عبد الرحمن ابن حباب الذي يقول فيه : شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يحض على جيش العسرة فقام عثمان فقال : يارسول الله مائة بعير باحلاسها واقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش فقام عثمان فقال : يارسول الله ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل من على المنبر وهو يقول : ( ماعلى عثمان مافعل بعد هذه .. ماعلى عثمان مافعل بعد هذه ) ( ) وفي لفظ : ( من جهز جيش العسرة فله الجنة ، فجهزه عثمان ) ( ) .
والأحاديث التي وردت في الناحية الإعلامية للحث على العمل الخيري أكثر من ان تحصر ، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من يحفر بئر رومه فله الجنة ) فشراها عثمان( ) .
الاسم : هيام سيد أحمد
الدبلوم التربوى
شعبة اجتماع