الحنين إلى الروح // طـــــه مـــــحـــمـــد
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*تحدثتُ سابقاً عن حنينا إلى النفس وذكرتُ بأنه أحياناً نتوه من أنفسنا
بسبب كثرة ما يجول بخواطرنا وكثرة ما يدور حولنا .. فلعلنا وجدنا الإجابة في نهاية مقالي الذي كان بعنوان الحنين إلى النفس ..
ورابط الموضوع هنا[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أمَّا الآن .. فقد شعرتُ بأننا جميعاً بحاجة إلى الحنين إلى الروح ..
الروح التي هي من الأساس الروح التي جئنا بها إلى الدنيا..
فنحن فعلاً نريد تلك الروح التي نفخ الله فيها كي نولد وننعم في حياتنا ...
وذلك بعد أن أحسست بأننا نعيش مع نفوس غريبة جداً
فهي نفوس تركت قيادها للحيوان الذي يسكنها
وكرَّست كلَ حياتها لإرضاء خنزير كل همه يأكل ويشرب
وينام ويضاجع وينجب ثم يموت ..
فأنا أصف تلك الحياة بأنها حالات الغرق التي يعاني منها الإنسان التقي النقي في مخاط الشهوانية الحيوانية اللزج ...عزيزي القارئ أنت على موعد معي اليوم كي أكشف لك سر من أسرار الحياة
التي تم اكتشافها مؤخراً تقريبا منذ 1434 عام هجري سبق
حينما قال حبيبنا النبي –
صلوات الله وسلامه عليه -
"
امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك "
نعم فقد علم الرسول الكريم بأنا سنعيش مع مجموعة من الكائنات الحية الآدمية
التي لا وظيفة لها إلا القتل والخطف والحقد والغل والحسد والغيبة
وكذلك النميمة والكذب وجرح الناس وأكل قلوب بعضهم البعض ..
فذلك الحنين الذي أدعو إليه هو أصل الكلام المذكور في الحديث
فهو يكاد يكون حنيناً دائماً يملأ شغاف قلوبنا للرجوع إلى روحنا الأصلية
التي جئنا منها –
في نهاية المقال ستعرفها –
ويكاد أيضا يكون العطش الروحي والحنين إلى النبع الذي صُدِرنا عنه
والذي يملأ كل جارحةٍ من جوارحنا شوقاً ولهفة ً
وهو
حنين تطمسه غواشي الدنيا وشواغلها وشهواتها وشبهاتها ..
الرسول الكريم علم باللحظة التي تمر علينا الآن
لذلك ذكرنا بتلك النصائح لأنها ستكون يد العون لنا
عندما يأتي الصباح الذي ندرك فيه بأننا مُحاطين بكل كوادر القبح والظلم والعبث
والفوضى والاضطراب في تلك الدنيا فنشعر أننا غرباء عنها
وأننا لسنا منها وإنما نحن عابرو سبيل أو زوار أو تائهين
وأن علينا أن نمسك بألسنتنا وان نحتفظ بأنفسنا في مكان بعيد عن متناول الأشرار ..
ولحظتها نهفو ونُحنَّ إلى تلك الروح التي جئنا منها وأننا بحاجة إلى
رفع أكفة التضرع إلى الله والى رفع رؤوسنا في شوق وتلقائية إلى السماء
هامسين يا الله يا ربنا أحفظنا من هؤلاء الأقوام ...هذا إحساس عميق في
لحظات الخلوة والوحدة مع الله والإحساس
بأننا في معية غيبية وفي أُنس ٍ خفي وأن هناك يداً خفية
سوف تنتشلنا وذات عليا سوف تلهمنا رشدنا وصوابنا
وان لطيفا قديرا سوف يحمينا وأن عظيما سوف يتداركنا ...
كل ذلك بسبب ما نراه من قلب القوقعة التي نختبئ فيها من قهر الذين من حولنا ..
لذلك عندما نعمل بذلك الحديث في ذلك الزمان
وحيث ذاك المكان سنخرج من تلك الديار آمنين
معتزلين كل قبيح يطير في هواءنا لذلك أدعو نفسي وإياكم أن نحتفظ بما نحن عليه الآن في علاقتنا مع أنفسنا
وأن يشغلنا همنا فقط وأن ننظر بعين البصيرة على ما سيدور في قبورنا
لذلك علينا أن نَحنَّ إلى أرواحنا جميعا لنرجع إلى ربنا
لأننا جئنا بنفخه منه من غيبه المغيب وسنعود إلى غيبه المغيب فحنينا إلى أرواحنا هو نفسه
حنينا إلى الله ربنا ...
هلا َّ
فهموتموني .. وأدركتم ما
أقصده ؟؟؟