عندما أفكر في تطوير ذاتي لا بد لي من أن أفهم أولا المقصود بتطوير الذات، وتطوير الذات يعني أن تسعى نحو تحسين قدراتك ومؤهلاتك وكفاياتك الشخصية مثل تحسين القدرات العقلية كالتركيز والقدرة على التفكير أو تحسين مهارات التواصل كالإستماع وحسن الكلام والقدرة على فهم الاخرين أو تحسين مهارة التعامل مع الذات أو تحسين القدرة على السيطرة على الإضطرابات النفسية والتحكم في المشاعر والسمو بذاتك وجعلها أكثر قوة ومهارة باكتساب سلوكيات إيجابي والتخلص من السلوكيات السلبية، وتعلم السيطرة على مشاعرك وردود أفعالك، وتعني أيضا معرفة مصادر قوة الذات ومكامن ضعفها لتحسين هذه المصادر القوية في الذات، وتقوية مكامن ضعفها، إذن فتطوير الذات هي عملية تحويل هذه الذات إلى ذات أفضل وأيضا هي عملية لفهم مكونات الذات وكيفية تحسينها، وفي الحقيقة ليس هناك تعريف محدد لمفهوم تطوير الذات إذ أنها تمتلك دلالات كثيرة.
كل شخص يمتلك أحلاما وأهدافا في حياته يسعى لتحقيقها، ونتيجة ذلك فإنه من الطبيعي أن يبحث عن السبل وعن كل الطرق المؤدية إلى تحقيق هذه الأهداف، هذه العملية أي عملية البحث عن هذه السبل تعتبر ممهدة نحو معرفة كيفية تطوير الذات فبها نستطيع أن نعرف حجم قدراتنا و مقدار طاقاتنا الخاصة وما نحتاجه لكي تكون لنا القدرة على تحقيق ما نصبوا إليه من الأهذاف يشبه ذلك كثيرا عملية بناء منزل، فلبناء منزل لا بد أولا أن نرسم مخططا لهذا المنزل ثم أن نوفر كل الأدوات والمواد التي نحتاجها في هذا البناء وبعد ذلك يبقى علينا اتباع المخطط المدروس واستعمال الأدوات ومواد البناء، وإذا شرعنا في تطبيق ما وصلنا إليه من معرفة ونتائج فإننا بذلك نقوم بتطوير ذواتنا من دون أن نعلم ذلك مع إمكانية تحقيق الأهذاف التي نصبوا إليها، وهذا ما يجعل تطوير الذات مهما جدا جدا.
حنان سيد ابوالقاسم