يعتبر العمل الخيري في ذاته واحدا من أهم ثمار الإيمان، فضلا عن أن العمل الخيري يضمن للمسلم ما يوثق به العرى بين سبل النجاح في الدنيا والآخرة أيضا.
والعمل الخيري باعتباره نشاطا إنسانيا خالصا .. ويصدر عن إيمان الفرد بانتمائه لأسرة صغيرة لها متطلباتها الإنسانية التي تفرضها آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بحيث، يكون العمل الخيري في ذاته صورة للإيمان، وترجمة عن مشاعر الإنسان المؤمن ومدى إحساسه بمسئوليته تجاه غيره من المسلمين خاصة المحتاجين ..
العمل الخيري بهذا المفهوم الإيماني يمثل تجسيدا للفهم الصحيح لروح الإيمان التى تعبر عنها آيات عديدة من آيات القرآن الكريم منها مثلا بسم الله الرحمن الرحيم )لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) (النساء114) .
ويؤكد القرآن الكريم في موضع آخر على اهمية العمل الخيرى إذ يرى أن من لا يقوم به في أى شكل من أشكاله بمثابة المكذب بالدين: يقول تعالى
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ((الماعون : 1-2)
وهناك نقطة يجب الإشارة إليها فى مجال دعوة الإسلام إلى الإنفاق فى وجوه الخير وحثه عليه ، فالإنفاق فى الإسلام له ضوابط تتحقق بها مصلحة الفرد والمجتمع .. هذه الضوابط هى الاعتدال والتوسط بين الإسراف والتقتير .. يقول تعالى فى سورة الفرقان آية 67 : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) ..
قال الرازى الإسراف مجاوزة الحد فى التنعم والتوسع فى الدنيا وإن كان من حلال
والرسول الكريم (كما روى البخارى فى صحيحه 5/2181 كتاب اللباس ) يقول
كلوا واشربوا وألبسوا وتصدقوا فى غير إسراف ولا مخيلة )
ويستفاد من هذا الحديث أهمية ضبط الإنفاق حتى فى عمل الخير .. فالتصدق كما فى الحديث يكون فى ( غير إسراف ) أو ( بخل وتقتير) بل فى اعتدال وتوسط .. يؤكد هذا قول الحق سبحانه وتعالى فى ( سورة الأنعام آية 141 ) : " وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " .. فالإسراف منهى عنه حتى حين يخرج المسلم حق الفقراء يوم الحصاد ..