قد أتى على البشر حينٌ من الدهر لا يعرفون من «الدين» إلا أنه تعاليم خارجةً عن محيط العقل كُلِّف البشر بها مقاومةَ فطرتهم، وتعذيب أنفسهم، ومكابرة عقولهم وبصائرهم، خضوعاً للرؤساء الذين يلقِّنُونهم إيّاها، فإن انقادوا لسيطرتهم عليهم بها كانوا من الفائزين، وإن خالفوهم سراً أو جهراً كانوا من الهالكين.
حتى إذا بعث الله محمداً خاتم النبيين، يتلو عليهم آياته ويعلِّمهم الكتاب والحكمة ويزكِّيهم مما كانوا فيه من الضلال المبين - بيَّن لهم أنَّ دين الله الإسلام هو دين الفطرة، والعقل والفكر، والعلم والحكمة، والبرهان والحجة، والضمير والوجدان، والحرية والاستقلال، وأن لا سيطرة على روح الإنسان وعقله وضميره لأحد من خلق الله، وإنما رسل الله هداةٌ مرشدون، مبشِّرون ومنذرون وأعلن للدنيا قوله تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:30]، فدعا البشر إلى دين الفطرة وشريعة الإنسانية وأفهم العالم أن الإسلامَ دينُ الفطرة وشريعةُ العقل والتفكير، وأنَّه دينُ الوسطية الجامعُ لحقوق الروح والجسم والحافظ لمصالح الدنيا والآخرة
دعاء محمد محمد السيد
شعبة إجتماع
دبلومة العام الواحد