أهمية الإنفاق والعمل التطوعي
يعد التطوع من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حث عليها الشرع الحنيف وندب إليها, قال تعالى فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ )[البقرة/184] ؛ ذلك لما يترتب على العمل التطوعي من نفع الخلق وقضاء حوائجهم , ومع ذلك فإننا نجد نوعا من التقصير في هذا الباب من أبواب الخير على الرغم من أن التطوع يعد قيمة أصيلة في مجتمعاتنا الإسلامية وله من الآثار و الثمار الايجابية ما لا يحصى ليس على المستوى الفردي فحسب بل على المجتمع بأسره
ثانياً: أهميَّة العمل التطوعي:
يمثل الثراء الفكري الذي يشهده مفهوم التطوع في أدبيات العلوم الإنسانية مرآة تعكس مدى أهمية العمل التطوعي بالنسبة للفرد والمجتمع، حيث إستقر في يقين الفكر الإنساني أهمية التطوع كوسيلة فعالة للنهوض بالمجتمع والمشاركة في الجهود التي تبذل لتنميته وتقدمه ورخائه, وكسبيل أمثل للتواصل مع المجتمعات الخارجية ضمن دائرة أوسع لمفهوم التكافل الاجتماعي، ومن ثم تنامت حركة إنشاء وتطوير المؤسسات الخيرية التطوعية, وأفُسحت المجالات أمامها خاصة القانونية لممارسة مناشطها, وغالباً ما تسهم الحكومات على اختلاف أنظمتها بالتسهيل الإداري لشؤونها كالإعفاءات الجمركية ورفع رسوم الضرائب وغيره .
ويأتي الحرص على توسيع دائرة عمل مؤسسات العمل التطوعي وتطوير إدارتها وتفعيل أنشطتها ومشاريعها من منطلق أهميته ـ العمل التطوعي ـ التي تتمثل فيما يلي :
1- بفعل المتغيرات العالمية والمجتمعية والزيادة السكانية, لم تعد الحكومات ـ وبخاصة في الدول المتقدمة ـ قادرة بمفردها على تحقيق التنمية المستدامة أو تقديم كافة المساعدات والاحتياجات, وعليه تبرز أهمية مشاركة المتطوعين لمساندة الإنفاق الحكومي من جانب, وتوفير الجهود الحكومية للمسؤوليات الكبرى من جانبٍ آخر.
2- أن التطوع يؤثر في النسق القيمي لدى الفرد، وأحد المؤشرات الدالة على مستوى نضج الشعور بالمواطنة والانتماء للوطن.
3- يمثل التطوع تعبيراً صادقاً عن قدرة الأفراد على التعاون والتشارك خارج أطر الارتباطات التقليدية, ويعبر بولاء الفرد من الوحدات الاجتماعية الضيقة كالعائلة والعشيرة والقبيلة والطائفة الدينية إلى دائرة أوسع من الانتماء للبيئة الاجتماعية، تنتصر فيها فكرة الإرادة الجماعية الهادفة لخير المجموع ومن ثم الارتقاء بتنميته.
4- بحسبان المتطوع من أفراد المجتمع فإنه يتميز بنظرة واقعية خاصة تجاه طبيعة الاحتياجات والمشكلات وكيفية التعامل معها.
5- وجود نقص في المهنيين مما يستدعي استكمال هذا النقص بالمتطوعين المدربين.
6- أن التطوع يعبئ الطاقات البشرية والمادية ويوجهها ويحولها إلى عمل مثمر.
7- يسد التطوع الفراغ في الخدمات ويوسع قاعدتها تحقيقا لمبدأ الكفاية، والوصول بها إلى المناطق المحرومة تحقيقاً لمبدأ العدل.
8- تحويل الطاقات الخاملة أو العاجزة إلى طاقات قادرة عاملة و منتجة.
9- حفظ التوازن في حركة تطوير المجتمع بطريقة تلقائية وذاتية.
10- التطوع ظاهرة هامة للدلالة على حيوية الجماهير وإيجابيتها ولذلك يؤخذ كمؤشر للحكم على تقدم الشعوب.
11- يعد العمل التطوعي ترجمة فعلية لما توصلت إليه أدبيات التنمية المستدامة من أن هدف التنمية ووسيلتها ـ في نفس الوقت ـ هو الإنسان.
كلية التربية
دبلومة نظام العام الواحد
قسم : لغة عربية
الاسم : أسماء إبراهيم محمد زايد