منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإيجابية عند شيخ الإسلام ابن تيمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود بصري محمد
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 05/04/2012
العمر : 35

الإيجابية عند شيخ الإسلام ابن تيمية Empty
مُساهمةموضوع: الإيجابية عند شيخ الإسلام ابن تيمية   الإيجابية عند شيخ الإسلام ابن تيمية Icon_minitimeالأحد 8 أبريل 2012 - 10:18



(الإيجابية) تعني - من ملخص ما قرأته عنها - قلب كل النوازل والظروف حتى السيئ منها إلى فوائد وإيجابيات، فهي الحيوية والابداع في إيجاد الوسائل للنجاح حيث يتوقع الفشل وابتداع الحلول للربح حيث تتوقع الخسارة؛ وتحويل المكروهات إلى محبوبات باستثمارها ..

ولذلك فالشخصية الإيجابية: (تعني كما وصفها بعض الدعاة؛ أن يكون المسلم فيضا من العطاء، قويا في البناء، متفائلا حين تدلهم الخطوب، لا ييأس حين يقنط الناس، ولا يتراخى عن العمل حين يفتر العاملون، يصنع من الشمعة نورا، ومن الحزن سرورا، متفائلا في حياته، شاكرا في نعمائه، صابرا في ضرائه، قانعا بعطاء ربه له، مؤمنا بأن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة).

ومن معالم هذه الشخصية الإيجابية: عدم العجز في أحلك الظروف، والتكيف مع الواقع للخروج من المآزق بأحسن النتائج، وتطويع كافة الظروف للنافع من الأعمال، والانضباط في المواقف الحرجة، وضبط النفس عند الغضب، والهدوء في حالات الهلع، والصبر عند الجزع، والسيطرة على النفس عند الصدمات، والقدرة على التحكم بالذات وتوجيهها بحكمة، واستغلال الفرص واستثمارها، والمسابقة في تحقيق النجاحات والمسارعة في الطاعات ..

وجل هذه المعاني حث عليها الكتاب والسنة ..

ففي الذكر الحكيم {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} وفيه { وسابقوا إلى مغفرة من ربكم} وفيه أيضا :{فاستبقوا الخيرات} وفي وصف خيرة الخلق جاء: {أولئك يسارعون في الخيرات}.

وفي السنة: ( بادروا بالأعمال سبعاً ) وفيها: ( اغتنم خمساً قبل خمس ) .

ودوما ينبه المرشدون أن الطريق الى مرضاة الله، وإلى نصرة دين الله؛

لا توجد فيها لوحات تحدد السرعة أو تذمها، أو تخالف عليها .. كلا بل المسابقة في هذه الطريق والمسارعة مندوبة ممدوحة، بل مأمور بها كما علمت في نص الكتاب الحكيم؛ فإن استطعت الطير محلقاً بالطاعات على متن الريح أو السحاب، فافعل وبادر..؛ وستجد أول الطريق مزدحماً !! وفي أوسطه يخف الزحام ..

ولكن في آخره إن وفقت للوصول سيخف الزحام، ولن تجد فيه إلاّ الصفوة المختارة .

جعلنا الله وإياك منهم.

تعلمنا من كلام مشايخنا عبارات تندرج تحت تلك المعاني أيضا فكنا نقرأ عبارات عن: (قلب المحنة إلى منحة) و(تحويل المكروه إلى محبوب) وفي زماننا يعبرون عن ذلك بقلب الليمون الحامض إلى شراب حلو منعش، وأشياء من هذا القبيل كلها تدعوا إلى عدم العجز واستعمال التفاؤل والاستعانة بالله والتوكل عليه؛ وقد كانت هذه المعاني تعيننا في المحن والسجون وتلطف علينا البلاء وتخففه فتعين على التصبر والثبات، وتذكر بالنظر في عواقب الصبر واسترواح الفرج، وتدفعنا إلى استغلال المحنة

وهذا كله يندرج تحت قوله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ )

وقوله تعالى: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)

وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف) وقوله: (استعن بالله ولا تعجز)

و شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، علمنا الايجابية في كل الظروف والاحوال والتقلبات ..

فتراه لما أدخل سجن القلعة وصار داخل سورها يقرأ قوله تعالى: { فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ}.

وكم يغتاظ أعداء المؤمن حين يعجزون عن كسره وإدخال الاحباط إلى نفسه، ولذلك فهو يغيظهم بعدم اكتراثه بسجنهم، بل ينكؤهم بتحويله محنة السجن التي أرادوا أن يذلوه بها؛ إلى منحة، وقلب عذابه إلى عذوبة ورحمة، باستشعار هذه الآيات وتلاوتها على مسامعهم وهم يزجون به في الحبس ..

أليس هو القائل: ( ماذا يصنع بي أعدائي ؟

أنا جنتي وبستاني في صدري، أينما رحت فهي معي .. إن معي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..

إن قتلوني فقتلي شهادة،

وإن نفوني فنفيي سياحة،

وإن سجنوني فسجني خلوة مع ربي،

إن المحبوس من حبس عن ربه،

وإن الأسير من أسره هواه .

وقيل له: قد أمر السلطان بنفيك إلى قبرص أو قتلك أو سجنك .

فقال: والله إن بي من الفرح والسرور ما لو قسّم على أهل الشام لوسعهم، والله إني كالغنمة ما تنام إلا على صوف أو أينما وقعتُ أقع على صوف؛

إن نفيت إلى قبرص دعوت أهلها إلى الإسلام ،

وإن سجنت خلوت بعبادة ربي ،

وإن قتلت فأنا شهيد ).

إنها كلمات شيخ ومعلم الإيجابية، وعلامة نحرير في فن قلب المحن إلى منح ،والتحكم في الظروف والابتلاءات واستثمارها، لا الاستسلام لها، إنه أبو العباس ابن تيمية رحمه الله، ولقد صارت كلماته نبراسًا يُضيء الطريق للثابتين، ومنارة تهدي السبيل للعاملين .

إن الإيجابية كما علمناها شيخ الاسلام؛ شموخ لا يقبل الانكسار، انها تجاوز لكل العوائق والسدود، وهمة لا تكبلها القيود ..

وبذلك ينقلب السحر على الساحر

وتستشعر قوله تعالى: {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}

{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ }

تقلب كيد الأعداء بك إلى نصر

فتوجه النفس لاستثمار وقتك حيثما كنت فلا خسارة عندك حين يخسر الناس ..

في السجن تشتغل بالعبادة التي شغلتك الأمور الأخرى عنها خارجه

وفي التضيق تشتغل بالطاعات التي شغلت عنها في السعة

وفي السعة ترجع لما حجبت عنه من طاعات في الضيق

وهكذا تكون مباركا حيث كنت وحيث حللت في كل الظروف

فتفوز بصفة وصف الله بها خيرة أنبيائه: ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ) .


***


منذ أكثر من ثلاثة شهور وبعد عملية ابي دجانة الخراساني والمراقبة حول بيتي مكشوفة لكل صبيان وعجائز الحارة، والسيارات الحديثة تتابعني حيث حللت وحيث ارتحلت، وتحيط ببيتي من كل الجهات على مدار الأربع والعشرين ساعة ترصد تحركاتي وتتابعني في حال خروجي بسيارتي أو مع غيري؛ وهذا الوضع يظنه من يسمع به من المبالغات ولا يصدقه إلا من يعاينه بأم عينه، فيرى السيارات في زوايا الشارع المحيط ببيتي طوال الوقت، ويراها حين أخرج ثلاث وأحيانا أربع سيارات تتابعني إلى باب المسجد وإلى المخبز وإلى الميكانيكي والدكان وغير ذلك من الأماكن العادية التي قصرت ذهابي عليها بالطبع منذ بداية هذه اللعبة، إلا أن أضللهم فأخرج بغير سيارتي فأذهب حينها حيث شئت من الأماكن التي يهمني أن لا يعرفوها فيمكثوا الساعات الطوال في حر تموز حول بيتي متسمرين في أماكنهم ظنا منهم أني في بيتي؛ وأنا أقضي مشاويري المهمة بأمان؛ ولا ينقضي عجب الناس حين يرون هذا العدد من السيارات والمخبرين ويعجبون كيف يفرغ كل أولئك على مدار الأربع والعشرين ساعة لرجل واحد !!

ولعلهم كانوا يتوقعون برفع وتيرة ضغطهم هذا؛ أن أبادر إلى رفع الراية البيضاء عاجلا؛ واستغيث بمسؤوليهم ليرفعوا عني هذا الحصار، فلما خاب ظنهم هذا، وطالت القصة واستطالت، وصورت وصارت حديث الصحافة والممنتديات، واشتد عليهم حرّ تموز واقتربنا من آب اللهاب؛ حرّكوا لي قضية سخيفة حكمت فيها بالسجن شهرا لقولي لدورية مرور عطلتني عن صلاة الجمعة حتى كاد يذهب وقتها؛ أنتم قطاع طرق، فصار أولئك يتربصون بي حين خروجي ليبعثوا لي من يسمونهم بالتنفيذ القضائي كي يزجوا بي في السجن مدة هذا الشهر فيرتاحوا مؤقتا من لهيب الصيف، حتى بلغ بهم الضجر بالأمس أن أوقفوا دورية الشرطة على باب المسجد بعد صلاة العصر كي يضبطوني حين خروجي من باب المسجد، فيسر الله خروجي من بين أيديهم دون أن يروني، وتركت لهم سيارتي على باب المسجد ينتظرون خروجي إليها ثم ارسلت من يردها إلى بيتي، وهذا مثلما جرى معي قبل يومين على صلاة الفجر فقد كانوا نائمين فمضيت أمام سيارتهم فصليت الفجر في المسجد وعدت لبيتي آمنا، وقال لي صاحبي ألا توقظهم وتقول لهم: ها قد عدت ؟ فقلت: لا دعهم نائمين ..

وهكذا يرثي الجيران لحالي ويظنون أنني في كرب عظيم وضيق شديد من هذه الرقابة الدؤوبة والمتابعة الحثيثة، ومن يعرف أحوالي من قبل هذا؛ لا يشك أنني لا أنزعج بهذه الحال أبدا .. وأن ما يعتبرونه محنة هو في الحقيقة عندي منحة، وما يعدونه مكروها قد أمسى عندي محبوبا، وأن الليمون الحامض عندهم، قد استحال شرابا حلوا لذيذا ..

فقد ترتبت على ذلك كثير من الفوائد :


من ذلك أن الضغوط المتنوعة التي كانت تمارس علي بتكرار طلبي اسبوعيا للمراجعة اختفت فقد استبدلوها بما يشبه الاقامة الجبرية في بيتي ولا شك أن هذه الإقامة الجبرية أفيد لي وأحب إلي من مراجعتهم .


ومنها ذهاب الازدحام عن بيتي، وأعني بذلك تحديدا الزوار الذين يأكلون وقتي دون فائدة؛ فهؤلاء اختفوا وخفّوا عني منذ ظهور هذه المراقبة للناس فصارت عندي وفرة في الوقت لعلي استثمرها في النافع من الأعمال، ولم يعد يزورني إلا الأعزاء المحبون الذين تستوي عندهم الزيارة في السراء والضراء ولايهمهم الرقيب ولا العتيب.


ومنها أن يعرف الأعداء أننا لا نركع في الأسر ولا نخنع للضغط ولا نساوم على ديننا ودعوتنا وعزتنا لأجل راحة زائلة أودنيا فانية، ونسأل الله تعالى الثبات .


ومنها تنبّه الجيران والإخوان على عدد كبير من سيارات المخبرين التي لم تكن معروفة من قبل لهم؛ حتى صاروا هم وصبيانهم يحفظون أرقامها ويعرفون أنواعها وألوانها وينبه بعضهم بعضا عليها، لتكرار تواجدها في اماكن معينة وفي باب المسجد الذي أصلي فيه، حتى صار من الصبيان من ينبهني إليها حين تتغير أماكنها ..


ومن ذلك تكشف المنافقين في حارتنا الذين يظهرون لنا بوجه ثم في هذه الملمة تكشفوا فكان أحدهم يأتيهم بالشاي والقهوة تزلفا لهم رغم أنهم يقفون بجوار بابه وربما سببوا حرجا له في دخول وخروج نسائه ولكن الصغير يبقى صغيرا، وقد تنبه له أهل الحارة فمقتوه لأجل ذلك وتناقلوا وذموا فعله الشائن هذا ..


ومنها تعليم صبياننا وتشجيعهم وتجريئهم على الأعداء؛ ففي المثل أن أكثر الناس جرأة على الضبع وأقلهم اكتراثا به هم أكثرهم تماسا معه ورؤية له، فنحن نروض أولادنا على عدم الاكتراث بهؤلاء والتجرؤ عليهم، ولقد كانت الحارة في باديء الأمر قد تكرهبت من رؤيتهم واستمرار تواجدهم؛ ثم لم يلبث أن اعتاد الناس عليهم وصار الصبيان يلعبون بالكرة قريبا منهم وربما ضربوا الكرة باتجاههم فارتطمت في سياراتهم وهكذا؛ حتى أن ابني المغيرة ذو السبعة أعوام مر بهم اليوم في طريقه لصلاة الجمعة ووقف عليهم وقال لهم: ما تروحوا على الصلاة !؟ فقالوا له: سنذهب الآن .. فلما رجع من الصلاة ووجدهم على وقفتهم نفسها؛ قال لهم: صليتوا ؟ فقالوا له: نعم صلينا . فلما رآني بعد ذلك هو وأختيه قالوا: إنهم يكذبون يا أبي يقولون صلينا وهم لم يصلوا !! فما كان مني إلا أن أكرمته بدينارين، تشجيعا له، فقالت أختاه الصغيرتان: نحن أيضا نذهب نقول لهم: أنتم كذابين لم تصلوا؛ فأعطنا مثله، فقلت: لا تفعلوا أنتم بنات لا تكلموا الرجال، سأعطيكم كل واحدة دينارا على نيتكم ..


ومنها أخيرا وليس آخرا حفظ دجاجات الوالدة من السراق ..

فلقد قلت لوالدتي لما اشتكت وتضجرت من وجود هذه السيارات حول البيت: ألم تشتكي لي قبل أشهر من سرقة ديك حبش ودجاجة من الحاكورة ؟

فقالت: نعم .

فقلت: طيب منذ اليوم الذي أحاطت به هذه السيارات بمنزلنا هل سرقت لك دجاجة؟

فقالت: لا .

فقلت: خلاص؛ اعتبريهم حراسات على دجاجاتك من السراق الذين لم يعودوا يجرؤون على دخول الحارة بعد ان انتشر خبر تواجد المخبرين الدائم فيها .

فرب ضارة نافعة .. أليس كذلك ؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإيجابية عند شيخ الإسلام ابن تيمية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الإسلام ليس جماعات يأسسها البشرإنما الإسلام جماعة واحدة أسسها سيدالبشر
» الإسلام ليس جماعات اسسها بشر وإنما الإسلام جماعة واحدة أسسها سيد البشر
» الإسلام ليس جماعات أسها بشر وإنما الإسلام جماعة واحدة أسسها سيد البشر ( محم
» الإسلام ليس جماعات أسسها بشر وإنما الإسلام جماعة واحدة اسسها سيد البشر
» الإسلام ليس جماعات أسسها بشر وإنما الإسلام جماعة واحدة اسسها سيد البشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم التربوية :: أرشيف وسلة الدبلومة للأعوام السابقة-
انتقل الى: