بعث الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلي الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة دين الإسلام الذي أخرج الله بها العرب خاصة والإنسانية عامة من دياجير الظلام إلى نور الإسلام ، ومن ذل الفرقة والتشتت إلى عز الوحدة والوئام ، وقد جمع الله به العرب المتناحرين والمختلفين ، فكون منهم خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله , فأصبحوا أمة واحدة بعد التفرق وقوة واحدة بعد التمزق ، استطاعت أن ترتفع برسالة الإسلام ، وترفع بها الآخرين من وهاد الكفر والشتات إلى قمم الإيمان والتضامن والوحدة التي امتن الله سبحانه وتعالى على رسوله صلي الله عليه وسلم بتحقيقها له في قوله تعالى : {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } ([1]) .
وقد ازدادت هذه الألفة قوة ورسوخا بانتشار الإسلام ودخول الناس فيه أفواجا، فكان من مظاهر تضامن هذه الأمة الإسلامية ما سجله التاريخ في عصر الخلفاء الراشدين والدولة الأموية والدولة العباسية وبعض الدول الإسلامية التي وجدت على مسرح الأحداث بعد ذلك مما يعد سجلا حافلا بإنجازات المسلمين في مجال التضامن الإسلامي والوحدة الإسلامية ، بالرغم من وجود عوامل الفرقة والشتات من اختلاف في العرق واللسان والألوان وتباعد الأمكنة وسعي الأعداء الحثيث إلى تمزيق شمل الأمة الإسلامية طوال تاريخها المديد ، حتى عندما نجحت بعض تلك المساعي في تمزيق شمل الأمة أو اغتصاب بعض أطرافها لم تخل بقاع العالم الإسلامي من الأصوات التي تنادي بتفعيل التضامن الإسلامي والوحدة للوقوف في وجه الأعداء
وقد نجحت كثير من تلك الجهود في إيقاظ الأمة ودحر أعدائها وإحياء روح التضامن في كثير من أقطارها .
الاسم :سحر رمضان حسان
دبلومة نظام العامين الفرقة الثانية
قسم اجتماع