قواعد عامَّة في الصفات
القاعدة الأولى :
((إثباتُ ما أثبته الله لنفسه في كتابه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل))().
لأن الله أعلم بنفسه من غيره ، ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه.
القاعدة الثانية :
((نفـيُ ما نفاه الله عن نفسه في كتابه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله تعالى))().
لأن الله أعلم بنفسه من خلقه ، ورسوله أعلم الناس بربه ؛ فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته ، ونفي الظلم يتضمن كمال عدله ، ونفي النوم يتضمن كمال قيُّوميَّته.
القاعدة الثالثة :
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ توقيفية ؛ فلا يُثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته
له رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يُنفى عن الله عَزَّ وجَلَّ إلا ما نفاه عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم))().
لأنــه لا أحد أعلم بالله من نفسه تعالى ، ولا مخلوقٌ أعلم بخالقه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القاعدة الرابعة :
((التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها ، أما معناها ؛ فَيُسْتفصل عنه ، فإن أريد به باطل يُنَزَّه الله عنه ؛ رُدَّ ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله ؛ قُبِلَ ، مع بيان ما يدلُّ على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية، والدعوة إلى استعماله مكان هذا اللفظ المجمل الحادث))().
مثاله : لفظة (الجهة) : نتوقف في إثباتها ونفيها ، ونسأل قائلها : ماذا تعني بالجهة؟ فإن قال : أعني أنه في مكان يحويه. قلنا : هذا معنى باطل يُنَزَّه الله عنه ، ورددناه . وإن قال : أعني جهة العلو المطلق ؛ قُلْنا : هذا حق لا يمتنع على الله.وقبلنا منه المعنى ، وقلنا له : لكن الأولى أن تقول : هو في السماء ، أو في العلو ؛ كما وردت به الأدلة الصحيحة ، وأما لفظة (جهة) ؛ فهي مجملة حادثة ، الأولى تركها.
القاعدة الخامسة :
((كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح ؛ وافقت العقل الصريح ، ولابد))().
القاعدة السادسة :
((قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية))()؛ لقوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ
بِهِ عِلْمًا(.
القاعدة السابعة :
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ تُثبت على وجه التفصيل ، وتنفى على وجه الإجمال))().
فالإثبات المفصل ؛ كإثبات السمع والبصر وسائر الصفات ، والنفي المجمل كنفي المثلية في قوله تعالى : (ليسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( .
القاعدة الثامنة :
((كل اسم ثبت لله عَزَّ وجَلَّ ؛ فهو متضمن لصفة ، ولا عكس))().
مثاله : اسم الرحمن متضمن صفة الرحمة ، والكريم يتضمن صفة الكرم، واللطيف يتضمن صفة اللطف … وهكذا ، لكن صفاته : الإرادة ، والإتيان ، والاستواء، لا نشتق منها أسماء، فنقول : المريد، والآتي، والمستوي 00 وهكذا
القاعدة التاسعة :
((صفات الله تعالى كلها صفات كمال ، لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه))().
القاعدة العاشرة :
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ ذاتِيَّة وفعليَّة ، والصفات الفعليَّة متعلقة بأفعاله ، وأفعاله لا منتهى لها))() ، ( وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ( .
القاعدة الحادية عشرة :
((دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة : إما التصريح بها ، أو تضمن الاسم لها ، أو التصريح بفعلٍ أو وصفٍ دالٍّ عليها))().
مثـال الأول : الرحـمة ، والعزة ، والقوة ، والوجه ، واليدين ، والأصابع … ونحو ذلك.
مثال الثاني : البصـير متضمن صفة البصر ، والسميع متضمن صفة السمع .. ونحو ذلك.
مثال الثالث : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى( : دالٌّ علـى الاستواء ، ( إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ( : دالٌّ على الانتقام … ونحو ذلك.
القاعدة الثانية عشرة :
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ يستعاذ بها ويُحلف بها))().
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : ((أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتـك..)). رواه مسلم (486) ، ولذلك بوب البخاري في كتاب الأيمان والنذور : ((باب : الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته)).
القاعدة الثالثة عشرة :
((الكلام في الصفات كالكلام في الذات))().
فكما أن ذاته حقيقية لا تشبه الذوات ؛ فهي متصفة بصفات حقيقية لا تشبه الصفات ، وكما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، كذلك إثبات الصفات.
القاعدة الرابعة عشرة :
((القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر))().
فمن أقر بصفات الله ؛ كالسمع ، والبصر ، والإرادة ، يلزمه أن يقر بمحبة الله ، ورضاه ، وغضبه ، وكراهيته.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ((ومن فرق بين صفة وصفة ، مع تساويهما في أسباب الحقيقة والمجاز ؛ كان متناقضاً في قولـه ، متهافتاً في مذهـبه ، مشابهاً لمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض))(3).
القاعدة الخامسة عشرة :
((ما أضيف إلى الله مما هو غير بائنٍ عنه ؛ فهو صفة له غير مخلوقة ، وكلُّ شيء أضيف إلى الله بائن عنه ؛ فهو مخـلوق ؛ فليس كل ما أضيف إلى
الله يستلزم أن يكون صفةً له))().
مثال الأول : سمعُ الله ، وبصرُ الله ، ورضاه ، وسخطُه000
ومثال الثاني : بيت الله ، وناقة الله000
القاعدة السادسة عشرة :
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ وسائر مسائل الاعتقاد تثبت بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن كان حديثاً واحداً ، وإن كان آحاداً))().
القاعدة السابعة عشرة :
((معاني صفات الله عَزَّ وجَلَّ الثابتة بالكتاب أو السنة معلومة ، وتُفسر على الحقيقة ، لا مجاز ولا استعارة فيها البتة ، أمَّا الكيفية ؛ فمجهولة))().
القاعدة الثامنة عشرة :
(( ما جاء في الكتاب أو السنة ، وجب على كل مؤمن القول بموجبه والإيـمان به ، وإن لم يفهم معناه))().
القاعدة التاسعة عشرة :
((باب الأخبار أوسع من باب الصفات ، وما يطلق عليه من الأخبار ؛ لا يجب أن يكون توقيفياً ؛ كالقديم ، والشيء ، والموجود000))().
القاعدة العشرون :
((صفات الله عَزَّ وجَلَّ لا يقاس عليها))().
فلا يقـاس السخاءُ على الجود ، ولا الجـَلَدُ على القوة ، ولا الاستطاعـةُ
على القدرة ، ولا الرقة على الرحمة والرأفة ، ولا المعرفة على العلم000 وهكذا ؛ لأن صفات الله عَزَّ وجَلَّ لا يتجاوز فيها التوقيف ؛ كما مر في القاعدة الثالثة.
القاعدة الحادية والعشرون :
صفات الله عَزَّ وجَلَّ لا حصر لها ؛ لأن كل اسم يتضمن صفة - كما مرَّ في القاعدة الثامنة - ، وأسماء الله لا حصر لها ، فمنها ما استأثر الله به في علم الغيب عنده.
من كتاب صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة
__________________