تعريف الانفاق:
ورد في لسان العرب : أن الانفاق هو ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه. وعلى هذا فيمكن تعريف الانفاق بأنه : مبادرة ذاتية من المتطوع لتقديم عمل خيري أو خدمة للآخرين بما لا يلزم به شرعا , لوجه الله تعالى دون مقابل ؛ للإسهام في نفع الآخرين سواء أكانوا أفرادا أو مجتمعا .
الانفاق في ميزان الشرع :
تضافرت النصوص الشرعية في الحث على البذل و الإنفاق في وجوه الخير المتنوعة و من هذه النصوص ما يلي :
أولا : من القران :
1. رغب الله تعالى عباده المؤمنين في البذل والإنفاق ووعدهم على ذلك أجراً عظيماً فقال تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )البقرة:261.
2. قال تعالى: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )البقرة:245. قال السعدي : (فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة بحسب حالة المنفق ونيته ونفع نفقته والحاجة إليها , ولما كان الإنسان ربما توهم أنه إذا أنفق افتقر دفع تعالى هذه الوهم بقوله
والله يقبض ويبسط ) أي يوسع الرزق على من يشاء ويقبضه عمن يشاء فالتصرف كله بيديه ومدار الأمور راجع إليه فالإمساك لا يبسط الرزق والإنفاق لا يقبضه ومع ذلك فالإنفاق غير ضائع على أهله بل لهم يوم يجدون ما قدموه كاملا موفرا مضاعفا فلهذا قال : ( وإليه ترجعون) فيجازيكم بأعمالكم.
ثانيا من السنة :
1. قال صلى الله عليه وسلم : ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاه صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة )متفق عليه .
قال ابن حجر : المراد بالصدقة ما هو أعم من ذلك ولو بإغاثة الملهوف والأمر بالمعروف .... ومقصود هذا الباب أن أعمال الخير تنزل منزلة الصدقات في الأجر ولاسيما في حق من لا يقدر عليها ويفهم منه أن الصدقة في حق القادر عليها أفضل من الأعمال القاصرة ومحصل ما ذكر في حديث الباب أنه لا بد من الشفقة على خلق الله وهي إما بالمال أو غيره والمال إما حاصل أو مكتسب وغير المال إما فعل وهو الإغاثة وإما ترك وهو الإمساك .
وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : ترتيب هذا الحديث أنه ندب إلى الصدقة وعند العجز عنها ندب إلى ما يقرب منها أو يقوم مقامها وهو العمل والانتفاع وعند العجز عن ذلك ندب إلى ما يقوم مقامه وهو الإغاثة وعند عدم ذلك ندب إلى فعل المعروف أي من سوى ما تقدم كإماطة الأذى .
2 . قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر- رضي الله عنهما -
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه .
قال النووي في شرح صحيح مسلم : (ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) في هذا فضل إعانة المسلم وتفريج الكرب عنه وستر زلاته ويدخل في كشف الكربة وتفريجها من أزالها بماله أو جاهه أو مساعدته والظاهر أنه يدخل فيه من أزالها بإشارته ورأيه ودلالته .
سحر احمد محمد
الدبلومة العامة نظام العام الواحد
شعبة تجارة
مجموعة 3