الاسلام ليس جماعات أسسها البشر ولكن هي جماعة واحدة أسسها سيد البشر
هذه القضيىة تفرض نفسها في مجتمعنا الحاضر لوجود عدة طوائف تمثل الدين الإسلامي رغم ان هدفهم واحد ولكن يوجد اختلاف واضح في بعض الامور .
وقد كان صلى الله عليه وسلم يورّي في القتال رحمةً بالمشركين وبالمؤمنين، وبذلك فقد حقن دماءهم، وهداهم للإيمان؛ وهكذا عندما كان يريد صلى الله عليه وسلم أن يغزو بلداً ما قد اعتدت على المؤمنين كان يبعث بالأخبار بأنّه عازمٌ على غزو بلدٍ مغاير وباتجاهٍ معاكس، حتى إذا اطمأن أهلُ البلد الذين هو قاصدهم أتاهم بغتةً على حين غفلةٍ في التفاف عسكري في ضحى النهار، حيث الرجال وقد خرجوا لأعمالهم ولم يبقَ إلا النساء والشيوخ والأطفال، وبالتالي لا مقاتلين ولا قتال بل ولا مقاومة تذكر فيستسلموا فرادى ويقبلوا بالحق، فيحقن دماء الطرفين وهذا أسلوبه صلى الله عليه وسلم ، وتلك خططه الرحيمة دائماً من أجل حقن الدماء، فهو صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يريق دم كافر ولا مؤمن وحريصٌ على عدم قتل الكافر رحمةً به إذ بقتله سيؤول لعذاب الآخرة و صلى الله عليه وسلم يريد له الهداية والسعادة في الجنات.
فإن الناس إن لم يجمعهم الحقُّ شعَّبَهم الباطل، وإذا لم توحِّدهم عبادة الرحمن مزَّقتهم عبادة الشيطان، ورُوح الإسلام في علاج الخلاف العلمي تتَّسم بالمثوبة حال الإصابة والخطأ، ما دام القصد طلب الحقِّ، أمَّا أن يُجْعَلَ الخلافُ مصيدة العناد والبغض فهذا ضياع الدين والدنيا؛ فإن الشقاق يُضعِف الأُمم القويَّة، ويميت الأُمم الضعيفة، والإسلام لذلك يُطفِئ بقوة بوادر الخلاف، ويُهِيبُ بالأفراد أن يتكاتفوا على إخراج الأُمَّة من أزمات الشقاق، وأعداءُ الإسلام يودُّون أن يضعوا أيديهم على شخص واحد؛ ليكون طرفًا ناتئًا يستمكنون منه، ويجذبون الأُمَّة كلها عن طريقه، فلا جَرَم أن يستأصل النتوء؛ لتَسْلَمَ الجماعة كلها من أخطاء بقائه؛ لذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ لا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةٍ، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إِلَى النَّارِ"
تقديم : زكريا عبدالعزيز محمد
الفرقة الثانية
دبلوم عام نظام العامين
شعبة التاريخ