الإسلام دين ارتضاه الله، فهو دين تكافل وتعاون، دين إخوة وتضامن، دين عز وسعادة، دين يصلح لكل زمان ومكان وأمة، وفي كل يوم يثبت هذا الدين القيم قدرته على اصلاح العالم واحلال السلام والوئام بين بني البشر. ولا صلاح ولا أمان للعالم إلا به ، فيه النفع للفرد والمجتمع والدولة لأنه لم يترك فضيلة إلا حث على اتباعها ولا رذيلة إلا أمر باجتنابها.
من حقِّنا نحن المسلمين أن نعتزّ ونباهي بأنَّ الله تعالى أكرمنا بهذا الدين الذي هو أعظم نعمة أنعم بها علينا، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3]. ومن تمام هذه النعمة أنه أرسل إلينا بهذا الدين خير رسله وهو محمد عليه السلام، وأنزل إلينا به خير كتبه وهو القرآن، وجعلنا بذلك الأمّة الوسط، لكي نكون شهداء على الناس.
أجل أرسل إلينا ربنا خيرَ رسله، وخاتم أنبيائه محمداً صلى الله عليه وسلم، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. أرسله بالهدى ودين الحق، فعلَّم الناس به من جهالة، وهداهم من ضلالة، وفتح برسالته أعيناً عُمياً، وآذاناً صُمّاً، وقلوباً غلفاً، وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران:164].
إن سعادة الأمة ورفعتها لا تكون إلا عن طريق وحدتها والتئام شملها، كما أن شقاءها وتلاشي عظمتها وذهاب ريحها إنما ينشأ عن اختلاف الكلمة وتضارب الأفكار وتباين المقاصد، ومن أجل هذا أراد الرسول ص من المسلمين أن يقيموا وحدتهم الإسلامية على أساس يجعلهم متحدين متوافقين في كل شيء: في العقيدة والعبادة والاتجاه والمقصد واللغة والوطن والأخلاق والثقافة والزى والعادات والتقاليد والدفاع المشترك والتضامن والتكافل حتى تصبح الأمة يدًا واحدة تحقيقًا لقول الرسول: "المسلمون أمة واحدة تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم على يد من سواهم
الاسم/عفاف عراقى احمد مكى
دبلومه عامه نظام العام الواحد
شعبة/تاريخ