يعد التطوع من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حث عليها الشرع الحنيف وندب إليها, قال تعالى
فمن تطوع خيرا فهو خير له )[البقرة/184] ؛ ذلك لما يترتب على العمل التطوعي من نفع الخلق وقضاء حوائجهم , ومع ذلك فإننا نجد نوعا من التقصير في هذا الباب من أبواب الخير على الرغم من أن التطوع يعد قيمة أصيلة في مجتمعاتنا الإسلامية وله من الآثار و الثمار الايجابية ما لا يحصى ليس على المستوى الفردي
*.تعريف التطوع:ورد في لسان العرب : أن التطوع هو ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه. وعلى هذا فيمكن تعريف العمل التطوعي بأنه : مبادرة ذاتية من المتطوع لتقديم عمل خيري أو خدمة للآخرين بما لا يلزم به شرعا لوجه الله تعالى دون مقابل للإسهام في نفع الآخرين سواء أكانوا أفرادا أو مجتمعا .
*.التطوع من القران:1 . رغب الله تعالى عباده المؤمنين في البذل والإنفاق ووعدهم على ذلك أجراً عظيماً فقال تعالى: (مثل اللذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبه انبتت سبع سنابل في كل سنبله مئه حبه والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )البقرة :261 2. قال تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيره والله يقبض ويبسط واليه ترجعون)البقرة:245.
*.اهميه العمل التطوعي:ن للعمل التطوعي فوائد عديدة تعود على المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأسره ، كما أن العمل التطوعي يساهم في استغلال طاقات أفراده في مجالات مثمرة وهادفة لمصلحة المجتمع ويعينهم على قضاء أوقاتهم بالمفيد و خاصة شريحة الشباب .
فالعمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده ، و دليلٌ على حياة المجتمع وحيويته . كما أنه وسيلة لشعور المتطوع بالراحة النفسية و باعتزازه وثقته بنفسه ؛ لشعوره بأهميته ودوره في نفع المجتمع الذي يعيش فيه ؛ لأن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح قال تعالى: (فمن تطوع خيرا فهو خير له)[البقرة/184]فهذه الآية فيها إشارة إلى آثار التطوع المتنوعة على المتطوع ، ذلك أن لفظة (خير) نكرة فتعم كل أنواع الخيرية
ثمار التطوع:• فيه إشباع للرغبات وتحقيق للذات وشغل الفراغ برد الجميل للمجتمع .
• فيه فتح باب للتعود على الاحتساب والأجر من عند الله عز وجل .
• يجعل المتطوع يشعر بالسعادة لمشاركته من حوله وتخفيف معاناتهم في السراء والضراء .
• يتيح الفرصة لتبادل الخبرات الكثيرة والمفيدة .
• يساعد على حصول المتطوع على احترام وتقدير وقبول من قبل أفراد المجتمع .
• ينمي القدرات الذهنية لدى المتطوع ويعمل على إرساء قاعدة متينة من السلوكيات الحميدة في المجتمع.
• يعود على الثقة بالنفس وتحمل المسئوليات الاجتماعية ومواجهة المشكلات بشكل مباشر .
*. التطوع في المجتمع :• يدعم العمل الحكومي ويرفع مستوى الخدمة الاجتماعية .
• يعد ظاهرة اجتماعية حميدة للدلالة على حيوية المجتمع وإيجابيته وتقدمه .
• يعد مؤشر جيد للحكم على مدى تقدم الشعوب ورقيها .
• يشجع على الاستفادة من قدرات المتطوعين في أعمال تخدم الأنشطة والبرامج في المجتمع .
• يسهم في تقليل حجم المشكلات الاجتماعية من خلال دعوة أفراد المجتمع للمشاركة في تأدية الخدمات بأنفسهم لصالح مجتمعهم .
تطهير للنفس و تزكية لها، قال تعالى
خذ من اموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم بها) التوبة103]
قال السعدي : إن النفقة من الطيب المحبوب للنفوس من أكبر الأدلة على سماحة النفس واتصافها بمكارم الأخلاق ورحمتها ورقتها ومن أول الدلائل على محبة الله وتقديم محبته على محبة الأموال التي جبلت النفوس على قوة التعلق بها فمن آثر محبة الله على محبة نفسه فقد بلغ الذروة العليا من الكمال وكذلك من أنفق الطيبات وأحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه ووفقه أعمالا وأخلاقا لا تحصل بدون هذه الحالة وأيضا فمن قام بهذه النفقة على هذا الوجه كان قيامه ببقية الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة من طريق الأولى والأحرى ومع أن النفقة من الطيبات هي أكمل الحالات فمهما أنفق العبد من نفقة قليلة أو كثيرة من طيب أو غيره فإن الله به عليم وسيجزي كل منفق بحسب عمله سيجزيه في الدنيا بالخلف العاجل وفي الآخرة بالنعيم الآجل
الوقاية من مصارع السوء: قال صلى الله عليه وسلم :"صنائع المعروف تقي مصارع السوء"
*.. نيل محبة الله عز وجل : قال عليه الصلاة والسلام "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،أو تكشف عنه كربة،أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولان أمشي مع أخي في حاجه أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر.... " الحديث.
*.مقومات العمل التطوعي الناجح: 1. إخلاص النية لله تعالى في العمل التطوعي قال تعالى في مدح المتطوعين: ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا )الانسان:8
2. الكفاءة والخبرة والقوة والأمانة وهذه مهمة في نجاح العمل التطوعي المؤسسي .
3. الإتقان فهو ضمان لحصول الجودة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " .
4. التخطيط السليم يوفر الجهد والوقت ويضمن جودة العمل .
5. الأقربون أولى بالمعروف فيبدأ المتطوع بقرابته نسبا وجوار او بلدا...الخ
6. الحرص على أن يكون العمل ضمن جماعة , فكلما كان العمل التطوعي جماعي كلما كان أدعى بإذن للنجاح لتوافر الطاقات والمواهب المختلفة و تلاقح الأفكاروالأهم أن العمل الذي تكثر فيه النيات الصالحة يكون أكثر بركة بل إن الله قد يصلح النية الفاسدة بالنية الصالحة .
وفي النهايه يكفينا أن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عد العمل التطوعي في صورة إماطة الأذى شعبة من شعب الإيمان , كما جعله سببا من أسباب دخول الجنة في صورة قطع الشجرة التي كانت تؤذي المسلمين في الطريق , قال عليه الصلاة والسلام ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم ( لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم – يكفينا ذلك حتى يكون حافزا لنا في أن نسجل أنفسنا في سجلات المتطوعين والباذلين في سبيل الله .
الاسم:اية يحيي محمد الامير محمد
الشعبه:تاريخ
نظام دبلومه العام الواحد