بسم الله الرحمن الرحيم
يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج
هذا النص القرآني الكريم جاء في بداية الثلث الأخير من سورة' البقرة', وهي سورة مدنية, وآياتها مائتان وست وثمانون(286) بعد البسملة, وهي أطول سور القرآن الكريم علي الإطلاق, وتأتي بعد فاتحة الكتاب مباشرة. وقد سميت السورة الكريمة بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي معجزة حسية أجراها الله- تعالي- علي يدي عبده ونبيه موسي- علي نبينا وعليه من الله السلام- حين تعرض شخص من قومه للقتل, ولم يعرف قاتله, فأوحي الله- سبحانه وتعالي- إلي عبده موسي أن يأمر قومه بذبح بقرة, وأن يضربوا جثة الميت بجزء منها فيحيا بإذن الله, ويخبر عن قاتله ثم يموت, وذلك إحقاقا للحق, وشهادة لله- تعالي- بالقدرة علي إحياء الموتي.
هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة' البقرة', وما جاء فيها من تشريع, ومن ركائز العقيدة, ومن دعوة إلي الالتزام بمكارم الأخلاق, وقصص, وإشارات كونية, ونركز هنا علي أوجه الإعجاز العلمي والتشريعي في التأكيد علي أهمية الشهر القمري في تحديد الزمن النسبي لأهل الأرض, والإعجاز التشريعي في فريضة الحج.