*- أهمية الأنفاق في
الأعمال الخيرية ؟
قال
ابن القيم – رحمة الله تعالى – في معنى قول الله تعالى : من إذا الذي يقرض الله
حسنا فيضاعفه له أضعاف كثيرة والله يقبض ويبصط واليه ترجعون ( البقرة /245) . صدر
سبحانه الآية بألطف أنواع الخطاب وهو الاستفهام المتضمن معنى الطلب وهو ابلغ في
الطلب من صيغة الأمر .
والمعنى
: هل احد يبذل هذا القرض فيجازى عليه أضعافا مضاعفة ؟
وحيث
جاء هذا القرض في القران قيده بكونه حسنا وذلك يجمع أمورا ثلاثة :
أولها
: أن يكون من طيب ماله لا من رديئة وخبيثة .
شربات سعيد عبدالراضى
ثانيها:
أن يخرجه طيبة به نفسه ثابتة عند بذله ، ابتغاء مرضاه الله ثالثها: أن لا يمن به
ولا يؤدي .
فأولا
يتعلق بالمال ، والثاني يتعلق بالمنفق بينه وبين الله ، والثالث بينه وبين الأخذ
.
وأما
قوله تعالى : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبه انبتت سبع سنابل في
كل سنبلة مائه والله يضاعف لمن يشاء واله واسع عليم (البقرة /261 ) فقد به الله
سبحانه النفقة في
*-
الأنفاق بمعنى التطوع بالصدقات :-
يسئلونك
ما ذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللو
الذين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل ما تفعلوا من خير فان الله به
عليم(215) "2" .
يا
أيها الذين امنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لأبيع فيه ولا خلة ولا
شفاعة والكافرون هم الظالمون .
يا
أيها الذين امنوا أنفقوا من طبيات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا يتمموا
الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه .
وما
أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه وما للظالمين من أنصار .
*-
( عن عائشة – رضي الله عنها قالت ) :-
قال
رسول الله صلى عليه وسلم :" إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسده كان
لها بما أنفقت ولزوجها أجرة بما كسب ، وللخازن مثل ذلك ، لا ينقص بعضهم اجر بعض
شيئا " .
*-
( عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
قال
رسول الله صلى عليه وسلم : " أفضل دينار ينفقه على عياله ، ودينار ينفقه
الرجل على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله " ) .
وأهل
الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق . ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى مسلم وعفيف
متعفف ذو عيال . قال : وهل النار خمسة :
الضعيف
الذي لأبر له " 11 " الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولأمالا .
والخائن الذي لا يخفى له طمع وان إلا خانه ورجل لا يصبح ولا يمسى إلا وهو يخادعك
عن اهلك ومالك "وذكر البخل أو الكذب " والشنظير " الفاحش " .
(
عن أبى هريرة – رضي الله عنه – قال رسول عليه وسلم : " إذا مات الإنسان انقطع
عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له )
.
اعتق
رجل من ربني عذره عبدا له عن دبر ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله علية وسلم فقال :
" ألك مال غيره " فقال : لا.
فقال
: " من يشتريه منى ؟ " فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوى بثمانمائة درهم
، فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه ثم قال : " أبدا بنفسك فتصدق
عليها فان شي ء فلأهلك فانفصل عن شي ء فلذي قرابتك فان فضل عن ذي قرابتك شي ء
فكهذا وهكذا " يقول يديك وعن يمينك وعن شملك) .
(
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – انه اخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة ، فقال
للغلام : اذهب بها إلى أبى عبيدة بن الجراح ثم تله " 7 " ساعة في البيت
حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه ، فقال : يقول لك أمير المؤمنين :
اجعل
هذه بعض حاجتك ، فقال : وصله الله ورحمة ، ثم قال تعالى جارية اذهبي بهذه السبعة
إلى فلان ، وبهذه إلى معاذ بن جبل ثم اله في البيت حتى تنظر ما يصنع ، فذهب بها
إليه ، فقال يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذا في بعض حاجتك فقال : رحمة الله
مساكين فأعطنا ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فنجا بهما إليهما ورجع الغلام إلى
عمر فاخبره وسر بذلك ، وقال أنهم أخوة بعضهم من بعض " ) .
*-
من فوائد الأنفاق :-
1-
الأنفاق من كمال الأيمان وحشن الإسلام .
2-
دليل حسن الظن بالله والثقة به .
3-
أداء شكر نعمه الله –عز وجل – بالمال إذ أن المالك على الحقيقة هو الله – عز وجل .
4-
سبب نيل حب الله – عز وجل وحب الخلق .
5-
تقوية العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأمة .
6-
مواساة الفقراء والمحتاجين وسد حاجة المعوزين .
7-
الإسهام في حل مشكله الفقر التي أعجزت العالم المعاصر .
8-
إشاعة التراحم والتواد في المجتمع بدلا من الشحناء والبغضاء .
9-
تزكية النفس وتطهيرها بإخراج الشح منها .
10-
الأنفاق سبب بركة المال ونمائه ووقاية للإنسان من المصائب والبلايا .
11-
الأنفاق طريق موصل إلى الجنة .
12-
الأنفاق يجعل لصاحبة مكانه اجتماعية مرموقة .
13-
الأنفاق يدعم الروابط الأسرية ويقوم الصلات بين أفراد المجتمع .
14-
الأنفاق يكفر فتنة الرجل في أهلة وجاره .
15-
المنفق يستظل بظل الله – عز وجل .
16-
الأنفاق دليل الطبع السليم والارحيه الكريمة ومدعاة لنصرة الله – عز وجل .