يعتقدالكثيرون أن بكاء الرجل ضعف منه، إلا أنه في الحقيقة ما هو إلا وسيلة للراحةالنفسية، وكثيراً ما نسمع البعض يقول بأن الرجل لابد أن تكون كرامته قوية بحيثيتماسك ولا يبكي أمام الاخرين، ولا يضعف أمام أي مشكلة تواجهه دون أن يفرقوا فيالمفاهيم بين البكاء والضعف، فلا علاقة لأحدهما بالآخر، ويتناسون كذلك أن الرجل فيالنهاية إنسان بين جوانحه قلبٌ ينبض، ويحتاج أن يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عنهمومه كالمرأة تماماً.
هذا بالتأكيد يرجع إلى البيئةالشرقية وطبيعة التفكير في مجتمعنا الشرقي الذي يعتبر الرجل الذي يبكي كأنه استسلموأنه ضعيف الشخصية، فمع الأسف أن الرجل في مجتمعاتنا الذكورية تربى على أن البكاءعيبٌ، حتى أننا ما زلنا نسمع الأمهات يقلن لأطفالهن " لا تبكِ أنت رجل" بطريقةعفوية دون أن يأخذن في الحسبان أن هذه العبارة ستجعل منه إنساناً يدفع طوال عمرهضريبة عالية جداً، لأنه زُرع في داخله أن البكاءضعف
***********************
البكاء مثل الضحك؛ فالضحك تعبير عنالفرح وتعبير عما يحسه الإنسان، كذلك البكاء تعبير عن الحزن وما يختلج في نفسالإنسان، وهناك دراسات نفسية تدعو الرجل لأن يصرخ ويبكي ويحرر دمعته الحزينةويذرفها بكل سخاء دون خجل؛ فالبكاء دواء ناجح يشعر بعده الإنسان براحة عجيبة. فلماذا يكتم الرجل التعبير عن حزنه؟أهو عيب.. أم قدح في رجولته.. أم أنهكبرياء..؟إن البكاء هو انفجار يحدث داخل جسم الإنسان نتيجة لبعض الضغوط أوالمشاكل التي قد تواجهه، هذا الإنفجار إما أن يظهر فيخرج على شكل دموع، وإما أنيكبته الشخص في داخله فيتحول إلى حسرات وآهات قد تؤدي في النهاية إلى دمار الصحةوهلاكها.
ولدمعة الرجل معانٍ لا يعرف مدلولاتها سوى الرجل نفسه، فتلك الدمعةالتي تنزل من عينيه ليست بالهينة؛ بل إنها دمعة شجاعة منه يحطم بها كل معانيالكبرياء والمنعة، وقد تكون المرأة أكثر بكاءً من الرجل، إلا أن هناك مواقف لا تفرقبين المرأة والرجل مثل وفاة الأولاد، الأقارب، أحد الأصدقاء، وأحياناً البعد عنالأهل فترة طويلة.
ومع ذلك يبقى لبكاء الرجل خصوصية مختلفة تماماً عن بكاءالمراة؛ فالمرأة تعودت أن تذرف الدموع في كل مناسبة ولكن الرجل لا تنحسر دمعة منعينيه إلا إذا فقد شيئاً ثميناً من حياته، لذلك فإن الدموع التي تنزل من عينيه لاتعبر إلا عن مشاعر صادقة.
وقد أثبتت دراسة علمية أجريت في فرنسا أن البكاءيطيل عمر الرجال ويحميهم من الضغط؛ فالدموع تقتل 95% من البكتيريا الضارة بالعين،كما أنها تفيد أنف الإنسان وحنجرته، بينما يحدث الامتناع عن البكاء تغيرات فيالدماء تجعل الرجل أكثر عرضة للإصابة بالنزلات الصدرية وأمراض الشعبالهوائية.
وينصح الأطباء الرجال بأن يستجيبوا للمواقف المؤثرة والضغوطبالبكاء لأن ذلك يمدهم بالقوة النفسية والجسدية ويحميهم من الأمراض، وقد أثبتتدراسات أن الضغوط تثير مجموعة من الهرمونات التي تسبب انخفاضاً بنسبة 30% فيالجلوكوز وهو مصدر الطاقة الوحيد للدفاع وانخفاضه يتسبب بموت خلايا الدماغ.