في صَباحِ يوم الجمعة استيقظَ الأبُ باكراً، فتوضّأَ، وصلّى ركعتَي الضُّحَى، ثمّ راحَ يقرأُ ما تيسّرَ من القُرآن الكريم بصوتِه النَّديّ.
استيقظَ الأبناءُ على صوتِ قراءةِ أَبيهِم، فَفَعلُوا كما فَعل، وعندما انتهَوا مِن قراءةِ سورة الكهف.
قال مسعود: وَعَدْتنا أن تحدّثنا عن سُنَن الصّوم وآدابه يا أبي.
- وأنا متذكّرٌ ما وعدتكم به...
إنّ سُننَ الصومِ كثيرةٌ يا أبنائي ومِنها تعجيلُ الفِطر بعدَ التأكُّد مِن غروب الشمسِ.
- معاذ: وكيف نتأكّدُ من غروبِ الشمسِ في الجوّ الغائم؟
- نتأكَّدُ عن طريقِ التّقويم الموجودِ في كلِّ مَنزلٍ.
- الأب: ويستحبُّ أن يُفطرَ الصّائمُ على رُطَب، أو تمرٍ، أو ماءٍ، ويفضَّل الإفطار على أحدِ العصائر كعصيرِ البرتقال والتُّفاح والتوت وغيرها.
وبعد أن يُفطرَ الصّائمُ عليه أن يتوجَّهَ إلى المسجدِ ليصلّيَ المغربَ جماعةً، وعندما يعودُ من صلاة المغرب يتناولُ طعامَ العَشاء، ولكن عليه ألاّ يُكثر من الطعامِ حتى لا يُتْعِبَ معدتَه.
وعلى الصائم أن يواظِبَ على صلاةِ التراويح لأنّها رياضةٌ للجسم؛ فضلاً عن الثواب العظيم الذي يحصلُ عليه المصلي من الخالق عزّ وجلّ.
ومن سُنَنِ الصّوم وآدابه التحلّي بِحُسْن الخُلُق مع جميع الناسِ، أُسوةً بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم.
- معاذ: ماذا أفعلُ إذا ضايقَني أحدُ زملائي في المدرسة؟
- قُل له: اللّهُمَّ إنّي صائمٌ.
- معاذ: إنّه جوابٌ رائعٌ!
- مسعود: سمعتُ مِن خطيبِ المسجد أنَّ تفطيرَ الصّائمين فيه أجرٌ عظيم.
- أحسنت يا بُنيّ، فقد وردَ في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم قوله: "مَن فَطّرَ صائِماً كانَ لهُ مِثل أجرِهِ، غَيْرَ أنّه لا يَنقُصُ من أجرِ الصائمِ شيءٌ". رواه الترمذي وابن ماجه.
- مسعود: وكيف أفطّر الصائمينَ يا أبي؟
- ألم تساهم في مشروعِ إفطار الصّائم في الحيّ أنت وأخوكَ يا بُنيّ؟!
- بلى يا أبي.
- إذاً، أنتما تفطّرانِ كلَّ يومٍ عدداً كثيراً من الصّائمين.
- مسعود ومعاذ: الحمد لله، هذا شيءٌ يُفرِحنا كثيراً.
- .. ومن آدابِ الصوم يا أبنائي ألاّ يُضيّعَ الصائمُ وقتَه باللَّهو واللَّعب، ولكن عليه أن يستغلّ وقته بما ينفع، كقراءة القرآن والدعاء والذِّكر وفعلِ الخيراتِ والإكثار من الصّدقات.
- معاذ: وماذا عن قراءةِ القصص ومشاهدة برنامج السيرة النبوية على التلفاز؟
- القصص التي تقرؤُها هادفةٌ ونافعةٌ، والبرامج التي تشاهِدُها نافعة أيضاً.
- مسعود: وماذا عن دورةِ الحاسب الآليِّ التي سجّلت فيها؟
- هذه الدورةٌ مفيدةٌ، وتعلّمك كيفيَّة استخدامِ الحاسوب الذي أصبحَ أداةً من أدوات تحصيل المعرفة.
- مسعود: أشعرُ بسعادةٍ كبيرةٍ في شهر رمضانَ.
- جميعُ المسلمين يشعرون بسعادةٍ.. فرمضانُ شهرُ الخيراتِ والبركاتِ والرحمات.. أسأل الله أن يتقبّل قيامنا وصيامنا.
... شكراً لك يا أَبي، نحنُ سعداءُ بهذه اللقاءاتِ المفيدةِ.
- وأنا كذلك يا أبنائي.
موضوع: سنن الصوم وآدابه (قصة للأطفال) 
الأربعاء 25 يوليو 2012 - 13:31
