وفي سورة الإخلاص نحن أمام سبعَ عشرة كلمة، كل كلمة تتألف من عدة أحرف، عدد أحرف هذه السورة هو سبعة وأربعون حرفاً كما رُسمت في كتاب الله تعالى.
رقم سورة الإخلاص في المصحف هو (112)، وعدد آياتها أربع آيات. هذا كل ما لدينا، وسوف ننطلق من هذه المعطيات لنرى كيف رتَّب البارئ عز وجل أحرف وكلمات هذه السورة بشكل مذهل. والمنهج المادي للبحث يقتضي دراسة الأحرف المرسومة في هذه السورة كما نراها ونلمسها، فالحرف المكتوب نعدُّه حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ، والحرف غير المكتوب لا نعده حرفاً سواء لُفظ أو لم يُلفظ. وبهذه الطريقة سوف نثبت أنه لو تغير حرف واحد فقط من أحرف هذه السورة لتعطَّل النظام الرقمي بالكامل.
في أبحاث الإعجاز الرقمي نتبع طريقة صفّ الأرقام بجانب بعضها حسب تسلسلها في القرآن الكريم. وبهذه الطريقة نحافظ على تسلسل كلمات وآيات القرآن. وهذه الطريقة ظهرت حديثاً في الرياضيات وخصوصاً ما يسمى بالنظام الثنائي الذي تقوم على أساسه التكنولوجيا الرقمية بشكل كامل.
إن وجود هذه الطريقة في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت وقتها الرياضيات بدائية جداً، ليدل على أن القرآن ليس من صنع البشر بل هو كلام الله عز وجل القائل: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [السجدة: 3].