حتمية وحدة العمل
الأمة الإسلامية تتفاضل فيها العقول، فينشأ من ذلك اختلاف في الرأي وقد حدث ذلك للأوائل في فجر الإسلام وهو أمر فطري لا معدي عنه أبداً لكن التوحيد كان الحبل المتين لوحدة الأمة ووحدة العمل الإسلامي الذي تراصت فيه الصفوف كالجسد الواحد.
والأصل في الإسلام أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأنه لا فرق بين مسلم ومسلم، فالكل سواء، على اختلاف أجناسهم وألوانهم ومواقع بلدانهم وأفكارهم، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " الناس سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي ولا أحمر على اسود إلا بالتقوى والعمل أن أكرمكم عند الله أتقاكم" . وقد حث الإسلام المسلمين عامة على وحدة الصف، ، ونهى عن التفرق وعززت السنة ذلك بكثير من الأحاديث الصحيحة،ومن أجل ذلك حقق المسلمون بوحدتهم في ظل الشريعة أقامة دولة كبرى بل كانت أكبر دول العالم في ذلك الوقت في ربع قرن من الزمان . والحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى
نعم الاختلاف أمر فطري، بين البشر منذ أن وجدوا على ظهر الأرض في القرون المختلفة، وقد اختلف أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور، واوضح ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة، ولكن اختلافهم وان كان في أمور خطيرة جداً، ما أثر في وحدتهم ووحدة العمل العام من أجل رفع لواء الإسلام والتبشير بالدعوة، ولم يكن قط اختلافهم سبباً في عدم الوحدة، لأن النفوس إذا صفت إنما يكون الاختلاف في الأعراض لا في الجوهر، في الوسائل لا في الأهداف، وإنما يكون الاختلاف سبباً حقيقياً في التفرق والتبدد وعدم الوحدة إذا كان مصدره النفوس المريضة بالمصالح الشخصية والإهواء وهي أمراض خطيرة تعيق مسيرة الحق في واقع الحياة .
أبرز عوائق الوحدة هي الجهل المركب التي تعيش تحت وطأته الشعوب الإسلامية نتيجة للإعلام المركز الذي يُبث من وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمصورة، والإعلام العالمي في قبضة اليهود الجبارة، والإعلام في الدول الإسلامية في قبضة الماسونية الخطرة، أو هو تقليد للغير يخلو تماماً من الإبداع ومعالجة الواقع لمصلحة الأمة الإسلامية.
الاسم : شيماء رشيدي مغربي
الفرقة : الثالثة
قسم : لغة فرنسية