ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻪ ﻋﻤﺮﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻈﻠﻤﺎ ﻭﻓﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻧﺎﺋﻢ ﻓﻠﻄﻤﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻣﺎﻫﺬﺍ ﺃﺃﻧﺖ ﺣﻤﺎﺭ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻻ ﺑﻞ ﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﻋﻤﺮ : ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻚ ﻳﺎﺣﻤﺎﺭ
ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻳﺎﺣﻤﺎﺭ ﺑﻞ ﺳﺄﻟﻨﻲ ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮ .. ﻣﺎﺃﺭﻭﻋﻪ.. ﻭﻣﺎ ﺃﺣﻠﻤﻪ .. ﻭﻣﺎ ﺃﺗﻘﺎﻩ
حدثت هذه القصة في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز-حكم بضعاً وثلاثين شهراً – نشر
فيها العدل والطمأنينة، وعاش الناس في عز لم يروه من قبل، ولكن فوجيء أمير
المؤمنين بشكاوي من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا…)، وكانت
الشكوى من عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة، ويسألون: ماذا نفعل؟
فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام:
· أيها الناس من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على
حساب بيت مال المسلمين.
· أيها الناس من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه، فلْيُشْتَرَ له مركب
على حساب بيت مال المسلمين.
· أيها الناس من كان عليهدينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه من بيت مال
المسلمين.
· أيها الناس من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه من بيت مال
المسلمين.
فتزوج الشباب الاعزب وانقضى الدين عن المدينين وبني بيت لمن لا بيت له وصرف
مركب لمن لا مركب له.
و لكن الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود اماكن لتخزين الاموال و الخيرات، فيرسل
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته:
“عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا”، فأُعْطُوا. ولكن
الشكوى ما زالت قائمة،
فقال: وماذا أفعل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، خذوا بعض الحبوب وانثروها على
رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع. حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور في بلاد
المسلمين.