أهمية تطوير الذات
ما المقصود بتطوير الذات
عندما أفكر في تطوير ذاتي لا بد لي من أن أفهم أولا ما المقصود بتطوير الذات، فتطوير الذات يعني أن تسعى نحو تحسين قدراتك ومؤهلاتك وإمكانياتك الشخصية، كتحسين القدرات العقلية كالتركيز والقدرة على التفكير أو تحسين مهارات التواصل كالإستماع وحسن الكلام والقدرة على فهم الآخرين أو تحسين مهارة التعامل مع الذات أو تحسين القدرة على السيطرة على الإضطرابات النفسية والتحكم في المشاعر، والسمو بذاتك وجعلها أكثر قوة ومهارة باكتساب سلوك إيجابي والتخلص من سلوك سلبي، وتعلم السيطرة على مشاعرك وردود أفعالك، وتعني أيضا معرفة مصادر قوة الذات ومكامن ضعفها لتحسين هذه المصادر القوية في الذات، وتقوية مكامن ضعفها، إذن فتطوير الذات هي عملية تحويل هذه الذات إلى ذات أفضل وأيضا هي عملية لفهم مكونات الذات وكيفية تحسينها، وفي الحقيقة ليس هناك تعريف محدد لمفهوم تطوير الذات إذ أنها تمتلك دلالات كثيرة.
كيف نعرف قدراتنا وإمكانياتنا؟
كل شخص يمتلك أحلاما وأهدافا في حياته يسعى لتحقيقها، ونتيجة لذلك فإنه من الطبيعي أن يبحث عن السبل وعن كل الطرق المؤدية إلى تحقيق هذه الأهداف، هذه العملية أي عملية البحث عن هذه السبل تعتبر ممهدة نحو معرفة كيفية تطوير الذات فبها نستطيع أن نعرف حجم قدراتنا و مقدار طاقاتنا الخاصة وما نحتاجه لكي تكون لنا القدرة على تحقيق ما نصبوا إليه من الأهداف، يشبه ذلك كثيرا عملية بناء منزل، فلبناء منزل لا بد أولا أن نرسم مخططا لهذا المنزل ثم أن نوفر كل الأدوات والمواد التي نحتاجها في هذا البناء وبعد ذلك يبقى علينا اتباع المخطط المدروس واستعمال الأدوات ومواد البناء، وإذا شرعنا في تطبيق ما وصلنا إليه من معرفة ونتائج فإننا بذلك نقوم بتطوير ذواتنا من دون أن نعلم ذلك مع إمكانية تحقيق الأهداف التي نصبوا إليها، وهذا ما يجعل تطوير الذات مهما جدا جدا.
لمذا تطوير الذات
لمذا تطوير الذات؟
عندما نقوم بتطوير ذواتنا فإننا نقوم بخطوة كبيرة نحو الوصول إلى أهدافنا وغاياتنا التي نحلم بتحقيقها، فتطوير الذات له فوائد عظيمة، فمن شأنها تحسين طريقة تواصلنا مع الآخرين عبر تطوير المهارات التي نحتاجها من أجل ذلك، مما يوطد علاقاتنا الإجتماعية والأسرية والعملية، ويظهر قوة ذاتنا وميزتها ونضجها، وكذلك تطوير ذواتنا تجعلنا نشعر بالسعادة لأننا نكون بذلك قادرين على معرفة ما يستطيع إسعادنا ومعرفة ما يجعلنا نحزن فنكون قادرين على التصدي له، كذلك تطوير ذاتنا يجعل شخصيتنا قوية تستطيع مواجهة المصاعب والمواقف المحرجة، وهذه ليست سوى بعض الفوائد.
أقسام تطوير الذات
أقسام تطوير الذات
يمكن تقسيم عملية تطوير الذات إلى ثلاثة أقسام، وهي كالتالي تطوير نفسي، تطوير عقلي، وأخيرا تطوير جسمي، وأعني بالتطوير النفسي فهم الظواهر والعمليات النفسية التي تحدث في النفس ومعرفة طريقة التعامل معها، كمعرفة السيطرة على الغضب والإنفعالات النفسية والتحكم في الأعصاب، ومعرفت ما يجعل نفسنا في أفضل حالاتها وجعلها تنطبع بالهدوء والإستقرار...، وأعني بالتطوير العقلي أن تقوم بمعرفة قدراتك العقلية وحدودها كمهارة التركيز العقلي والذي يعتبر مهما جدا في كل جوانب حياتنا الدراسية أو العملية أو الإجتماعية... وكذلك مهارة التفكير السليم، و الذاكرة القوية ونحن كلنا نعلم بأهمية أن تكون لك ذاكرة قوية، من أجل القدرة على تذكر الذكريات الجميلة، أو القدرة على تذكر الدروس...، أما التطوير الجسمي يعني أن تهتم بصحتك وعافيتك، ويكون ذلك بمزاولة رياضة معينة كالجري ويعد الجري أفضل رياضة حيث تعمل جميع عضلات الجسم وكذلك لبساطتها أو تعلم أحد فنون القتال، أو بتناول أطعمة مفيدة للجسم كالخضر والفواكه والأكل باعتدال. ويجدر الذكر بأن هذه الأنواع في تطوير الذات أي تطوير النفس، تطوير العقل، وتطوير الجسم مرتبطة ببعضها البعض، لأنه عندما نقوم بتطوير أحدها فإن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على الأنواع الأخرى، لأن تطوير والعناية بالجسم أثناء مزاولة رياضة معينة يؤثر على النفس وتجعلها في حالة من الإستقرار والهدوء والراحة، وتؤثر أيضا على القدرات العقلية حيث تحسنها لأن العقل يحتاج إلا كمية كبيرة من الأكسجين من أجل القيام بوظائفه والرياضة تساعد على ذلك، نفس الشيء يفعله تطوير العقل والنفس إذ أكدت البحوث العلمية على أن الأفكار والمشاعر الذاتية تؤثر إما سلبيا أو إجابيا على الجسم.
وأختم هذا الموضوع بقوله تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) مع كل دعواتي لكم بالتوفيق والسعادة.
التنمية البشرية هي عملية توسيع القدرات التعليمية والخبرات للشعوب والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه إلى مستوى مرتفع من الإنتاج والدخل، وبحياة طويلة وصحية بجانب تنمية القدرات الإنسانية من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات. أصدرت الأمم المتحدة تقريرا ب مؤشر التنمية البشرية في دول العالم، ويقيم المؤشر مجهودات التنمية البشرية في كل دولة بين 1 [جيد جدا] وصفر [انعدام التنمية البشرية].
في عام 1991 صدر تقرير التنمية، والذي عمل على إنشائه عالم الاقتصاد الباكستاني ، أكد فيه ان التنمية البشرية لا تؤدى مهامها دون أن يكون هناك نمو اقتصادي مصاحب، وإلا لن يكون هناك تحسن في الأحوال البشرية عموما. عام 1994 صدر تقرير التنمية من الأمم المتحدة الذي أكد فيه ان التنمية البشرية هي نموذج هام من نماذج التنمية والتي من خلالها يمكن لجميع الأشخاص من توسيع نطاق قدراتهم البشرية إلى أقصى حد ممكن وتوظيفها أفضل توظيف في جميع الميادين. وهو يحمى كذلك خيارات الاجيال التي لم تولد بعد. ويخلص التقرير إلى أن التنمية المستدامة تعمل على توفير الإنصاف داخل الجيل الواحد وبين الأجيال المتعاقبة، إذ أن الجيل الحالي يتحمل عادة معاشات تقاعد الجيل السابق، (كما أن الجيل القادم سوف يتحمل مصروفات معاشات الجيل الحالي العامل. كما أن ديون الدولة تتحملها في المقام الأول الأجيال القادمة حيث أن الديون ديونا طويلة الأجل).
تظهر التنمية بوضوح الفارق بين الدخل ورفاهية الأنسان من خلال قياس معدل الإنجازات في مجالات الصحة والتعليم والدخل. ويعطي دليل التنمية في بلد ما صورة أكثر وضوحا لحالة مجتمع ورفاهيته من الصورة التي يعطيها الدخل وحده. التنمية البشرية مبنية في المقام الأول على اتاحة الفرصة للمواطن بأن يعيش نوع الحياة الذي يختارها ومزاولة العمل المناسب لهم – وعلى تزويدهم بالأدوات المناسبة والفرص المؤاتية لللوصول إلى تلك الخيارات. وفي السنوات الأخيرة، سعى تقرير التنمية البشرية بقوة إلى إثبات أن هذه المسألة هي مسألة سياسة تقوم بها الدولة بقدر ما هي مسألة اقتصاد – من حماية حقوق الإنسان إلى تعميق الديمقراطية والعمل الجماعي. والتنمية البشرية تنمي القدرات أبناء الوطن بصفة أساسية، وتراعي في نفس الوقت حصول الأقليات دينية أو عرقية أو من المهاجرين على حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع من التعليم والوظائف والمدارس والمستشفيات والعدالة والأمن وغيرها.
دأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وخروج البلدان التي شاركت في الحرب مصدومة من الدمار البشري والاقتصادى الهائل وخاصة الدول الخاسرة. فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الاقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم والدمار الشامل الذي لحق بالبلاد بسبب الحروب. ومن هذا التاريخ بدأت الأمم المتحدة تنتهج سياسة التنمية البشرية مع الدول الفقيرة لمساعدتها في الخروج من حالة الفقر التي تعانى منها مثل ما قامت به مع كل من: بنجلاديش وباكستان وغانا وكولومبيا وكثير من الدول الأخرى، مستغلة في ذلك خبرات البلاد التي أصبحت متقدمة لاتباعها هذا المنهاج. تطور مفهوم التنمية البشرية ليشمل مجالات عديدة منها: التنمية (الإدارية- والسياسية -و التعليمية - والثقافية)، ويكون الإنسان هو القاسم المشترك في جميع المجالات السابقة. ولهذا فتطور الأبنية: الإدارية والسياسية والتعليمية والثقافية له مردود على عملية التنمية الفردية من حيث تطوير انماط المهارات والعمل الجماعي والمشاركة الفعالة للمواطن في عملية التنمية بغرض الانتفاع بها. وعلى هذا يمثل منهج التنمية البشرية الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها المخططون وصانعوا القرار لتهيئة الظروف الملائمة لإحداث التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتطور بالمجتمع على طريق الرخاء والرفاهية. ويمكن إجمال القول أن التنمية البشرية هو المنهج الحكومي في المقام الأول الذي يهتم بتحسين نوعية الموارد البشرية في المجتمع وتحسين النوعية البشرية نفسه، كما تهتم كل مؤسسة وكل شركة بتنمية قدرات العاملين فيها سواء على المستوى الإداري شموليا لتشمل كل العاملين على جميع مستوياتهم الوظيفية.
أهم عوامل التنمية البشرية
• الأوضاع السياسية: عدم احتكار السلطة وتحقيق الديمقراطية.
• الأوضاع السكانية: الاستغلال المثل للموارد البشرية
• الأوضاع السكنية: ارتفاع مستويات المعيشة وانخفاض الكثافة السكانية.
• الأوضاع الإدارية: تطور أساليب الإدارة واعتماد أسلوب التخطيط.
• أوضاع العمل: تطور تقسيم العمل وارتفاع المهارات الفنية والإدارية.
• الأوضاع التقنية: استخدام التقنية وتوطينها
• الأوضاع الصحية: تحسن مستويات الرعاية الصحية وانخفاض الوفيات وارتفاع معدلات الحياة.
• الأوضاع التعليمية: تطور أساليب التعليم.
• الأوضاع الاجتماعية: نمو ثقافة العمل والإنجاز وتغير المفاهيم المقترنة ببعض المهن والحرف.
• الأوضاع الطبقية:مرونة البناء الاجتماعى والمساواة الاجتماعية.
• الأوضاع النفسية:ضرورة تهيئة المناخ النفسى العام والتشجيع على التنمية