وسائل علاج المريض النفسي

وسائل علاج المريض النفسي


وهذا الفصل ما هو إلا تعليمات بسيطة لأهل المريض وعليهم أن يتبعوها مع العلاج النفسي للمريض وعليهم المبادرة في العلاج عند الإصابة بمرض نفسي لا قدر الله لأن اكتشاف أعراض المرض النفسي مبكراً يساهم في علاج المصاب بنجاح فإذا تلقى المصاب العلاج في الشهر الأول من مرضه تكون نسبة الشفاء كبيرة بمعدل 9 . % بإذن الله تعالى ولا بد من متابعة المصاب وتطبيق تعليمات العلاج الآتية لأن المتابعة أهم خطوات العلاج في الأمراض النفسية عامة .

أولاً : العلاج بحسن المعاملة و الإرشاد :-
1- معرفة السبب الرئيسي في المشكلة التي أدت إلى الإصابة بالمرض النفسي والعمل على معالجتها وحلها وليس الهروب منها .
2- ألفت نظر أسرة المصاب إلى المعاملة الحسنة له و ألا يسايروه ويؤيدوه فيما يقوله من اعتقادات باطلة وفيما يفعله من أفعال شاذة على غير عادته بل ينبهوه برفق بدون انتهار وزجر على الحقيقة وعلى الصواب من الخطأ مرات ومرات ويعرفوه بأن أقواله لا أساس لها من الصحة وأن أفعاله ملفته للنظر ولا فائدة منها وأرجو عدم السخرية من المصاب لما فيها زيادة المرض بل وتفقد المصاب الثقة بنفسه فتزداد حالته سوءاً وخطورة وتزداد المشكلة تعقيداً فيجب التعاطف مع المصاب ومساعدته قدر الإمكان حتى يشعر بالاطمئنان والثقة في نفسه ويجتاز فترة المرض .
3-عدم ترك المصاب منعزلاً ومنفرداً بنفسه بل يشارك في أي حديث يدور بين الأسرة المحيطة به لأن تركه دون التحدث معه يشعره بزيادة الوحدة و الانعزال والحديث مع المصاب أسلوب للتواصل بينه وبين الناس بل ويعملان على تفريغ الشحنات والقلق النفسي الموجود داخله حتى تختفي معه أعراض المرض بإذن الله.
4-نظافة بدن وملبس المصاب يومياً وقص الشعر وتقليم الأظافر وتطيبه برائحة زكية .
5-عدم النظر في المصاب بنظرة تمعن وتفحص وحسرة وشفقة عليه من أي شخص وخاصة الذين يعودونه في مرضه وعدم سؤاله بكثرة للاستفسار عن حالته الصحية.
6-عدم نوم المصاب بمفرده وعدم نومه في غرفة مظلمة بل ينام على نور هادئ.
7- عدم مكوث المصاب في مكان واحد طوال اليوم بل يغيره .

ثانياً العلاج بوسائل الترفية والرياضة :
1- على المصاب أن يتبع وسائل ترفيهية محببة لديه للقضاء على وقت الفراغ وعلى الملل لديه للقضاء على وقت الفراغ وعلى الملل والضجر وعلى العزلة عن الناس حتى تتم إعادة اختلاطه بهم .
2- يصاحب المصاب شخصياً محبباً إليه من أسرته يقوم بتنزهه في المنتزهات والحدائق العامة.
3- يوجه المصاب لأوجه الأنشطة المختلفة بأن يمارس إحدى الألعاب الرياضية التي تناسبه لتخفيف حالة القلق ولعلاج مواقف الإحباط .

ثالثاً : العلاج بمزاولة العمل :
1- إن سمحت حالة المصاب بمعنى إنها لم تصل إلى حالة هياج وثورة واعتداء على الآخرين فعليه مباشرة عمله إن أعراض عنه عند بداية إصابته لأن انشغاله بالعمل يعمل على تجنبه الملل والسأم ويشغل وقته وينشطه وينمى انتباهه.

رابعاً : العلاج بالعبادة :
1- فقد اتفق علماء الدين وعلماء النفس على أن الصلاة لها تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا و الآخرة بل وتشرح القلب وتعتبر من أفضل الوسائل وانجحها لعلاج كثير من الأمراض النفسية وكفيلة بأن تقهر: القلق والوساوس والمخاوف والتوتر والجزع واليأس والهلع وغيرها من الأمراض النفسية.
2- ويجعل المصاب ورداً له كل يوم من القرآن الكريم فمما لا شك فيه أن السكينة وهدوء النفس وراحتها وطمأنينة القلب نتيجة لذكر الله تعالى لقوله {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ ألا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28 فقوة الإيمان والتمسك بالدين وإقامة الصلاة في المسجد وقراءة القرآن الكريم وكثرة التسبيح و الاستغفار علاج تام ونافع بإذن الله تعالى للأمراض النفسية عامة .

خامساً : العلاج بجلسات الصدمات الكهربائية والعقاقير الطبية :
1- في الحالات المرضية الشديدة المصاحبة بهياج وثورة عنيفة باعتداء المصاب على الآخرين تكون جلسات الصدمات الكهربائية تحت إشراف الطبيب المختص علاج نافع لتهدئة المريض ولكن يجب مراعاة المريض من حيث كثرة جلسات الصدمات الكهربائية لأن كثرتها تؤدى إلى حدوث مضاعفات وبعض الأعراض الجانبية على المصاب.
2- لا بأس باستعمال المصاب لبعض المهدئات والمسكنات الطبية بمعرفة أخصائي الأمراض النفسية والعصبية .
3- ومع مواظبة المصاب بالمرض النفسي على تلك التعليمات وتطبيقها عليه يتخلص من أعراض الإصابة تدريجياً شيئاً حتى تزول ويعود إلى حالته السوية الأولى التي كانت من قبل إصابته –إن شاء الله –.
تنبيه:
يجب ألا يهمل المصاب بالمرض النفسي ويترك بدون علاج لأن الأهمال في علاجه يؤدى إلى استفحال حالته فيصبح مزمنة يصعب فيما بعد ثم تتطور درجة إصابته إلى حالة خطيرة قد تدفعه إلى الإنتحار لا قدر الله .
أسال الله –عز وجل – أن يهب لأهل العافية الشكر ولأهل البلاء الصبر ) .
( تمام المنة صـ145-15 . )