قصة حقيقية لرجل بسيط يعمل حارس لعمارة في الهرم، امكاناته المادية محدودة جداً ومعارفه كذلك محدودة مقتصرة علي سكان العمارة، و كان عنده أمنية أن يؤدي العمرة، ولكنه مدرك أنها لن تتحقق لأنها تحتاج لأموال..
وذات مرة وفي حديث ودي مع رجل كبير من سكان العمارة، قال له: انته عارف يا بيه أنا أمنيتي في الحياة إني أعمل عمرة، نفسي قبل ما أموت أشوف الكعبة وأزور قبر الرسول، بس دي أمنيتي في الحياة، فقال له الرجل: إن شاء الله تتحقق فقال له: يابيه كيف تتحقق هذا مستحيل أنا لا أملك شيئاً، فقال له: أنت بتدعي ربنا؟ قال له: يعني إيه، قال: إدعي فالدعاء بيستجاب؟ وقال له بعض الآيات سأذكرها لكم لتشجعكم علي هذه الفريضة المنسية من البعض ومنها: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)،(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)..
فتشجع الرجل وقرر أن يدعي ومرت سنة وهو يدعي، ولم يمل، وذات مرة وهو يصلي الجمعة في أحد المساجد وفي أثناء السجود يدعو ويلح بالدعاء فارتفع صوته قليلاً من شدة حرقة الأمل والشوق للعمرة، وهو يردد: يا رب يا رب طلعني عمرة يا رب مِنَّ عليَّ بعمرة، وبعد أن انتهي من الصلاة، وجد الرجل الذي كان يصلي بجانيه يسلم عليه ويقول له: أنت تريد أن تطلع عمرة سمعتك تدعوا بذلك في سجودك؟ فقال له: ياريت،، فقال له: أنا هطلعك عمرك وأحضر لك الفيزا بل سأستضيفك كمان!!
فقال له الرجل: هو حضرتك مين؟ قال له: أنا القنصل السعودي.
فسبحان الله القنصل السعودي يصلي في هذا المسجد، وبجانب هذا الرجل تحديدا ليسمع دعوته المكتوبة في السماء منذ سنة، لأنه لم يكل ولم يمل في الدعاء والالحاح لرب السماء الذي أتي بالقنصل لهذا المكان ليكون سببا في الاستجابة لدعاء هذا الرجل، في الوقت الذي يجد فيه كبار الشخصيات صعوبة في التواصل مع القنصل السعودي..
فأدعوا الله دائماً بخشوع وبالحاح وتحروا أوقات الاجابة يستجيب الله لكم أمنياتكم وتحققوا بسمة أمل.
للداعية / عمرو خالد