أصبح بامكان من بلغ مرحلة الشيخوخة أن يستعيد شبابه كله بعد أن رأت دراسة حديثة أن الشيخوخة تتجلى في طريقة التفكير وليس في التغيّرات التي تطرأ على الجسد مع التقدم في العمر.
وإن كنت تظن أن الشيخوخة تتمثل بالشعر الأبيض وتجاعيد ترسم معالم وجه جديد وترهل ينتشر في أرجاء الجسد وتبدأ عندها باحتساب العمر بالأيام، فإن دراسة حديثة تأتي هنا لتدحض تلك الأفكار معتبرة أن الشيخوخة ما هي إلا حالة ذهنية بحتة.
وأثبتت الدراسة أن الأناس المقلين في الحركة والذين لا يتبعون نشاطات رياضية بانتظام هم أكثر عرضة لمرحلة الشيخوخة. بينما تحافظ على شبابها تلك الشريحة التي تلتزم بسلوك إيجابي وصحي في الحياة وتستمتع بقدر أكبر في الدنيا، رغم قلة نشاطها البدني.
محاربة الشيخوخة بمساعدة التغذية الصحية السليمة
جميعنا يعرف الفوائد الصحية في الحفاظ على التغذية الصحية السليمة وممارسة الرياضة، حيث يحافظ النظام الغذائي السليم على صحتنا وعلى عمل الاعضاء الداخلية التي نحتاج اليها مثل القلب، الكبد والكليتين بطريقة صحيحة. كما انه يقلل من خطر نشوء امراض مثل امراض القلب، ضغط الدم المرتفع والسكري. ولعل التغذية الصحية السليمة لا تحافظ على جسمنا من الداخل فقط انما من الخارج ايضا. وتمنحنا التغذية السليمة والحفاظ على نظام غذائي متوازن مظهرا شبابيا لفترة طويلة كما انها قد تساعدنا على محاربة الشيخوخة وتبطئ من العلامات التي تميز مرحلة الشيخوخة في جسمنا.
الحفاظ على البشرة
الجلد هو اكبر عضو في الجسم، والذي تظهر عليه كل التغييرات التي تحدث في جسمنا والتاثيرات الخارجية مثل اضرار الشمس والتدخين، الحساسية وشيخوخة الجسم.
تؤدي التغذية الصحية السليمة، التي تشمل جميع انواع الفيتامينات، الى حماية جلدنا من اضرار اشعة الشمس فوق البنفسجية UV ، اذ انها تشكل واقيا طبيعيا للجلد من اشعة الشمس. وبطبيعة الحال، لا تقوم الفيتامينات لوحدها بحماية الجلد من اضرار التعرض لاشعة الشمس وتجنب امراض الجلد والسرطان، ولكنها تزيد من قوة الجلد وبمساعدة وسائل الوقاية تحافظ عليه من بقع الجلد والتجاعيد الناجمة عن اشعة الشمس.
يمكن الحصول على الفيتامينات من مختلف الفواكه والخضار التي ناكلها، ولذلك يستحسن تناول خمسة انواع منها ذات الوان مختلفة في اليوم الواحد. مصادر الحصول على فيتامين أ (Vitamin A) هي: الجزر، المشمش، الدراق، البطاطا الحلوة، السبانخ والبروكلي. اما مصادر فيتامين د (Vitamin D) والكالسيوم فهي: منتجات الحليب. وتتميز اهمية الكالسيوم وفيتامين (د) لدى كبار السن بانها تساهم في الحفاظ على عظام قوية وتجنب حدوث كسور فيها. لفيتامين ج (Vitamin C) اهمية خاصة في الحفاظ على الانسجة وعلى قوام الجلد. يمكن الحصول على فيتامين (ج) من الحمضيات، الطماطم والكيوي. افضل مصدر لفيتامين ي (Vitamin E) هو الافوكادو الذي يلعب ايضا دورا هاما في الحفاظ على المنظر النضر للبشرة. ويمكن الحصول على فيتامين (E) من العديد من مستحضرات العناية بالبشرة بسبب الخصائص التي يتميز بها.
كما يعتبر النوم ايضا عاملا مهما لنجاح محاربة الشيخوخة وكي تبدو اصغر سنا، حيث يداوي الجلد نفسه اثناء النوم، تتجدد الخلايا ويبدو الجلد اقل تعبا وترهلا بعد النوم الجيد. كما انه من المهم ان نتذكر مساهمة التدخين الكبيرة في الحصول على بشرة اكبر سنا، فضلا عن انه يسبب ظهور تجاعيد الوجه قبل اوانها.
مضادات الاكسدة
تشكل الفواكه والخضار المصدر الافضل للفيتامينات ومضادات الاكسدة. وتعتبر مضادات الاكسدة المحارب الرئيسي في التغذية الصحية السليمة ضد الاضرار التي تحدث لنا مع الوقت. تؤدي عملية الاكسدة الى تحرك الجذور الحرة وفق رغبتها في جسمنا، والتي تنجم عنها العديد من الاضرار مثل نمو الخلايا السرطانية، ظهور علامات الشيخوخة، نشوء ضرر في جهاز المناعة وغيرها. تقوم مضادات الاكسدة بمحاربة الجذور الحرة ما يبطئ ظهور علامات الشيخوخة.
المصدر الرئيسي للحصول على مضادات الاكسدة هو فيتامين (E). كما ان الفيتامينات الاخرى ايضا تعتبر مصدرا جيدا للتزود بمضادات الاكسدة.
ممارسة الرياضة
يؤدي الحفاظ على وزن سليم في سن مبكرة الى المحافظة على جسم صحي من الداخل والخارج لسنوات عديدة. وكان قد أشار عدد من الباحثون عن أن ممارسة كبار السن للرياضة تؤجل الشيخوخة بمعدل يتراوح بين 10 أعوام إلى 12 عامًا.
وأفاد الباحثون الذين كانوا ضمن المشاركين في أحد المؤتمرات الطبية المنعقدة أخيراً في فرنسا أن التمارين الخفيفة تعمل على تحسين توازن الجسم، بينما يسهم المشي والتمارين العضلية الهادئة في منع الهزال العضلي الذي قد يصيب الأشخاص في سن ما بين 65 عامًا إلى 70 عامًا؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى تأخير الاعتماد على الآخرين.
وأضافوا: "يستطيع من تجاوز سن 65 عامًا ممارسة نشاط جسدي معتدل لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة يوميًا، فالرياضة المنتظمة تساعد على تأخر الشيخوخة وتحسين نمط الحياة، حتى بالنسبة للمتقدمين في العمر".
بدوره، ذكر اختصاصي القلب الفرنسي فرنسوا كاريه أن ممارسة نشاط بدني معتدل ومنتظم لا يلغي آثار الشيخوخة بل يبطئ من حدوث آثارها، معتبرًا أن الرياضة تساهم في الحد من مظاهر الشيخوخة على عضلة القلب والأوعية الدموية، إضافة لكونها تضبط نسبة الكولسترول في الدم.
هل تؤثر الجينات على مظهرنا؟
بطبيعة الحال، ولكن هذا لا يعني ان نرضخ للجينات. فبالحفاظ على نظام غذائي سليم واسلوب حياة صحي يمكن محاربة الشيخوخة وضبط الاضرار التي تحدث لنا مع الوقت ومن جراء العوامل الوراثية.
تذكر أن الشعور بالشيخوخة هو مدى إحساسك بذلك، ونظرتك الشخصية الى نفسك وكذلك الشعور بالوهن الجسدي هو أمر أنت من تقرره، وما عليك إلا أن تكون أكثر إيجابية لتركل الشيخوخة بعيدًا عن حسابات السنين وتبقى عشرينيًا مدى العمر.