الدموع وأنواعها
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله وصحبه وسلم
الدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضاربها، فهي تعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم، اما كبتها فيؤدي إلى الكثير من الأمراض كالطفح الجلدي أو اصابة الجهاز التنفسي أو المعوي أو المعدي كقرحة المعدة أو اصابة القولون. والدموع سوائل تخرج من مآقينا حينما تلم بنا الافراح أو الاتراح، وهي أنواع، فهناك دموع الآلام ودموع الاثارة والانعفال ودموع التماسيح والدموع الطبيعية التي تذرف نتيجة بعض التهيجات العضوية في العين، وهناك الدموع الصحية وهي دموع إجبارية وثابتة في نوعيتها وكميتها، كما انها تخرج بسرعة عن طريق الفم وليس هناك أدنى خوف من هذه الدموع التي تذرفها العين بغزارة. الخوف كل الخوف من العين «الجافة» تلك التي لا تذرف الدموع والتي دُربت على عدم البكاء وتخاف من الوقوع ذلة له، وتقع فيما هو أسوأ وهو الاصابة بقرح معدية، لذا نجد ان نسبة الرجال الذين يصابون بهذا المرض وبالعديد من الأمراض يفوق نسبة النساء اللاتي يصبن به. مكونات الدموع اذا حللت الدموع هذا السائل فانك ستجد مكونات راقية جدا هي: الأكسجين والصوديم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والأمونيا والازوت وفيتامين «ب12» وفيتامين «ج» والأحماض الأمينية والحديد والنحاس والزنك والمنغنيز والكلورين والفسفور والبيكربونات وحمض البوليك والانزيمات وستون نوعا من البروتينات. ويؤلف الماء 98 ــ 99% من السائل الدمعي، اما التوتر السطحي فيبلغ 0.6 ــ 0.7 من توتر الماء السطحي والمشعر الانكساري «1.337». وتوتر الدمع يمثل توتر البلازما الدموية والضغط الحلوى فيها «0.9%» من كلور الصوديوم عندما تكون العين مغلقة و«1%» عندما تكون العين مفتوحة لذلك تتألم العين اذا وضعت فيها محاليل تزيد وتنقص في الضغط الحلوي عن الدمع. لهذا السبب وجب على مصانع الادوية ان تراعي دقة الضغط الحلوى في الفلترات والمراهم العينية. اما البوتاسيوم فيزيد في الدمع أضعافاً عما في مصل الدم. الكلور يزيد في الدمع قليلاً عن نسبته في مصل الدم. يميل الدمع قليلاً نحو القلوية. هذه المكونات تزداد تعقيدا عند ملامستها للاغشية المخاطية في القناة الدمعية فيضاف اليها الدهون والسكريات والأحماض الأمينية، كذلك الافرازات الدهنية الغنية بالكلولسترول وثلاثي الجلسرين، وكل هذه الافرازات تغذي العين بأكملها وتحميها من الالتهابات عند البكاء. تركيب الدموع بدأ الباحثون في فهم عملية الدموع منذ أكثر من عقدين من الزمن، فالدموع تركيبة كيمياوية معقدة، وهي سائل ملحي المذاق، تفرز من غدد بالعين تسمى بالغدد الدمعية «Lacrimal Gland». وتوجد في كل عين غدة دمعية من أعلى خلف الجفن، وهي في حجم اللوزة، وتفرز السائل خلال قنوات صغيرة عديدة في الجانب الاسفل من الجفن «10 ــ 15» قناة صغيرة تفتح على سطح الملتحمة المغطى للفص الجفني العلوي. طبقات الدموع اذا نظرنا إلى الدموع من الناحية التشريحية، نجد انها تتكون من طبقات، فقد توصل الباحثون إلى ان العين مغطاة بثلاث طبقات من الدموع. طبقة ميكويد: وهي التي تمكن الدمع من الانتشار على القرنية وهي تأتي من خلايا على سطح العين مبللاً والرؤية سليمة. الطبقة الثالثة: وهي طبقة خارجية زيتية من المعتقد انها تعوق التبخر وهي تفرز عن طريق عذد صغيرة على حواف الجفن. اما من الناحية الفلسفية فهي كذلك طبقات، فالنساء تملك نسبة 67% من مجال امكانية تساقط الدموع في كل الاوقات والمناسبات حتى السعيدة منها، كما ان نسبة 62% ممن يعملون في الزراعة والأرض لا يعرفون الدموع. اما أصحاب المراكز العليا فنسبة صفر% إلى 23% فقط هم الذين يمكن ان تنزل دموعهم لأسباب هامة وخاصة جدا. وتقول الدراسة التي أثبتت هذه الأمور ان البشر في نهاية هذا القرن سيعانون «من الأمية» في الأحاسيس والجهل بالمشاعر. افرازات الدموع تومض العين ست عشرة مرة في الدقيقة، ومع كل ومضة لجفن العين فإنها تسحب قليلاً من سائل الغدد وعندما يشعر الانسان ببعض الانفعالات مثل الحزنأو الغضب أو السعادة البالغة تضيق العضلات التي حول الغدد الدمعية وتعصر السائل الدمعي. يحدث الشيء نفسه اذا ضحك الانسان من أعماقه، وبمرور الدموع فوق مقلة العين تناسب خلال قناة دمعية تفتح في الركن الداخلي من كل عين وتقود إلى جيب دمعي، ثم إلى مجرى أنفي، وتجري هذه القناة على امتداد الانف ثم تفتح داخلها، ولعل هذا يفسر سيلان الأنف عند جريان الدموع من هذه الفتحة. وهناك علاقة بين عدم ذرف الدموع والاصابة بالمرض، فيقول العالم الاميركي «وليم فري»: «بدون شك فالدموع تعمل على اخراج المواد السامة التي تولدها بعض حالات الانفعال ولذا فان حبس الدموع يعرض الانسان للاصابة بالتسمم البطيئ». وظائف الدموع الوظيفة البصرية: اذ تحافظ الدموع على ألق القرنية، وشد الثغور الموجودة بين خلايا السطح القرني الظهاري، فيمهد بطلائه سطح القرنية لتقوم بوظيفتها البصرية خير قيام. وأخرى دفاعية وقائية: حيث يحوي مواد مثل الليزوزيم أو الخمائر الحالّة والتي تذيب وتخرب جدر الكثير من الجراثيم فتبقى العين سليمة صحيحة رغم تعرضها للجراثيم الموجودة بكثرة في الهواء. وثالثة مرطبة: فالدموع سقاء للعين وطلاء ضروري، لان الجفاف أذى وبلاء والرطوبة صحة، وجفافها يعني انعدام البريق منها فتتليف الخلايا. كذلك وظيفة طارحة للفضلات وواحدة غذائية وأخيراً وظيفة تزليج وطلاء. مناسبات الدموع تتفاوت مناسبات الدموع بين البشر، فهناك نسبة من البشر يبكون عند مشاهدتهم للفيلم التلفزيوني أو السينمائي، ونسبة أخرى عند فراق الاحبة، ونسبة عند المشاجرة مع الازواج، ونسبة عند سماع الموسيقى. اما بقية البشر «51%» في بعض الشعوب المتقدمة فإنهم لا يبكون ابدا فقد أعلنت دراسة فرنسية ان الأمل الوحيد في زيادة نسبة البكاء وزيادة الدموعلن يكون الا عند النساء والشباب الصغير. هذا لان نسبة 61% ممن تتراوح اعمارهم بين 15 عاما و24 عاما يعتبرون ارضا خصبة لامكانية تساقط الدموع فيها، فيما الأرض الجرداء فهي أرض من بلغت أعمارهم الخامسة والثلاثين وحتى التاسعة والاربعين. نقطة الدموع التي تنساب من العين يوميا وبطريقة آلية ضرورية جدا لنظافة العين وتشحيمها، وان اختلاج الجفون الذي يحدث ما بين عشر مرات إلى خمس عشرة مرة في الدقيقة يعمل على توزيع الدمعة بالتساوي على قرنية عين الانسان الطبيعي الذي يبكي حينما يشعر بذلك ولا يحبس الدموع. ومن المؤكد ان الدموع لم تعد توزع كما يجب منذ ان اصيب الانسان بحالة مرضية سميت «مرض التمساح» وهو البكاء بغزارة كلما جرى المضغ. دموع تحت الطلب ان للدموع مهاما خاصة وتحت الطلب فقد كان من تقاليد الموت والعزاء استدعاء «الندابة» التي تأتي خصيصا وبعد ان تقبض الثمن لتبكي وتصرخ وتقطع في شعرها حزنا وكمدا وألماً على الفقيد الذي دفع لها أهله ثمن الحزن عليه. دموع التماسيح علمياً، الحيوانات لا تعرف الدمع أبداً «الناتج عن الشعور بالألم الروحي» فالحيوانات لا تبكي رغم ان لديها قنوات دمعية ولديها دموع ولكنها لا تظهر الا لأسباب عضوية بحتة اذا هيجت النهايات الحسية العصبية في عينيها مثل ترطيب العينين، لكنهالاتبكي مثلنا من أجل المشاعر والاحاسيس. التماسيح لا يستثار دمعها رغم وجود غدد دمعية متكاملة لديها، لذا كان مثل «دموع التماسيح» مجانبا للدقة. شح الدموع وافراطها تختلف وتتفاوت نسبة الدمع المفرزة كما ونوعا حسب اختلاف الظروف الداخلية والخارجية، ويتراوح معدل الدموع بين 0.7 ــ 100 ميكروليتر ــ دقيقة، ويبدو ان النساء اكثر ذرفا للدموع من الرجال وهذا قد يفسر كونهن اكثر نجاحا في لبس العدسات اللاصقة. وعند الولادة يكون افراز الدمع في حده الاصغر، وقد لا يلاحظ الدمع قبل الاسابيع الاربعة الأولى من العمر وقد لا يبدأ افراز الدمع المائي قبل الشهور الستة الأولى وتقل كمية الدمع عند كبار السن، ويقل الافراز في حالات الإرهاق العصبي والجسمي. ويشح الدمع فيحدث جفاف العين بسبب أمراض مثل نقص فيتامين «أ»، التهاب العين السطحية كمرض التراخوما، الحماة الراشحة الاخرى، الدفتيريا، أمرضا المناعة الذاتية، كذلك هناك أدوية تنقص الدمع مثل الاتروبين، الحبوب المانعة للحمل، الادوية المدرة للبول، ويزيد الدمع عند استخدام القطرات الخافضة لضغط العين. كذلك يفرط افراز الدمع في التهابات العين الحادة ولدى ا***اق الطرق المفرغة، ففيضان الدمع عن حاجة ترطيب العين ينصرف من خلال قنوات صغيرة الى كيس الدمع الموجود في الناحية الأنسية من الجوف الحجاجي، حيث يفرغ في الانف عبر القناة الانفية الدمعية. واذا طرأ انسداد على مسار الانابيب المفرغة، يركد الدمع في العين فيطفح وينهمر، كما ان زيادة افراز الدمع عن طاقة استيعاب ضخه عبر كيس الدمع يحدث الدمع. كا ان نقص الدمع يؤدي الى ذوبان العين وتجب وتنكدر وتعمى. علم الدموع اسفرت التجارب التي قام بها عدد من العلماء عن ظهور علم جديد هو «علم الدموع» وانعقد أول مؤتمر طبي له عام 1985 بالولايات المتحدة تحت شعار«ابك تعش اكثر» حيث دعا المؤتمر الى ان يصبح تحليل الدموع من التحاليل الطبية الشائعة مثل تحليل الدم وتحليل البول لان نتائجه تقدم للطبيب معلومات وافية عن حالة الجسم. حقائق - يتجدد فيلم الدموع داخل عينيك «13 الف مرة» في اليوم الواحد، لذلك من لا يبكي ابدأ ولا تتساقط دموعه فإنه يعاني حقا من ظاهرة مرضية غير الطبيعية. - هناك شعوب لا تبكي كثيراً مثل الشعب الفرنسي الذي لا يبكي منه الا 8%. - الذي يبكي هو الذي يمزق كل الاقنعة والاعتبارات وكل الادوار الاجتماعية. - اذا احببت هذا النبع الغامض «الدموع» فإنك تمسح قوة نفسك على نفسها، وبالتالي على بقية البشر، لذلك دائماً يقولون: «ان من لا يعرف الدموع لا يعرف الرحمة»، وان الذي لا يبكي عندما يتألم فإنه يتألم اكثر لانه يشعر بالألم مرتين. - الانفعالات المؤلمة والعنيفة لابد وان تظهر من خلال العينين، وهي دائما ما تكون أقوى من أي حوار صادق لانا عبارة عن عبارات تترجم نبضات القلب تجاه الموقف. متلازمة جفاف العين الجفاف، الاحمرار، الحرقان، الدمعان، إرهاق العينين، قد تكون علامات لاعراض متلازمة جفاف العين، والتي تكون اسبابها في احد التالي: - الرمش: يساعد على ترطيب العين بالدمع عن طريق نشر الدمع على سطحها. وعندما ترمش فإن الدمع يجبر على الاتجاه الى داخل الانف، حيث ينساب الى مسارب تصريف الدمع، ويجري داخل الانف والحلق. واذا كان نظام تصريف الدمع يعمل بصورة زائدة فإن اعراض متلازمة جفاف العين أو الاحتقان المصاحب للانف والحلق أو الجيوب يمكن ان تظهر. - التقدم في السن: حيث يتناقص انتاج الدمع، ويتناقص حجم الترطيب بالدموع بمقدار 60% في سن 65 عنه في سن 18. وهذا التناقص قد يؤدي للانهيار العرضي للدموع الاإرادية. - العدسات اللاصقة: يعمل استخدامها على زيادة تبخر الدمع بصورة كبيرة، مما يؤذي العين. - البيئة: المناطق عالية الارتفاع والاجواء المشمسة، والريح الجافة، واستعمال السخانات ومجففات الشعر «سشوار» ومكيفات الهواء تزيد من تبخر الدمع. - الأدوية: من الادوية الخافضة لانتاج الدموع المرطبة للعين، تلك المانعة للاحتقان، والمضادة للحساسية، والمدرة للبول، والمضادات للاحباط والادوية المخدرة.