إن طبيعة الإنسان في العادة أنه يحب التغيير والتطوير والتقدم، وهذا شيء مجبولٌ في فطرته إذ إنه يجد من المتعة تغيير الوضع الحالي لوضعٍ آخر ثم يمارس عادات التكيّف التي يمتلكها أو يكتسب غيرها لتلائم الظرف الجديد.
ومن الأمور التي يود الإنسان أن يطورها هي ذاته، فهو أهم شيء بالنسبة لكل شخص، ذاته أهم من كل إنسان. لذلك يسعى لتطويرها وتنمية قدراتها وجعلها تصل للقمة في كل شيء، كيف يطور الإنسان ذاته؟ وهل هذه العملية سهلة أم عسيرة؟ وما هي الخطوات اللازم اتباعها في تطوير الذات؟
إن تطوير الذات علمٌ كبير من علوم التنمية البشرية وهو مختصٌ في تنمية الفرد نفسه بنفسه وكيفية تحكمه بذاته ، وماهيّة قدرته على النمو بها وتطويرها، فالكثير من الاشخاص تراهم هذا العام وبعد عشرة أعوام تراهم كما هم لم يتغير شيء فيهم رغم أن كل العالم تغير من حولهم، طرق الحياة تغيرت حتى فن الأكل والشرب والمعاملات تغيرت وبقي هذا الشخص في محله لا يتحرك، وإذا كان من سؤال موجه إليه عن هذا الثبات الكبير فإنه يجيب أنه ثابت على مبادئه!، وهذا خطأ فادح قد وقع به سيتم توضحيه.
هناك فرق بين المبادئ والآراء: فالمبادئ ثابتة لا تتغير منذ الأزل، كالحقائق تماما ان الإنسان يحتاج للطعام والنوم والراحة ويحب العمل بطبعه وفيه كتلة من المشاعر الايجابية والسلبية يفاضل بينهما حسب أسلوبه، أن الصدق شيءٌ محمود بينما الكذب منبوذ، هذه هي المباديء؛ بينما الآراء هو أن هذا الشخص كان مواليا لفكرة ما ثم اختلف عنها بعد مدة، كان مؤيدًا لطريقة ما وكان يمارسها ثم لسببٍ في حياته تغيرت بعض الأمور فلم يعد يرتاح للمارسة هذا الشيء على طريقته فأدى ذلك لاختلاف أسلوب العمل وهذا رأي أسلوب وليس مبدأ.
وعلى هذا بما إن المبادئ لا تتجدد بل تتطور، لذا على الإنسان أضًا أن يسعى كي يطور ذاته، وفي مقولة عظيمة أنه (إن لم تتقدم تقادم) أي أن لم تطور من ذاتك فالعالم من حولك يسير في قوة تطوير رهيبة وهو لا يتوقف لأشخاصٍ توقفوا في الحياة بل يسير مستكملاً طريقه، فالذي لا يواكب التطور والتقدم يصبح في خانة المتقادمين المتأخرين؛ فجزء كبير من تطوير الذات هو مواكبة العصر الذي نعيش فيه،فطريقة اللباس مثلًا تجذب الكثير من الناس إلينا بينما طريقة آخرى تنفرهم وهذا أسلوب يجب دراسته جيًد أنه ما الأنسب.
لذا على من يود أن يطور نفسه أن يضع في حسبانه:
تطوير الإتصال والتواصل لديه مع الأخرين وقد أتاحت الوسائل التكنولوجية لهذا المجال الشيء الكثير.
القراءة في كل المجالات وخاصة في مجال تنمية الذات وخطوات عملية التنمية هذه.
وضع خطة واضحة للأعمال المطلوبة من الشخص ويجب أن يكون رقيب على ذاته في تنفيذها.