"الفروق بين صعوبات التعلم –بطئ التعلم- المتأخرون دراسيا"
قد يخلط الكثير منا بين حالات صعوبات التعلم وبين بطء التعلم والتأخر الدراسي من حيث المفهوم أو الأسباب أو غيرها , وقد يستعجل أخصائي بالحكم على طالب لديه صعوبات تعلم بأنّه بطيء التعلم وهنا تكون المشكلة أكبر , لذا سوف أوجز لكم : أوجه الشبه والاختلاف بين صعوبات التعلم وبطء التعلم والتأخر الدراسي .
أولا : من ناحية التعريف
حاولت العديد من الجهات صياغة تعريف محدد لصعوبات التعلم ولكن تباينت تعريفاتهم لاختلاف التخصصات المهتمة بهذا المجال حيث تم اقتراح اكثر من 30 تعريف ولعل اشهرها هو تعريف الحكومة الاتحادية لصعوبات التعلم , وتعريف اللجنة المشتركة لصعوبات التعلم .
تعريف الحكومة الاتحادية لصعوبات التعلم : اضطراب في واحدة او اكثر من العمليات النفسية الأساسية والمتضمنة في فهم او استخدام اللغة المنطوقة او المكتوبة , والتي يقصد بها عدم القدرة على الاستماع او التفكير او الكلام او الكتابة او التهجئة او الحساب
تعريف اللجنة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم : مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات التي تظهر على شكل صعوبات في اكتساب و استخدام الكلام والاستماع والقراءة والكتابة والاستدلال والحساب .
تعريف بطيء التعلم :
هو ضعف عام في القدرة العقلية للتلميذ لا يصل إلى درجة الاعاقة العقلية البسيطة وتتراوح نسبة ذكاء هذه الفئة بين 70 – 85 مع انخفاض واضح في التحصيل الدراسي في جميع المواد الدراسية.
التأخر الدراسي : حالة تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية ، أو جسمية ، أو اجتماعية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط .
ثانياَ : من ناحية الأسباب
تعتبر صعوبات التعلم إعاقة غير ظاهرة تعود أسبابها إلى عوامل عصبية ترتبط بالدماغ كوجود تباين في وظائف الدماغ ,أي طبيعة النشاط الذي يقوم به الدماغ وليس إصابة في الدماغ . وهذه الأسباب لا تعالج وإنما يتم الحد من أثارها فقط .
أما في حالات بطء التعلم فتعود أسبابها إلى ضعف عام في القدرة العقلية أو إلى أسباب وراثية لما قبل الولادة وما بعدها.
بينما التأخر الدراسي أسبابه كثيرة ومنها : الفوبيا الاجتماعية أو الخجل أو الفقر أو اختلاف اللهجات واللغات أو المشاكل الأسرية كالطلاق أو التدليل الزائد من الأسرة أو إهمالها الزائد و الاعتماد على الخادمات في تربية الطفل , وقد تعود إلى شخصية المعلم فمثلاَ قد يخاف الطالب من أسلوب المعلم الشديد .[/COLOR]
ثالثاَ : من ناحية القدرات العقلية
نسبة ذكاء فئة صعوبات التعلم : 90 فما فوق على مقياس وكسلر , أي ان معدل ذكاؤهم طبيعي ويوازي ذكاء الطلاب العاديين .
نسبة ذكاء فئة بطء التعلم : من 76 وحتى 89 على مقياس وكسلر , أي أن هناك انخفاض في القدرات العقلية لكن لا يصل إلى الإعاقة العقلية البسيطة .
نسبة ذكاء فئة التأخر الدراسي : 90 فما فوق على مقياس وكسلر , أي أن معدل ذكاؤهم طبيعي ويوازي ذكاء الطلاب العاديين .
رابعاَ : من ناحية العلاقة بينها وبين الإعاقات الأخرى
لا توجد أي إعاقة مسببة بشكل مباشر لصعوبات التعلم أو مصاحبة لها سواءَ كانت إعاقة سمعية أو بصرية أو جسمية أو تخلف عقلي أو غيرها .
أما في حالات بطء التعلم ( فلا يوجد إعاقة عقلية ) وان كان هناك ضعف في القدرة العقلية لكنه لا يصل إلى درجة التخلف العقلي .
أما بالنسبة لفئة التأخر الدراسي : فلا يوجد أي إعاقة حسية ( أي تتعلق بحواس الإنسان مثل : الإعاقة السمعية أو البصرية ).
خامساَ : المشاكل النمائية
المشاكل النمائية لدى فئة صعوبات التعلم تظهر في العمليات النفسية الأساسية مثل : الانتباه والإدراك والتفكير واللغة والذاكرة , أما المشاكل النمائية لدى فئة بطء التعلم تظهر في التحليل والتمييز وبالقدرات الذهنية بشكل عام . بينما لا يوجد أي مشاكل نمائية واضحة لدى المتأخرين دراسيَا .
سادساَ : المظاهر السلوكية
فئة صعوبات التعلم : سلوكهم عادي وقد يصاحبه تشتت انتباه أو نشاط زائد. أما بطيئوا التعلم فيواجهون قصور في السلوك التكيفي كالتعامل مع الآخرين ومهارات الحياة اليومية بدرجات غير مرتفعة مع بروزهم في المهارات المهنية.
بينما التأخر الدراسي يرتبط غالباَ بسلوكيات غير محبّبة مع إحباط دائم نتيجة تكرار تجارب فاشلة وعدم تقبّل للأوامر .
سابعاَ : التحصيل الدراسي
نتيجةَ لوجود اضطراب لواحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية [ الانتباه ، الذاكرة ، التركيز ، الإدراك ] لدى فئة صعوبات التعلم قد يؤثر على " بعض المواد " الدراسية ذات العلاقة بالصعوبة ، وهناك فرق واضح بين درجات مادة وأخرى . بعكس فئة بطء التعلم فغالباَ لديهم انخفاض واضح في " جميع المواد " بسبب انخفاض معدل الذكاء مع امكانية بروزهم في النواحي المهنية بعكس الأكاديمية . أما بالنسبة لفئة التأخر الدراسي : لديهم أيضاَ تدنّي واضح في مستوى التحصيل ولكن ليس بسبب انخفاض معدل الذكاء كما في حالات بطء التعلم وإنما بسبب الإهمال وعدم الدافعيّة للتعلم ، وإذا زال سبب القصور لديه زالت المشكلة تماماَ .
ثامناَ : البرنامج المقدّم
فئة صعوبات التعلم : يطبق البرنامج داخل غرفة المصادر ويتم تشخيص الحالة طبيّاَ وأكاديميّاَ لمعرفة نقاط القوة والضعف ثم تصميم خطة فردية - للتقليل من أثار الصعوبة- ويتم تقييم الحالة حسب ما تعلمه في الفصل وغرفة المصادر باتفاق معلم صعوبات التعلم ومعلم الفصل العادي وهناك العلاج الطبي بالعقاقير تحت إشراف طبيب متخصص لمن يعانون من النشاط الزائد. أما البرنامج المقدم لدى فئة بطء التعلم فيكون في الفصل العادي ويتم تشخيص الحالة بواسطة فريق متخصص يضم الأخصائي النفسي والاجتماعي ومعلم الفصل وولي الأمر وضرورة مراعاة الفروق الفردية في الفصل وإعداد خطة تربوية فردية داخل الفصل لكل تلميذ والمرونة في الأساليب التعليمية وتقديم برامج تستهدف أولياء الأمور بهدف كيفية التعامل مع طفلهم وأخيراً تهيئة التلميذ للانخراط في المجال المهني لإمكانية بروزه فيه .ولفئة التأخر الدراسي :فيكون البرنامج المقدم أيضاَ في الفصل العادي وعمل دراسة حالة عن طريق المرشد الطلابي واستدعاء ولي أمر الطالب وإعطائه بعض النصائح للاهتمام بالطالب بشكل أكبر .
تاسعاَ : المستقبل الوظيفي أو المهني
بالنسبة لفئتي صعوبات التعلم والتأخر الدراسي : باستطاعتهم الحصول على وظائف عليا أو مناصب قيادية بينما فئة بطء التعلم يعتبر الوصول لمناصب قيادية أمراَ صعبا فهم غالباَ لا يستطيعون مواصلة التعليم لما بعد المرحلة الثانوية .
اسم الطالبة : الهام حسن عبد الامام محمد /دبلومة خاص / صحة نفسية / اختياري علم النفس التربوي