وبعد فلما كانت معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أنوارًا تشرق على القلوب الطافحة بالإيمان وتزيدها قوة وثباتًا
واستقامة أحببت أن أذكر ما تيسر منها والله المسؤل أن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم.
اعلم وفقنا الله وإياكم وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه أن الله قد جمع لنبينا جميع أنواع المعجزات والخوارق. أما العلم
والأخبار الغيبية والسماع والرؤية.
- فمثل إخباره عن الأنبياء المتقدمين وأممهم.
2- ومخاطبته لهم وأحواله معهم.
3- وكذلك إخباره عن أمور الربوبية والملائكة والجنة والنار بما يوافق الأنبياء قبله من غير تعلم منهم، ويعلم أن ذلك موافق لنقول الأنبياء تارة بما في أيديهم من الكتب الظاهرة ونحو ذلك من النقل المتواتر.
4- وتارة بما يعلمه الخاصة من علمائهم.
5- فإخباره عن الأمور الغائبة ماضيها وحاضرها هو من باب العلم الخارق للعادة.
6- وكذلك إخباره عن الأمور المستقبلة.
7- مثل مملكة أمته.
8- وزوال مملكة فارس.
9- والروم.
10- وقتال الترك وألوف مؤلفة من الأخبار التي أخبر بها وأما القدرة والتأثير:-
11- فانشقاق القمر.
12- وكذا معراجه إلى السموات.
13- وكثرة الرمي بالنجوم عند ظهوره.
14- وكذا إسراؤه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
15- وتكثير الماء في عين تبوك.
16- وعين الحديبية.
17- ونبع الماء من بين أصابعه.
18- وكذا تكثير الطعام. ويأتي إن شاء الله بعضها موضحًا مفصلاً قريبًا.
19- وفي صحيح مسلم من حديث جابر قال: "سرنا مع رسول الله حتى نزلنا واديًا أفيح فذهب رسول الله يقضي حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله فلم ير شيئًا يستتر فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله.
فانقادت معه كالبعير المخشوم الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بعض أغصانها فقال: انقادي علي بإذن الله فانقادت كذلك حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما فلاءم بينهما حتى جمع بينهما، فقال: التئما علي بإذن الله فالتأمتا عليه.
فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله بقربي فتباعدت فجلست أحدث نفسي فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله مقبلاً وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق" وذكر الحديث.
20- ومنها أنها انكسرت رجل عبد الله بن عتيك بعدما قتل أبا رافع الذي يؤذي النبي قال فانتهيت إلى النبي فحدثته
فقال لي "ابسط رجلك" فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط
بأبى وامى والدنيا كلها يا حبيبى يامحمد صلى الله عليك وسلم
واكمل بأذن الله تعاله