[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الشعراوي ظريفًا
عن فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى - يرحمه الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أبويا السبب: يقول الشعراوي: "كنت في سن الشباب، وجئنا إلى القاهرة،
بصحبة صديق له يعلم دائمًا المكان الذي يوجد فيه شوقي أمير
الشعراء الذي كنت معجبًا به وبشعره أيما إعجاب، فاصطحبني
– ومعي أصدقاء - إليه في عش البلبل عند الهرم.. وقال لأمير
الشعراء: هؤلاء شبان من أشد المعجبين بك، ويحفظون شعرك
كله، ويأملون فقط في رؤيتك!
فسألني شوقي: ما الذي تحفظه عني؟ فعددت له قصائد عديدة..
فسألني: وما الذي دفعك إلى هذا؟
فقلت له: إن والدي كان يمنحني ريالاً عن كل قصيدة أحفظها لك!
والطرافة هنا أنه لم يقل له: لأني معجب بشعرك، أو لأنك أمير
الشعراء، بل لأن أباه كان يعطيه (بريزتين) عن كل قصيدة!
وكأني أراه والابتسامة عريضة على وجهه، ووجه شوقي
رحمهما الله.
الجواز قلة قيمة:ويروي لنا الشيخ الشعراوي حكاية له مع مدير المعهد الأزهري
فيقول: ذات مرة تأخر القطار، فوصلت إلى المعهد بالزقازيق
متأخرًا، ورأيت شيخ المعهد جالسًا كعادته على بابه، فحاولت
الإفلات منه، لكنه كان قد لمحني، فقال لأحد السعاة: هات الواد
ده هنا. وسألني: اتأخرت ليه؟ فقلت له إن القطار تأخر نصف
ساعة، وليس أنا. فسألني: ولماذا لا تحتاط، وتأتي مساء
الجمعة، بدلاً من فجر السبت؟ فقلت له: أنا متزوج يا سيدي،
فسألني: والجواز كويس واللا وِحِش؟ فخشيتُ أن أقول كويس،
فيعتبرني قليل الأدب، فقلت له: والله الجواز قلة قيمة. فقال لي:
ادخل، وإياك تتأخر تاني. وانتهى الموقف عند هذا الحد.
ولكن عندما رآني صباح اليوم التالي، وجدته يناديني: يا ولد، قلة
قيمة، قلة قيمة. وسأله المشايخ الذين يدرّسون لي: إيه حكاية
قلة القيمة دي؟ فقال: أنا سألت الشعراوي عن الزواج امبارح،
فقال دا قلة قيمة! وهذه المسألة جعلت المشايخ يعتقدون أني
قريب شيخ المعهد، وأنه يتبادل حديثًا شخصيًّا معي.
بس يكون راجل : ومما يروون عنه رحمه الله تعالى من الطرائف، أنه سئل ذات يوم
عن الشروط التي يلزم أن تتوفر في الرجل ليتزوج بامرأة ثانية،
فقال على الفور: (إنه يكون راجل، ويقدر يعملها)! وبقدر ما في
هذه العبارة عفوية، فهي دقيقة جامعة!
امرأتان في ليلة واحدة :وحُكي - والعهدة على الراوي - أن الدكتور محمد عبد ه يماني
وزير الإعلام السعودي الأسبق جاء مرة يمازحه، وقال له: فلانة
وفلانة - من الفنانات التائبات - تعرضان على فضيلتكم الزواج،
وتلحان في ذلك/ فقال: يا مرحبا/ فقال الدكتور يماني: لكن لهما
شرطًا صعبًا/ فرد الشعراوي: ما هو؟/ قال: أن تدخل بهما معًا في
ليلة واحدة..
فقال الشيخ مبتسمًا: وليه لأ؟ قل لهما أنا موافق؛
فليس عندي ما تختلفان عليه!
رأسًا لا رقصًا:وأثناء وجوده في فندق الحرم بالمدينة المنورة في الحج، ووسط
شدة الزحام نادته فنانة من المعتزلات - وقد أراد الله لها التوبة
في آخر سنوات حياتها - عن بعد بشيء من اللهفة، فلم يسمعها
بسبب الزحام والمسافة، فما كان منها إلا أن شقت نحوه
الصفوف بكل قوتها، واتجهت نحوه، حتى اقتربت منه نادت
بصوت مرتفع: انصب طولك يا سيدنا الشيخ، وبص في وشي،
وهاتعرفني!
فقال لها: مش واخد بالي!
فقالت له: أنا الفنانة الراقصة السابقة .........
أريد أن أسلم عليك، وتدعو لي.
فقال لها: لو عرفت أنك أنت التي تنادين عليّ كل هذه النداءات
لاتجهت إليكِ "رأسا".. لا "رقصا"! فضحك الحاضرون، وأخذ
يطيّب خاطرها، ويدعو لها من قلبه، وهي تبكي من الفرح
والخشية.
بأحسن منها: وحكى أخ كتب عن ظرفاء قبيلة الحكمان في السعودية، أن الشيخ
رحمه الله كان يجلس على منبره الوعظي أمام مريديه، فأقبلت
نحوه امرأة متبرجة تبين له أنها ممثلة، وكانت – بحكم عملها -
معتادة على أن يكون السلام عمليًّا لا نظريًّا، فلما اقتربت من
الشيخ قالت: تسمح لي أبوس فضيلتك يا مولانا؟ فذهل الشيخ،
وقال: ليه؟
قالت عشان باحبك! فرد الشيخ ضاحكا:
لا، لا يمكن.. لأن الإسلام يأمرنا أن نرد التحية بمثلها..
أو بأحسن منها.. ودا ما ينفعش!
وبقدر ما جعلت شهرة العلامة اللغوي المفسر الشعراوي،
ومواقفه الاجتماعية، وحسن سيرته، بقدر ما جعلت منه
شخصية شعبية قريبة من قلوب عموم الناس، فقد جعلته قريبًا
من أهل السلطة والنفوذ في مصر، ورشحته للوزارة، وخلقت
مواقف طريفة بينه وبين الساسة خصوصًا الرئيس السادات
رحمه الله، وبعض الوزراء الذين ارتبط بهم بشكل ما.
دستور إن شاء الله! ومن طريف ما حصل له مع الرئيس السادات رحمهما الله، أنه
أثناء حلفه اليمين الدستورية، عند اختياره وزيرًا للأوقاف، وقف
يقسم على المحافظة على النظام، والدستور، والقانون، وأن
يرعي مصالح الوطن، وسلامة أراضيه... إلخ، فذكر الصيغة
كلها، ثم قال في آخر القسم بصوت مرتفع - كأنما يحتاط لنفسه -
: إن شاء الله، وأغرق السادات في الضحك، وحذفوا إن شاء الله
في الإذاعة والتليفزيون، عند قراءة نشرات الأخبار!
يا فكيك:وبعد تعيين الشيخ رحمه الله وزيرًا للأوقاف، سأله الرئيس
السادات ذات مرة: هل صحيح يا شيخ شعراوي أنك لا تجلس
علي مكتبك في الوزارة، وتركت الكرسي الفخم، وجلست على
(كرسي خَرزان) جنب الباب؟ فقال له: نعم يا ريس، صحيح،
فسأله: طيب ليه؟ فقال الشعراوي: عشان أكون قُريِّب من الباب،
ولما ترفدني أجري سريعًا، وأقول يا فكيك، وأحمد الله، وأنفد
بجلدي.. وضحك السادات طويلاً.
اتعدل انت يا ريِّس:وذات مرة أقام السادات حفلاً ساهرًا علي شرف شاوشيسكو
رئيس رومانيا وسفاحها وديكتاتورها الراحل، الذي (كشحه الله)
ثم رمي في مزبلة التاريخ ككل ديكتاتور متفرعن، وبدهي أن
يحضر أعضاء مجلس الوزراء جميعًا الحفل بحسب البروتوكول،
وكان في الحفل غناء ورقص وسلطنة، فأعطى الشيخ رحمه الله
ظهره للمغنية - رفضًا للأمر كله، واحتجاجًا صامتًا منه على
معصية الله - ومنطقي أن يكون منظره هذا، في مثل هذه الحفلة
الرسمية (الراقصة) نشازًا غير مألوف، ولما رآه السادات على
هذا الوضع قال لوزير داخليته ممدوح سالم: خلي الشعراوي
يتعدل، فرد الشعراوي قائلاً: أنا برضه اللي أتعدل؟ وانصرف.
والعجيب أن يوظف الرقص الشرقي في خدمة السياسة، في
مناسبات رئاسية كثيرة، من باب الترفيه عن الضيف الكبير، وقد
استخمته السلطة مع فورد وكيسنجر وشاوشيسكو وغيرهم..
ويا لروعة دبلوماسيتنا وما أتقاها وأنقاها!
اجبر بخاطري يا ريس: وفي اليوم الأول لتوليه الوزارة عرف بقصة
(عبد المنعم المغربي) رئيس هيئة الأوقاف، والظلم الذي وقع
عليه من جهاز الرقابة الإدارية بإيقافه عن العمل، وتأكد أن
الرجل مظلوم، فأصدر قرارًا بعودته إلى العمل، لكن أجهزة
الرقابة رفعت قرارًا لتوقيعه من الرئيس لإقصائه عن عمله؛
نتيجة شكاوى كيدية قدمت ضده، فكتب الشعراوي للسادات
رحمهما الله: استشفع بي عبد المنعم المغربي رئيس هيئة
الأوقاف. وقد أعلمته أن سيادة الرئيس لم يرفعني إلى مرتبة
المستشفعين، ولكني أطمع أن يجبر خاطري معكم أن تقبل هذه
الشفاعة، وإنها الأولى والأخيرة، وقرأ السادات الرسالة، فكتب
بالقلم الأحمر: وأنا لا أرد شفاعة الشيخ الشعراوي!
فليعنك الله: ومن أشهر ما انتشر في الآونة الأخيرة على مواقع الإنترنت
حديثه مع الرئيس مبارك، وقوله له: لعل هذا آخر لقائي بك، فإذا
كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل.
قصّرتِ أكمامـًا.. وشلْتِ ذيولا:وقد يظهر طرف من خفة دمه، وميله للدعابة في بعض أشعاره،
كهذه القصيدة التي كتبها في الفتاة العصرية، التي يغرر بها
الماجنون، ويخطف بصرها بريق الإغراء والإطراء:
قصّرتِ أكمامـًا.. وشلْتِ ذيولا هلاّ رحمـت إهابك المصقــولا
أسئمتِ من برد الشتاء وسجنـه فطلبتِ تحريرَ المصـيفِ عَجُولا؟!
وخطرت تحت غلالةٍ شفـّـافـةٍ في فتنـة تـَـدَع الحليم جهولا
محبـوكةٍ.. لصقت بجسمٍ مشرق دفعـتـه فورتُهُ، فبان فصـولا
ألححـتِ في عرض الجمال وغرك الأغرارُ لمّا أســمعوك فضــولا
شاهدتُ ضلّـيلًا يطـارد غـادةً فنهرته حَنقـًا.. فقال خـجولا:
أبغي الزواجَ بها.. فقلتُ مداعبـًا هل كان بيتُ وليّـها مقـفـولا؟
ورنا فلم يرها.. فجُـن وقال لي: أبُعثتَ فيــنا يا غيورُ رسـولا؟
لم يبقَ لي أرَبٌ.. فما يضــطرني حتى أكون مكــلفـًا مسؤولا؟
قل للفتاة: الـغرُّ هــذا حبُّـه إن بات ملتـاعـًا.. وذاب ميولا
يلقاك كالحَمَل الوديع مضــللًا فإذا تمكـّن منـك أمسـى غـولا
رحم الله الشعراوي، وتقبله عنده في المرضيين..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]