فمن يباري أبا حفصٍ وسيرتَه *** ومن يحاول للفاروقِ تشبيها
ومن رآه أمام القدر منبطحًا *** والنارُ تأخذ منه وهو يُزْكِيْهَا
وقد تخلل في أثناء لحيته *** منها الدخان وغاب فُوهُ فِي فِيهَا
رأى هناك أمير المؤمنين على *** حالٍ تروع لعَمْرِ الله رائِيْهَا
يستقبل النارَ خوف النارِ في غَدِه *** والعَيْنُ من خشيةٍ سالت مآقِيها
له أمنياتٌ قَدَّسَ الله سِرَّها *** لتحقيقها في الأرض يرسو ويبحرُ
يَكِلُّ جناح النسر دون بلوغها *** وفي دربها الخيل الأصيلة تعثرُ
يهفو إليهم لعل العيش يهنأ له *** ما بين صحب وأرحام وإخوان
لكل فاجعة في الدهر سُلْوان *** وما لنكبة أرض القدس سلوان
هذى مآذنه خرساء ذاهلة *** فلا آذان ولا في الناس آذان
بيت مشى أمس في ساحاته عمر *** فكيف يمرح فيه اليوم شيطان
فلقاه ربي في الجنان تحية *** ومن كسوة الفردوس ما لم يمزق
نِلْتَ الشهادة فاهنأ أيها العمر *** بمثل عدلك تُبْنَى ما انتهت دول
أمامك الجنة الخضراء فاهنأ بها*** لا يُرْتَجَى العمر يومًا إن دنا الأجل
انْعَم بخلدك في أبهائها فرحًا *** إنَّ الخلود جزاء أيها البطل
لقد كان بدرًا يستضاء بنوره *** فأضحى رهينًا في المقابر ثاويًا
تغمده الرب الكريم بفضله *** ولا زال هَطَّالا من العفو هاميًا
على قبره يهمي عشية وبكرة *** وبوَّأه قصر من الخلد عاليًا
منقوووووووووووووووول