بقلم: جمال ماضي
القرآن الخالد
1- القرآن معجزة الإسلام.. كيف؟:
المعجزة تعني إثبات العجز، والعجز ضد القدرة, يقول تعالى: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)﴾ (الإسراء).
2- يتنزل القرآن بالوقائع، عن عبد الله أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرَّ بهما ناس من يهود فقالوا: سلوه عن الروح, فأنزل الله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً (85)﴾ (الإسراء).
3- قرآن يحفظه الله، ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾ (الحجر), حفظه النبي عن ظهر قلب، وكان جبريل يعارضه للتثبيت, وحفظه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم, وزاد الأمر بكتابته ممن عُرِفُوا بكتّاب الوحي.
4- وهل يوجد كلام أعظم منه عند الله؟ يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من كلام أعظم عند الله من كلامه، وما رد (أي: ما تقرَّب) العباد إلى الله كلامًا أحب إليه من كلامه"؛ ولذلك عن أبي موسى قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "تعاهدوا هذا القرآن" متفق عليه.
ثمار القرآن
1- القرآن يرفع من شأن الإنسان: أم سلمة حينما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء، فـأنـزل الله: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ (آل عمران: من الآية 195).
2- القرآن جاء معينًا للمؤمنين: نزلت آيات في سعد بن أبي وقاص قال: كانت أمي حلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى أفارق محمدًا- صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾ (لقمان: من الآية 15).
3- القرآن جاء ينتشل العصاة: في قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)﴾ (الزمر).
4- القرآن هو كنز للأجور، لقول النبي: فـ"لا أقول (ألم) حرف ولكن (أ حرف ولام حرف وميم حرف)".
5- القرآن يتحدث عن ثماره:
1- ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)﴾ (الإسراء).
2- ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية 185).
3- ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)﴾ (الفرقان).
4- ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)﴾ (الكهف).
5- ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174)﴾ (النساء).
أفكار ذكية
1- القرآن له آداب: من نظافة للفم, ويمنع الحائض والجنب من قراءة القرآن, ولا يرضى إلا بالمكان الطاهر, وخير الأماكن بيوت الله (المساجد), ولا يرضى بقارئه إلا بلوغ الإتقان؛ ليصون اللسان عن اللحن, فالكل يقرأ بقواعد التجويد الواحدة.
2- واجبات حامل القرآن: يقول ابن مسعود: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعْرَف بليله إذا الناس نائمون, وبنهاره إذا الناس مفطرون, وبحزنه إذا الناس يفرحون, وبذكائه إذا الناس يختالون", وقال الفضيل: "حامل القرآن حامل راية الإسلام, لا يـنبغي أن يلـهـو مع مَـن يـلـهو, ولا يـسهو مـع مَـن يسهو, ولا يلغو مع مَن يلغو؛ تعظيمًا لحقِّ القرآن".
3- القرآن للعمل به: في الحديث يقول الله للقارئ: "فماذا عملت فيما علمت؟, قال: كنت أقوم به آناء الليل وأطراف النهار, قال: كذبت, وتقول الملائكة: كذبت, يقول الله: بل أردت أن يقال إن فلانًا قارئ، فقد قيل ذاك", وفي رواية: "فسحب على وجهه حتى ألقي في النار" (رواه مسلم).
4- كيف كان الصحابة مع القرآن: يروي عبد الله بن عروة بن الزبير، قلتُ لجدتي أسماء بنت أبي بكر: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم, وتقشعر جلودهم, كما نعتهم القرآن.
وأخيرًا: حتى لا نهجره:
يوم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا﴾ (الفرقان: من الآية 30)، فما زال القرآن ينادينا, يقال: "إن الآية من القرآن والسورة تجيء يوم القيامة حتى تصعد ألف درجة تضيء في الجنة, فتقول: لو حفظتني لبلغتُ بك هنا", وهنا: أي أعلى الجنة, فإلى هناك.