بقلم: جمال ماضي
معنى الرضا
هل يمكن لأحدنا أن يحدِّد أولياته في الحياة؛ في أن تكون هي رضا الله وحده، فإن تعارضت مع أي شيء آخر مهما كانت وظيفته أو أسرته أو عمله أو دراسته أو دعوته أو جماعته أو دنياه.. لا أقول يدع عنه هذه الأشياء، بل إنه يقدِّمها أو يؤخرها تحت عنوان (إرضاء الله وحده)؟!
يمكننا طبعًا، ولم لا؟ فهذا صهيب الرومي ترك كل ثروته وهاجر إلى الله, فقال صلى الله عليه وسلم: "ربح صهيب ربح صهيب"، وفيه أنزل الله قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية 207).
والعجلة لا تكون إلا لإرضاء الله؛ لقوله تعالى: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ (طه: من الآية 84), وهي من دعاء الأنبياء؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾ (النمل: من الآية 19).
ثمرات الرضا في الحياة
1- جزاء الرضا هو الرضا.. يقول صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخط".
2- رضا الملائكة عنك.. لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضًا بما يصنع".
3- أساس النجاح في الحياة.. في التجارة والرزق: يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ (النساء: من الآية 29)، وفي الزواج: يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض".
4- الفوز بالرضوان الأكبر.. الذي هو النظر إلى وجه الله الكريم, في قوله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: من الآية 72).
5- البشارة بالجنة.. في قوله تعالى: ﴿يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21)﴾ (التوبة), ولقوله تعالى: ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21)﴾ (الحاقة).
أفكار ذكية
1- اصنع كل ما يحب الله أن تصنعه: فكل ما يحبه الله يرضاه منك.
2- ارض عن ثلاثة أشياء: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا, وبمحمد رسولاً".
3- ارض بقدر الله، حلوه ومرِّه: "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن".
4- الرضا بالمقسوم من الرزق: فما هو مقسوم لك فهو واصل إليك.
5- عدم الرضا عن الخطيئة: يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا عملت الخطيئة في الأرض، كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها، كان كمن شهدها".
6- عدم الرضا عن الفساد: عن أم سلمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ستكون أمراء, فتعرفون وتنكرون, فمن عرف برئ, ومن أنكر سلم, ولكن من رضي وتابع, قالوا: أفلا تقاتلهم؟ قال: لا، ما صلُّوا".
7- التوكل الحقيقي على الله: يقول تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)﴾ (التوبة).
8- الابتعاد عن السخط: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا (وأشار إلى لسانه)" أي حينما تخرج منه كلمات السخط والاعتراض.
9- الرضا بالمصيبة: هو أن أتأكد أنها من عند الله؛ لقوله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ (التغابن: من الآية 11)، قيل: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.