منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 استثمار رمضان لبناء الشخصية المتكاملة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

استثمار رمضان لبناء الشخصية المتكاملة Empty
مُساهمةموضوع: استثمار رمضان لبناء الشخصية المتكاملة   استثمار رمضان لبناء الشخصية المتكاملة Icon_minitimeالجمعة 20 أغسطس 2010 - 10:27


بقلم: د. رشاد لاشين

ما أجمل رمضان! وما أروعه! وما أنفعه لنا في كل شيء! وعلى رأس ذلك تربية أبنائنا الأعزاء، فرمضان ارتقاء بالأمة في كل شيء، ومن جوانب الارتقاء التي نكتسبها من رمضان المعظَّم الارتقاء بأبنائنا الأحباء في جوانب عديدة.


من جوانب تكوين الشخصية.. هذه الأيام الرمضانية المعدودات على قصرها تربِّي الشخصية الناجحة المتكاملة ذات الهمة العالية، صاحبة القيم الرفيعة والأخلاق العالية المتوازنة في جميع الجوانب البدنية والنفسية والروحية والفكرية والمجتمعية، وحقًّا فإن رمضان المعظَّم يقدِّم لنا إنجازات تربوية كبيرة تتمثل في الآتي:


رمضان والتربية النفسية

يربِّي رمضان على ضبط النفس وتهذيبها وكبح جماحها وممارسة الصبر والتحمُّل وتهذيب النفس والسموِّ والارتقاء بها فوق الشهوات، والتحكُّم في الانفعالات؛ وتحمُّل أذى الناس "إني صائم"، والامتناع عن قول الزور والعمل به.


وإذا كان النجاح في إدارة الذات هو رأس الأمر للنجاح في إدارة الحياة، فإن هذا ما يتمُّ من خلال البرامج الرمضانية كلها، بدءًا بإدارة الذات في الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات ومرورًا بإدارة الذات في تلاوة القرآن الكريم وصلاة التراويح والذكر والعبادة والاعتكاف، وكذلك إدارة المال في الصدقات والزكاة وملابس العيد والولائم والزيارات والبر والتواصل عمومًا، وإدارة الوقت بين الأنشطة المتنوعة التي تضاف على البرنامج ولا تعطِّل خط سير الحياة الطبيعي.


ومن عوامل تكوين الشخصية الناجحة في رمضان كذلك: العيش في ذكريات النصر وإنجازات الأمة في رمضان عبر التاريخ، بدءًا من بدر وفتح مكة ومرورًا بعين جالوت وانتهاءً بالعاشر من رمضان، وكذلك جوّ المسارعة والمنافسة في الخيرات الذي يحفِّز الأشخاص نحو التسابق للنجاح والفوز.


ومما يقوي الصحة النفسية أيضًا في رمضان المبارك: إصلاح ذات البين، وترك الخصومات والمشاحنات؛ ما يخفِّف الضغوط النفسية ويزيل آلام الشحناء والبغضاء والحقد والحسد، ويجعل الإنسان ينطلق سعيدًا سليم الصدر.


رمضان والصحة البدنية

حينما نتعامل مع رمضان بأهدافه الأصلية ورسالته الأساسية ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ وليس ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ كما يحوِّله بعض الناس، يصبح لرمضان رسالة ممتازة في حفظ الصحة والارتقاء؛ بالتخلُّص من الدهون الزائدة التي تترسَّب في الشرايين وتسبِّب العديد من الأمراض الخطيرة، وكذلك تريح المعدة من العناء الشديد؛ حيث تحصل على فترات من الراحة تستعيد فيها عافيتها، ودور رمضان في الارتقاء بالصحة البدنية يتمُّ أولاً عن طريق الامتناع عن الطعام بالصيام، وكذلك الأنشطة الحركية الكثيرة مثل: صلاة التراويح، فهي إلى جانب رسالتها الروحية التعبدية فهي نوع من الرياضة البدنية التي ترتقي بالبدن؛ وكذلك الحركة في أنشطة البر ومساعدة الفقراء وتوزيع الصدقات وزيارات الأرحام والأهل والجيران والأصدقاء تُخرج الإنسان من الحياة الرتيبة وترتقي بصحته البدنية.


التربية المجتمعية وعالمية الإسلام

الصيام والجوع والعطش يربِّي في الإنسان الاحساس بالفقراء والمساكين والإحساس بإخوانه المحاصرين في فلسطين، وتقدير معاناتهم، كذلك يعمل رمضان على انتعاش الترابط الأسري والاجتماعي، وممارسات الكرم والجود، ويُحيي في النفوس الروح الجماعية ووحدة الأمة الإسلامية التي تعظِّم رمضان من أقصاها إلى أقصاها، وتبدأ الإمساك عن الطعام معًا، وتفطر معًا، وتحتفل بالعيد معًا؛ ما يوقظ في نفس الكبير والصغير أنه (جزء من كل) ومهما حاول الأقزام تقطيع أوصال الأمة بتعظيم القوميات المحلية والتقوقع داخل الأسوار الاستعمارية والتآمر على عالمية الإسلام؛ يأتي رمضان فيعيد الأمر إلى نصابه الصحيح، فتترابط الأسرة وتترابط العائلات، ويترابط المجتمع، وتترابط الدول وتترابط الأمة بأسرها، وهذه معانٍ يجب أن نستثمر رمضان لإحيائها في نفوس أبنائنا؛ لأنه من العجيب أن نسمع أصواتًا تنادي بأن كل شعب يحرص على مصلحة دولته فقط، وكما كان ينادي المنادون بأن كل دولة هي أولاً وكل دولة فوق الجميع.


تدريب على الموازنة بين الدنيا والدين

يعمل رمضان على الارتقاء بالروح بالصيام والجوع والعبادات والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم وتربية الإنسان، ومراقبة الله تعالى وتعظيم شعائر الله تعالى، والارتباط به سبحانه والدعاء له بنصرة الأمة والاعتكاف والمكث في المسجد؛ فيتربَّى الإنسان على التعبُّد الحقيقي والانخلاع من الدنيا في عشرة أيام من السنة (العشر الأواخر من رمضان)، يتربَّى على أن يترك كل ما وراءه ويجلس على أعتاب الله تعالى يطلب العتق من النيران ويتعلم النجاح في الحياة، بإدارة شئون الدنيا والدين معًا، وهذا تمرين جيد، فالإنسان الناجح الذي يدير الدنيا على أكمل وجه يستطيع أن يوفِّر المال ويدبِّر شئون أسرته؛ ليعتكف في المسجد عشرة أيام يقتدي فيها بأنجح خلق الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي كان يشمِّر للعبادة في هذه الأيام ليل نهار، فيشدّ المئزر ويوقظ الأهل ويُحيي الليل، فما أجمله من نموذج!.


التربية الفكرية والثقافية

وذلك بتعظيم شأن القرآن الكريم الذي هو سرُّ عظمة هذا الشهر ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ (البقرة: من الآية 185)؛ لذا يجب أن نوضِّح لأبنائنا أن قيمة هذا الشهر تنبع من قيمة القرآن؛ لذا يجب أن نجعله دستورًا لحياتنا بأن يكون كل فرد فينا قرآنًا يمشي على الأرض، وأن نحرص على تلاوته وحفظه والعمل به، ويجب أن يترجم هذا في سلوك الأسرة بأن تعقد الأسرة مجالس قرآنيةً للتلاوة والتدبر والشرح والتفسير، وأن نهتمَّ بالحفظ والمراجعة، وأن نهتمَّ بمسابقات القرآن الكريم والتنافس في حفظه.


كذلك يُسهم شهر رمضان في التربية الفكرية والثقافية، من خلال دروس العلم الكثيرة المنتشرة في المساجد والفضائيات، وكذلك التفقُّه في الدين ودراسة الفقه، على الأقل فقه الصيام بطريقة مبسطة.


الشخصية المتكاملة

فهذه أنشطة مع نفسه، من صيام وقيام وتلاوة قرآن واعتكاف في العشر الأواخر.. وهذه أنشطة مع أسرته وأهله، من زيارات وبر وكرم وولائم.. وهذه أنشطة مع مجتمعه، تسهم في التربية المجتمعية للأبناء من مظاهر عامة يحرص عليها الجميع، من زيارات تواصل بين الجيران، واتحاد في المشاعر والشعائر، وتشارك في صلاة التراويح ودروس العلم وأنشطة البر، ثم تختم بصلاة العيد في العراء في مظهر من البهجة والفرح والسرور في ظلال التكبير والصلوات.


وهذه أنشطة مع الفقراء والمساكين من توزيع للصدقات والملابس والمأكولات وشنطة رمضان وغيرها؛ ما يعوِّد على البذل وتقديم النفع إلى الغير.


ذكر ودعاء وبهجة وزينة، صلاة وتلاوة واعتكاف وخلوة وزيارات وعزومات ومراسيم وتواصل مع المجتمع.


الإيجابية والهمة العالية

فحجم الأنشطة التي تحدث في رمضان ضخمة وكثيرة ومتنوعة، من صيام وتراويح وصدقات وزيارات وولائم وصلة رحم وتلاوة قرآن ومسابقات ودروس علم و.. و.. جوٌّ عام مفعمٌ بالأنشطة والإنجازات الكبيرة التي تعطي الإنسان ثقةً بنفسه وبقدرته على بذل الجهود الكبيرة في أيام معدودات، فيتربَّى على الهمَّة العالية والبذل والعطاء، فهذه الأنشطة العديدة لا شك أنها تحرِّك المتكاسل وتنشط الضعيف وتزيد همة الكسلان.


وكذلك رمضان يربِّي الإنسان على الخروج على المألوف: فالطفل الذي يستيقظ في جوف الليل وقبيل الفجر من أجل تناول السحور يحسُّ بسعادة غامرة، بالرغم من الاضطراب الذي يحدث في نظام نومه، ويمتنع كذلك عن الطعام والشراب، بالرغم من لهفته عليهما من قبل، فهذا يدرِّبه على التعامل مع الظروف الطارئة والصعبة بروح طيبة



* * * *

نعم، فلرمضان المعظَّم أدوار كثيرة ورسائل تربوية رائعة، لا يتسع المقام لذكرها، هيا نشمِّر لنستثمر كل لحظة في رمضان؛ لنيل المكاسب التربوية العظيمة التي يحققها خير الشهور.. أصلح الله أولادنا وأولادكم برمضان، وجعله خير عون وخير نفع لنا ولكم، اللهم آمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
استثمار رمضان لبناء الشخصية المتكاملة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عرض لبعض المفاهيم والطرق اللازمة لبناء وتكوين الشخصية ايجابيا
» رمضان.. ثورةُ قلبٍ.. لبناء النفس وصيانة المجتمع
» كل عام والامة الاسلاميه بالف خير ودى زينه رمضان تعالوا نشوف زينه رمضان عشر نجمات تزين بها رمضان
» حمله لجمع التبرعات لبناء مسجد وصرح علمي إسلامي بالجامعة
» كل ما يخص المقابلات الشخصية!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم الدينية :: العلوم الدينية :: علوم العقيدة الإسلامية-
انتقل الى: