بقلم: جمال ماضي
الله يعلِّمنا كيف نخلص له
1- لماذا نخلص لله؟!.. نخلص لله على مراد الله، ونحقِّق الإخلاص كما يريد الله منا أن نخلص إليه.. يقول تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)﴾ (البينة).
2- الإخلاص علامة في الحياة.. يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ.... ﴾ (الزمر)، إخلاص في العبادة، وفي المعاملة وفي الوعد وفي الأداء وبين الزوجين ومع الأولاد ومع الأصدقاء وفي الوقت وفي الأولويات.
3- الإخلاص واجب كل وقت.. يقول تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام).
ثمار الإخلاص
1- يحفظ قلوبنا من الخيانة والحقد.. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "ثلاث لا يُغلُّ عليهن قلب امرئ مؤمن (أي لا يدخله الحقد): إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم" (صححه الألباني).
2- يحفظ سلوكنا من السيئات.. فكما يقول ابن القيم: "الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب".
3- يحفظ أعمالنا ليقبلها الله.. كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: "لو علمت أن الله عز وجل يقبل مني ركعتين لكنت من أسعد الناس"؛ فالله تعالى يقول ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة: من الآية 27).
4- يحفظ أبناءنا لحفظ الآباء.. يقول تعالى: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا﴾ (الكهف: من الآية 82).
أفكار ذكية
في حياتنا وحتى لا نقع تحت المنغِّصات، أراحنا الإسلام في أعمالنا، بقوله تعالى: ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)﴾ (مريم).
هذه المسئولية الفردية، بل قل هذه الراحة، هي نقطة البدء الفعلية، في أول طريق الإخلاص؛ فإن أحدنا لا يملك لغيره نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.
فلماذا ينظر أحدنا إلى غير الله، وهم معدومون بجانب الله؟!
ولماذا يفكِّر بعضنا فيما لا يملكه الناس والنافع والضار معهم دائمًا؟
وكيف يخون بعضهم بعضًا وهو تعالى لا يغيب عنهم لحظة (يراهم ويسمعهم)؟
بهذه الأسئلة وفي لحظة صفاء، يستطيع كل منا أن يجيب عنها، فيستمد قوةً من القوي، وعنًى من الغني، وقدرةً من القادر، لينطلق مخلصًا لله، وقد تحرَّر من كل قيد.