سنتناول في هذا الموضوع بعض أخطاء الصائمين والصائمات في شهر رمضان الكريم
وستكون بفضل الله موسوعة شاملة عن اخطاء القيام والسحور والصيام وقراءة القرآن وغيرها
ونسأل الله القبول والإخلاص وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
**********************
اولاً / القيــــــــــــــــــــــــــــــام
******
1- التهاون في أداء صلاة التراويح ، بحجة أنها سنة وليست واجبة ، فترى الرجل ربما أضاع وقته في المجالس أو الأسواق أو أمام الشاشة أو غير ذلك مما ضرره أكثر من نفعه ، ويفرَّط في هذه السُنَّة العظيمة مع علمه بما ورد في فضل قيام رمضان إيماناً واحتساباً ، ولا شك أن ذلك من الغبن والحرمان ، والذي ينبغي على المسلم أن يصلي التراويح كاملة مع الإمام حتى ينصرف ليكتب له أجر قيام ليلة .
2- ومن الأخطاء أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح ظناً منه أن هذه الليلة ليست من ليالي رمضان ، وهو خطأ فبمجرد رؤية هلال رمضان يكون الإنسان قد دخل في أول ليلة من رمضان ، ولذا فإن من السنة أن تصلى التراويح جماعة في المسجد في هذه الليلة .
3- الإسراع من بعض الأئمة في صلاة التراويح إسراعاً يخل بالصلاة والمقصود منها ، فيسرع في التلاوة إسراعاً شديداً ، ولا يراعي الطمأنينة والخشوع ، وكل همه إنهاء تلك الرُّكيعات لينصرف الناس بعدها لأعمالهم وأشغالهم ، والواجب أن يطمئن الإمام في صلاته ، وإذا لم يتيسر له ختم القرآن أو قراءة قدر كبير منه في صلاة القيام تخفيفاً على الناس ، فلا أقل من أن يحسن صلاته فيطمئن فيها ويتم ركوعها وسجودها.
4- مسابقة كثير من المأمومين لإمامهم في صلاة التراويح في الركوع والسجود والرفع ، والمشروع في حق المأموم إنما هو متابعة الإمام في أفعال الصلاة فيأتي بها بعده مباشرة لا يسبقه ولا يتخلف عنه ، وقد ورد الوعيد الشديد في مسابقة الإمام ، ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - كما عند البخاري ( أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار ) .
5- من الأخطاء حمل بعض المأمومين المصحف أثناء صلاة القيام ، وذلك من أجل متابعة قراءة الإمام ، وهذا الأمر بجانب كونه غير مأثور عن السلف ، فإن فيه شُغلاً للمصلي عن الخشوع وتدبر الآيات ، ولذا فإنه لا ينبغي إلا لمن يتابع الإمام من أجل تصويبه إذا أخطأ .
6- تطويل دعاء القنوت ، والتكلف فيه ، والإتيان بأدعية غير مأثورة مما يسبب الملل والسآمة ، وربما حول بعضهم القنوت إلى موعظة يذكر فيها أشياء تتعلق بالقبر وعذابه ، والصراط والبعث والجزاء ، وكل هذا من الاعتداء المنهي عنه في الدعاء ، والذي ينبغي الاقتصار على الأدعية المأثورة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ، وقد كان - صلى الله عليه وسلم -كما تقول عائشة - : ( يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك ) رواه أبو داود .
7- ومن الأخطاء رفع الصوت بدعاء القنوت أكثر مما ينبغي ، وهو مناف لأدب الدعاء فقد قال الله تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } ( الأعراف 55) ، ولما رفع الصحابة رضي الله عنهم أصواتهم بالتكبير نهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وقال : ( يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم - أي اخفضوا أصواتكم - فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً ) متفق عليه ، والذي ينبغي على الإمام أن يرفع صوته بالقدر الذي يُسْمِع مَن خلفه من المأمومين .
8- رفع الصوت بالبكاء والصراخ بحيث يتسبب في إشغال المصلين من حوله ، فإن البكاء وإن كان مطلوباً عند قراءة القرآن وسماعه إلا أنه ينبغي على العبد أن يحرص على خفض صوته وإخفائه ما أمكن ، حتى يكون أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء ، وبعض الناس ربما اشتد بكاؤه وتأثره إذا جاء وقت الدعاء والقنوت ، ولا شك أن الأولى أن يكون البكاء والتأثر عند سماع كلام الله .
9- ترك التهجد في العشر الأواخر من رمضان ، والانشغال بالتجوال في الأسواق وشراء الأغراض وحاجيات العيد ، فتضيع على العبد - رجلا كان أو امرأة - هذه الليالي المباركة وتضيع عليه ليلة القدر التي من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ، وهو أمر - مع الأسف الشديد - يقع فيه كثير من المسلمين في أواخر هذا الشهر المبارك ، مخالفين بذلك سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - الذي كان إذا دخلت العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجدَّ وشدَّ المئزر
ثانياً : أخطاء في السحــــــــور
1.من الأخطاء : ترك بعض الناس السحور ، وهذا خلاف السنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه السحور ، ثم إنه قد حث عليه وجعله فارقا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، ، يقول عليه الصلاة والسلام : ( تسحروا ؛ فإن في السحور بركة ) متفق عليه ، ويقول عليه الصلاة والسلام : ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، أكلة السحر ) رواه مسلم ، وعلاوة على ما تقدم ، فإن في السحور تقوية على الصيام ، فلا ينبغي تركه.
2. ومن الأخطاء : تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين ، وهو خلاف السنة ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
عَجِّلوا الإفطار ، وأخِّروا السحور )رواه الطبراني وصححه الألباني ، والسنة أن يكون السحور في وقت السحر قبيل طلوع الفجر بشيء يسير ؛ ومنه سمي السحور سحوراً ، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - و زيد بن ثابت تسحَّرَا ، فلما فرغا من سُحُورهما قام النبي - صلى الله عليه وسلّم - إلى الصلاةِ فصلَّى ، فسُئِل أنس : كم كان بين فراغِهما من سُحُورهما ودخولهما في الصلاةِ ؟ قال : " قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية " رواه البخاري .
3. ومن الأخطاء : الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء ، والواجب أن يحتاط العبد لصومه ، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن
شرع الله الصوم لغاية عظيمة ، هي تحصيل تقوى الله جل وعلا ، وتزكية النفوس ، وتهذيب الأخلاق ، فليست الغاية من الصوم إدخال الضرر أو المشقة على العباد ، وكلما كان الصوم موافقاً للأحكام الشرعية والآداب المرعية كلما كان أكثر ثمرة وأعظم أجراً ، ومع الأسف الشديد فإن بعض الصائمين لا يلتزمون هذه الأحكام والآداب فتصدر منهم الأخطاء والمخالفات التي تؤثر على صومهم أو تنقص أجره وثوابه ، وهناك بعض الأخطاء الشائعة التي ينبغي للصائم التنبه لها والحذر منها :
1- فمن الأخطاء عدم إدراك البعض لفضائل هذا الشهر الكريم ، فيستقبلونه كغيره من شهور العام ، وقصارى اهتمام بعضهم به أن يستقبله بشراء الأطعمة والمشروبات بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.
2- ومن الأخطاء - التي لا تصدر إلا ممن ضعف إيمانه - التأفف من دخول شهر رمضان ، وتمني ذهابه وسرعة زواله ، وذلك لما يشعر به من ثقل الطاعة على نفسه والحدِّ من شهواتها ، فلا يستشعر معنى التعبد وحلاوة الطاعة ، وربما صام مجاراة للناس وتقليدا وتبعية ، فيكون بذلك قد حرم نفسه الاستفادة المثلى من هذا الشهر الكريم .
3. ومن الأخطاء عدم التفقه في أحكام الصيام وعدم السؤال عنها ، فإن صوم رمضان فريضة وعبادة يجب على المسلم أن يعرف كيف يؤديها على الوجه الصحيح المقبول ، فيعرف الأركان والواجبات والسنن والمكروهات والمفطرات .
4. ومن أخطاء الصائمين عدم تجنب المعاصي أثناء صيامهم ، فتجد الصائم يتحرز من المفطرات الحسية كالأكل والشرب والجماع لكنه لا يتحرز من الغيبة والنميمة واللعن والسباب والنظر إلى المحرمات ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري .
5. من الأخطاء ترك بعض السنن ظنّاً منه عدم شرعيتها حال الصيام ، كمن يترك المضمضة والاستنشاق خوفا من وصول الماء إلى حلقه ، مع أن المنهيَّ عنه إنما هو المبالغة التي يخشى معها وصول الماء إلى الجوف فعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال : قال - صلى الله عليه وسلم - : ( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً ) رواه الترمذي وغيره ، ومثله ترك السواك بعد الزوال تحرجاً من الإثم ، مع أن الصحيح أن السواك مشروع للصائم قبل الزوال وبعده .
6. ومن هذا القبيل تحرج البعض من بلع الريق في نهار رمضان لظنه أنه إذا بلع بصاقه فقد فسد صومه ، وهذا ليس بصحيح ، إذ لم يثبت في الشرع أن بلع البصاق من المفطرات التي يبطل الصوم بها .
7. ومن الأخطاء عدم تبييت النية لصيام الفرض من الليل أو قبل طلوع الفجر ، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ) رواه النسائي ، وفي رواية : ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) والمشروع من ذلك أن يبيت النية في نفسه من غير تلفظٍ بها .
8. ومن الأخطاء تعمد الأكل والشرب مع أذان الصبح أو بعده ، والذي ينبغي على المسلم أن يحتاط لصومه ، فيمسك بمجرد أن يسمع الأذان .
9. من الأخطاء أيضاً تخصيص هذا الشهر بالطاعة والاستقامة دون غيره ، فما أن ينقضي الشهر حتى يعود بعض الناس إلى ما كانوا قد اعتادوه من المعصية والمخالفات ، وهو خطأ عظيم يدل على عدم إدراكهم لحقيقة شهر رمضان ، وضعف تأثيره في نفوسهم ، فإن رب الشهور واحد ، والله جل وعلا حذر من معصيته ومخالفة أوامره ونواهيه في كل وقت ، ولا يزال المرء يتقلب في منازل العبودية ومدارجها حتى يأتيه اليقين من ربه .
10. ومن الأخطاء اتخاذ هذا الشهر فرصة للنوم والكسل في النهار وما يترتب عليه من إضاعة الصلوات أو تأخيرها عن وقتها ، والسهر في الليل على ما يسخط الله ويغضبه من لهو ولعب ومشاهدة القنوات ، فتضيع بذلك على الإنسان أشرف الأوقات فيما لا فائدة فيه بل فيما يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل .
11. ومن الأخطاء تحرج بعض الصائمين من أن يصبح جنباً وهو صائم ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم .
12. ومن أخطاء بعض الصائمين سوء الخلق وسرعة الغضب والطيش في نهار رمضان بسبب الجوع وخلاء البطن ، مع أن المفترض أن يهذب الصوم أخلاقه ، ويضبط مشاعره وانفعالاته متمثلاً قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : ( الصوم جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني صائم ) رواه البخاري و مسلم .
13. ومنها ما يلاحظ في أول الشهر من كثرة المصلين والمقبلين على العبادة والقراءة ، ثم لا يلبث أن يتسلل الفتور إليهم فيخبو هذا الحماس في آخر الشهر الذي يفترض أن يضاعف فيه الجهد لما للعشر الأواخر من مزية على غيرها ، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر وأحيا الليل وأيقظ أهله
أخطاء في قراءة القرءان
**********
ثمة أخطاء يقع فيها بعض الصائمين في قراءتهم للقرآن الكريم أثناء هذا الشهر المبارك، من ذلك نقف على الأخطاء التالية:
1- يظن بعض الناس أن ختم القرآن مقصود لذاته، فيسرع في قراءة القرآن بهدف إكمال أكبر عدد من الأجزاء والسور، دون مراعاة لتدبر آيات القرآن، وأحكام تلاوته، مع أن المقصود من قراءة القرآن إنما هو التدبر والوقوف عند معاني الآيات، وتأثر القلب بها، وقد قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه: إني أقرأ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال له ابن مسعود : " أهذًّا كهذِّ الشعر ؟! إن أقوامًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع "
2- وفي مقابل هذا نجد التفريط من بعض الناس في ختم القرآن خلال شهر رمضان المبارك، فربما مر عليه الشهر دون أن يختم فيه القرآن مرة واحدة، وهذا بلا شك من التفريط في قراءة القرآن في شهر القرآن .
3- ثم من الأخطاء أيضًا اجتماع بعض الناس على قراءة القرآن بطريقة معينة، فيما يُعرف بعادة " المساهر "، حيث يستأجرون قارئًا لهم يقرأ عليهم من كتاب الله، يجلس الناس حوله من بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور، يرفعون أصواتهم بعد قراءة القارئ لكل آية، مرددين بعض عبارات الاستحسان والإعجاب، والاجتماع بهذه الطريقة - إلى جانب كونه غير مأثور عن السلف - فإن فيه كذلك رفعًا للأصوات، وتشويشًا ينافي الأدب مع كلام الله، ويفوت الخشوع والتدبر، ولأن يقرأ الإنسان وحده بتدبر وخشوع خير له من الاجتماع على الصياح الذي يفوت عليه ذلك .
4- رفع الصوت بالتلاوة في المسجد بحيث يشوش على المصلين، فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف الستر وقال: ( ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضًا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال: في الصلاة ) رواه أبو داود .
5- ومن الأمور التي قد يتساهل فيها بعض من يجتمعون للتلاوة وتدارس القرآن، الضحك واللغط، وقطع القراءة للانشغال بأحاديث جانبية، والذي ينبغي في هذا الموطن الاستماع والإنصات، وتجنب كل ما يشغل ويقطع عن التلاوة .
6- عدم الالتزام بآداب التلاوة من طهارة، وسواك، واستعاذة، وتحسين صوت، وغيرها من آداب التلاوة المعروفة، التي ينبغي أن يكون القارئ لكتاب الله على بينة منها، وهو يتلو كلام الله جل وعلا
أخطاء في الإفطــــــــــــــــــار
**************
1. من أخطاء الصائمين عند الإفطار تأخيره بعد أن يدخل وقته ، وهو خلاف السنَّة التي جاءت بتعجيل الفطر إذا دخل الوقت ، كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) متفق عليه .
2. ومن ذلك أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد أن ينتهي المؤذن من أذانه احتياطاً ، وهو من التنطع والتكلف الذي لم يطالب به العبد .
3. ومن الأخطاء انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن الترديد مع المؤذن ، والسنة للصائم وغيره أن يتابع المؤذن عند سماعه ويقول مثل قوله ، لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) متفق عليه ، ولا يلزم الصائم أن يقطع أكله أو شربه من أجل المتابعة ، بل يتابعه مع مواصلة الإفطار ، حيث لم يرد نهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد الأذان .
4. ومن الأخطاء غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار ، مع أن هذا الموطن من مواطن إجابة الدعاء ، ومن الغبن والحرمان أن يضيع العبد على نفسه هذه الفرصة العظيمة يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ، ودعوة الصائم ، ودعوة المسافر ) رواه أحمد وصححه الألباني ، وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر قال : - ( ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله ) رواه أبو داود .
5. ومن الأخطاء الإكثار والتوسع في تنويع الطعام والشراب حال الإفطار بدون حاجة ، مما قد يجر إلى الإسراف الذي نهى الله عنه ، كما أن الإكثار من الأكل والشرب يثقل الإنسان عن العبادة وأداء الصلاة بخشوع وحضور قلب ، وهو خلاف ما شرع له الصوم .
6. ومن الأخطاء التي تقع عند الإفطار أيضاً ما يفعله بعض الصائمين من الفطر على ما حرم الله كالسجائر وغيرها من الخبائث ، ولا شك أن الصوم فرصة عظيمة للتخلص من هذه الأمور ، تدريب للإنسان على ترك المألوفات التي تعودها ، فمن استطاع أن يتركها نهاراً كاملا ، لا يعجزه - بالصبر والعزيمة - الإقلاع عن هذه الخبائث في ليله أيضاً ، حتى إذا انتهى رمضان كان قد تعود على تركها ، فيسهل عليه المداومة والاستمرار على ذلك .
سادساً :أخطاء في العمرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]العمرة في رمضان لها مزية على غيرها من الشهور، فقد خُصت بمزيد فضل وزيادة أجر، يقول عليه الصلاة والسلام في شأنها: ( عمرة في رمضان تقضي حجة معي ) رواه البخاري، ولذا يتنافس كثير من المسلمين لأداء العمرة في هذا الشهر أكثر من غيره، وربما أداها بعضهم دون علم بأحكامها، وجهل بما يجوز فيها وما لا يجوز، فتقع منه الأخطاء والمخالفات التي يحسن التنبيه عليها، فمن هذه الأخطاء ما يأتي:
أخطاء في الإحرام
1- تجاوز الميقات دون إحرام، والواجب على من قصد مكة للحج أو العمرة أن يحرم من الميقات الذي يمر به، ولا يتجاوزه دون إحرام .
2- الاعتقاد بأن الإحرام هو ارتداء ملابس الإحرام التي هي الرداء والإزار، وهذا غير صحيح، بل لابد لصحة الإحرام من نية الدخول في النسك .
3- اعتقاد أن أداء ركعتين قبل الإحرام شرط لصحة الإحرام، وهذا الاعتقاد غير صحيح؛ إذ صلاة الركعتين قبل الإحرام إنما هما من السنن المشروعة، ولا يتوقف عليهما صحة الإحرام .
4- وضع الطِّيب على الرداء أو الإزار قبل الإحرام، وهذا من الأخطاء؛ إذ السُّنَّة في ذلك وضع الطِّيب على البدن قبل الإحرام، أما ملابس الإحرام فلا يطيِّبها، لكن لو طيَّب ثيابه بعد أن لبسها، فله استدامة لُبسها، ما لم ينـزعها، فإن نزعها لم يكن له أن يلبسها حتى يغسلها. وكذلك إذا طيبها قبل أن يلبسها لم يكن له أن يلبسها حتى يغسلها أو يغَيِّرها .
5- اعتقاد أن الغسل أو الوضوء عند الإحرام واجب، وإنما هو سنة مستحبة، فلو أحرم من غير وضوء ولا غسل فإن إحرامه صحيح .
6- الجهل بمواقيت الإحرام التي حددها الشرع، وعدم مراعاة تلك المواقيت وخاصة من الحجاج القادمين عن طريق الجو؛ لأن الواجب على الحاج أو المعتمر أن يُحرم من الميقات الذي يمر به أو ما يُحاذيه، فإن اشتبه عليه الأمر أحرم قبل الميقات احتياطاً، ولا يتجاوز الميقات قبل أن يحرم، كما سبق .
7- كشف المحرم كتفه الأيمن دائمًا من حين إحرامه من الميقات، وهو ما يسمى بـ "الاضطباع" وهو خلاف السُّنَّة، وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في طواف القدوم وطواف العمرة فحسب، فإذا انتهى المحرم من طوافه أعاد رداءه على كتفيه في بقية المناسك .
8- التحرج من تغيير لباس الإحرام أو غسله مع أنه لا حرج في ذلك .
9- اعتقاد أن كل ما كان مخيطًا من اللباس لا يجوز لبسه، فيتحرج البعض من لبس الساعة أو النعلين، أو الحزام ونحو ذلك، بينما المراد بالمخيط ما خِيط أو نُسِج على قدر البدن، كالسراويل والثياب .
10- اعتقاد المرأة الحائض أنه لا يجوز لها الإحرام، وأن لها أن تتجاوز الميقات من غير إحرام، والصحيح أن الحيض والنفاس لا يمنعان المرأة من الإحرام، فيجب عليها أن تحرم قبل الميقات، ولكنها لا تطوف بالبيت حتى تطهر .
11- اعتقاد بعض النساء أن للإحرام ثيابًا خاصة بهن، والصحيح أن المرأة يجوز لها أن تُحرم بثيابها المعتادة، لكنها تجتنب لبس النقاب والقفازين .
12- الدخول في النسك ثم تركه قبل إتمامه، وهذا من الخطاء؛ لمخالفته قول الله تعالى: { وأتموا الحج والعمرة لله } (البقرة 196) فمن أحرم بالحج أو العمرة فليس له الرجوع عن نسكه حتى يتمه .
أخطاء في الطواف
1- التلفظ بالنية عند الشروع في الطواف، والصواب أن النية محلها القلب .
2- اعتقاد أن الطواف لا يصح دون استلام الحجر الأسود، مع أن تقبيل الحجر سُنَّة، وليس شرطاً لصحة الطواف، وإن لم يتمكن الطائف من الوصول إليه إلاَّ بالمزاحمة الشديدة وإيذاء نفسه أو مَن حوله من الطائفين، فالأولى له ترك الاستلام والتقبيل، والاكتفاء بالإشارة إليه من مكان طوافه .
3- استلام أركان الكعبة الأربعة، والثابت في السُّنَّة إنما هو استلام الحجر الأسود والركن اليماني من البيت دون غيرهما من الأركان .
4- تقبيل الركن اليماني، أو الإشارة إليه من بُعد، والسُّنَّة استلامه باليد دون تقبيل أو إشارة .
5- الرَّمَلُ - وهو إسراع المشي مع مقاربة الخطا - في جميع الأشواط، والمشروع أن يكون الرَّمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم وطواف العمرة دون غيرهما من الأطوفة، ودون الأشواط الأربعة الباقية .
6- تخصيص كل شوط من الطواف بدعاء معين؛ إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء مخصص لكل شوط إلا قوله: { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } (البقرة:201) يقال بين الركن اليماني والحجر الأسود، وما عدا هذا فلا يُشرع فيه دعاء بعينه، فيدعو الطائف بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، وله أن يذكر الله، وأن يقرأ القرآن .
7- رفع الصوت بالدعاء رفعًا يُذهب الخشوع، ويشوش على غيره من الطائفين .
8- اجتماع بعض الطائفين على قائد يلقنهم الدعاء .
9- الوقوف عند الحجر الأسود أو ما يحاذيه مدة طويلة، وفي هذا تضييق على غيره من الطائفين، والسُّنَّة أن يستلم الحجر أو يشير إليه ويمضي دون توقف .
10- التمسح بجدار الكعبة وبأحجارها، أو بشيء من أستارها .
أخطاء في ركعتي الطواف
1- اعتقاد البعض لزوم أداء ركعتي الطواف خلف المقام أو قريبًا منه، ومن ثم المزاحمة للصلاة عنده، مع أن ركعتي الطواف تجوز صلاتهما في أي موضع من المسجد الحرام، إن لم يتيسر صلاتهما خلف المقام، وما يفعله بعض الطائفين اليوم من المزاحمة والتضيق على الطائفين للصلاة خلف المقام أو بالقرب منه يدل على جهل منهم بمقاصد الطواف وآدابه .
2- إطالة الركعتين بعد الطواف، والسُّنَّة تخفيفهما؛ فقد صلاهما النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ في الركعة الأولى: { قل يا أيها الكافرون } وفي الثانية: { قل هو الله أحد } .
3- ومن الأخطاء ما يفعله البعض بعد ركعتي الطواف، حيث يقوم عند المقام فيدعو بدعاء خاص يسمَّى "دعاء المقام"، وهذا من البدع التي ليس لها أصل في الدين .
أخطاء في السعي
1- رفع اليدين عند صعود الصفا والمروة، كرفعهما في الصلاة، والسُّنَّة أن يرفع الساعي يديه كهيئة الداعي، ويحمد الله ويكبره، ويدعو الله مستقبلاً القبلة .
2- الإسراع في السعي بين الصفا والمروة في جميع الشوط، وهذا من الأخطاء التي يقع فيها البعض في هذا الموضع، والسُّنَّة في السعي الإسراع بين العلمين الأخضرين فحسب، والمشي بتؤدة واطمئنان في باقي الشوط .
3- إسراع النساء في السعي بين العلمين، وهذا خلاف السُّنَّة؛ إذ الإسراع إنما هو خاص بالرجال دون النساء .
4- قراءة قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعائر الله } (البقرة:158) في كل شوط كلما أقبل على الصفا والمروة، والسُّنَّة قراءتها عند بداية السعي فحسب، يقرأها إذا دنا من الصفا .
5- اعتقاد البعض أن شوط السعي هو السعي من الصفا إلى المروة، ذهابًا وإيابًا، والصواب أن السعي من الصفا إلى المروة يعتبر شوطًا، ومن المروة إلى الصفا يعتبر شوطًا آخر .
6- تخصيص دعاء معين لكل شوط من أشواط السعي، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص بكل شوط، إلا ما كان يدعو به على الصفا وعلى المروة .
7- التطوع بالسعي بين الصفا والمروة من غير أن يكون في حج أو عمرة، والسُّنَّة جاءت باستحباب التطوع بالطواف بالبيت فحسب .
أخطاء في الحلق والتقصير
1- تقصير بعض شعر الرأس دون البعض الآخر، والواجب تعميم الرأس بالتقصير أو حلق الشعر كله .
2- اعتقاد البعض أن من السُّنَّة استقبال القبلة عند الحلق، وهذا ليس من السَّنَّة؛ إذ لا دليل عليه .
أخطاء في صدقة الفطر
من الأخطاء التي تقع في إخراج صدقة الفطر نقف على ما يلي:
1- تأخير إخراج صدقة الفطر إلى أن يخرج وقتها، كمن يخرجها بعد صلاة العيد، والواجب إخراجها قبل الصلاة ، وقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات ) .
2- من الأخطاء أن بعض الناس ربما وُلِد له مولود قبل غروب شمس ليلة العيد، ولكنه لا يخرج عنه زكاة الفطر، مع أن الواجب إخراج الزكاة عنه؛ لكونه صار من أهل الوجوب، فإن صدقة الفطر تجب على المسلم بغروب شمس ليلة العيد، بخلاف ما لو وُلِد بعد الغروب فلا يجب عليه الإخراج عنه .
3- ومن الأخطاء أيضًا، تكليف الناس فوق القدر الواجب عليهم إخراجه من الصدقة، والقدر الواجب صاع من غالب قوت البلد، والمقصود بالصاع هو الصاع النبوي، ويعادل اثنين كيلو وأربعين جرامًا من البرُّ ( الرزين ) الجيد، أما وزن غير البُّر فبحسبه .
أخطاء في العيــــــــــــد
***********
1. من الأخطاء أن بعض ضعاف الإيمان يفرحون بالعيد لانتهاء شهر رمضان والتخلص من العبادة فيه ، وكأنها حمل ثقيل على ظهورهم ، وهؤلاء على خطر عظيم ، فإن العيد إنما يفرح به المؤمنون لأن الله تعالى وفقهم لإكمال عدة الشهر ، وإتمام الصيام ، فيشكرون الله على هذه النعمة .
2. تهاون بعض الناس في أداء صلاة العيد ، بسبب السهر طوال الليل ، فيحرم نفسه من الأجر المترتب على شهود الصلاة ودعاء المسلمين .
3. ترك سنة التكبير في ليلة العيد ويومه قبل الصلاة مع الأمر به في القرآن { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ( البقرة 185) .
4. تفريط بعض الآباء في إخراج أهله وأولاده لصلاة العيد مع ترغيب النبي - صلى الله عليه وسلم- الرجال والنساء على حضور هذه الصلاة حتى الحُيَّض وذوات الخدور ، ليشهدن الخير ودعوة المسلمين .
5. التكبير الجماعي بصوت واحد ، أو الترديد خلف شخص ، وإحداث صيغ للتكبير غير مشروعة .
6. اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد بالقيام ، ويتناقلون في ذلك حديثا لا يصح ، وهو أن " من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " ، والصحيح أنه لا يشرع تخصيص ليلة العيد بالقيام من بين سائر الليالي ، وأما من كانت عادته القيام في سائر الليالي فلا حرج أن يقوم ليلة العيد .
7. تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر والسلام على الأموات .
8. اختلاط الرجال بالنساء في بعض المصليات والشوارع ، مما قد يجر إلى الفتنة ووقوع المحظور ، والذي ينبغي في صلاة العيد أن تخصص أبواب ومسارات خاصة للنساء ، وأن يتأخّر خروج الرجال حتى ينصرف النساء .
9. التوسع في المباحات من لبس وأكل وشرب حتى يتجاوز الأمر إلى الإسراف في ذلك ، والله جل وعلا يقول : { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ( الأعراف31) .
10. من الأخطاء خروج بعض النساء إلى الصلاة متجملات متعطرات ، مظهرات لبعض الزينة ، وفي ذلك من الإثم والفتنة والخطر العظيم ما لا يخفى ، فهن وإن كن أمرن بالخروج إلى المصلى ، إلا أنهن أمرن أن يخرجن تفلات أي غير متطيبات ، ويلحق بالطيب سائر ما يدعو إلى الفتنة ، كالزينة الظاهرة والتكسر في المشي وغير ذلك .
11. ومن الأخطاء وقوع كثير من الناس في أيام الأعياد في بعض المخالفات الشرعية كسماع الغناء ، ومشاهدة للمناظر المحرمة ، وتبرج النساء ، وغير ذلك ، بحجة أن هذا اليوم يوم فرح وسرور ، والواجب أن يفرح المسلم في هذه الأيام بما أحل الله من المباحات والطيبات ، وأن يشكر الله على إتمامه نعمة الصيام بطاعته والتزام أمره ونهيه .