«إذا أصبحت فلا تنتظر المساء...، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح...».
فقسم ساعات يومك على أعمالك، وجد واجتهد في اغتنام الدقيقة؛ فإن يومك مزرعة لغدك...
أعِدَّ نفسك في هذا اليوم... لذلك اليوم..، وارض بالرزق، والوظيفة، والمستوى، وأحسِن
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وصدق من قال: «إذا أكلتَ خبزًا حارًا شهيًا هذا اليوم؛ فلا يضرك خبز الأمس الجاف الرديء؛ ولا
خبز غدٍٍ الغائبَ المنتَظر». اهـ.
فقلها بأعلى صوتك... نعم.. قلها مدويةً... «أنا لن أعيشَ إلا في حدود يومي»...
وفيه.. أعطي كل ذي حق حقه..
وفيه أزرعُ لأحصدَ غدًا...
اخوانى واخواتى
اترك المستقبل حتى يأتي، فإن أتى تجشَّم له...، واعمل فيه...، وبادر قبل أن تُبَادَر... }أتى أمر
الله فلا تستعجلوه{.
لا تسْبِق الأحداث، فتأخذ البيضة من بطن الدجاجة...؛ والثمرة وهي مُرَّة...
فإن الثمرة لا تُؤْكل قبل النُّضج، وإن البيضة لا تؤخذ قبل الخروج...، وإن النار لا تدفئ حتى
توقد...؛ والبيتُ لا يدخل حتى يفتح...
ثم إن فتح كتاب الغيب يولِّد شرودًا للذهن وشحنًا للعقل بما لا طائل من ورائه...، بل يولِّد همومًا
وغمومًا متكالبة، ومخاوفَ متراكبة من المستقبل الآتي، ومن تأمينه... وليس هذا في اعتقادي إلا
من عمل البطالين...
فإذا جلست على أريكتك وتوقَّعتَ البرد، ثم توقعتَ الحَرَّ، ثم توقعت الجوع، ثم تخيَّلت الموت، وأن
هذا كله بعد يوم أو يومين أو ثلاثة عشت في أسوأ حال...
بل صاحبك القلق والهَمُّ والحزن طيلة عمرك...
فلا تبكي لأنك قد تجوع بعد زمن، أو تمرض بعد عام، أو تموتُ بعد فترة..
فهذه مصيدةٌ شيطانية لصرف العباد عن المُراد...
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا
فاترك المستقبل حتى يقبل؛ فأنت في شغل عنهُ بيومك...
فإذا أتى...فاغتنم الفرصة؛ فإنها قد لا تعود
نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم