أهداف السحرة من السحر

********أهداف السحرة من السحر

لقد علمنا فيما سبق حكم الساحر في الشريعة وحكم من يذهب إليه ولكن ما السبب الذي يجعل الساحر يخاطر بكل هذه الحماقة ويرمى بنفسه في التهلكة ما مكسبه من وراء ذلك وبعد الاستقراء علمنا أن السحرة لهم أهداف معينة تجعلهم يبيعون الدين بالدنيا والكرامة بالإهانة فهذه الأهداف هي :-

1- جمع المال بدون مبالاة حلال أو حرام : وهذا هو أكبر هدف للسحرة وهو جمع المال من الناس بأي وسيلة ولا يبالى بحرمة هذا الطريق وأنه كفر ولكنه ينظر إلى المال فقط فعندما يأتيه مريض يطلب العلاج يفرض عليه مبالغ من المال ويبيع له الأحجبة بأغلى الأثمان وأيضاً لو جاءه حاقد أو غاضب يريد أن ينتقم يطلب منه أيضا مالاً ليصيب عدوه بالأذى من طلاق وتفريق أو ربط أو مرض وغير ذلك من الأعمال السحرية وهو بذلك يأخذ مالاً من كل الأطراف من المريض ومن الحاقد الذي يريد الانتقام وهذا لأن هدفه الأساسي هو جمع المال فقط .
2- الدعوة إلى بدعة أو عقيدة باطلة : وهذا النوع من السحرة أقل من السابقين ولكن تجده على رغم التعب الذي يتعبونه لا يأخذون مقابلاً من الناس ولو نظرت إلى منهجهم لوجدته باطلاً مملوء بالسحر والخرافة فهم بذلك لا يأخذون أجراً من الناس ولا أجراً من الله –سبحانه وتعالى- فما الداعي إذن من هذا العمل لا مال من الناس ولا ثواب من الله فبعد الاستقراء اتضح أن هذا النوع له بدعة معينة يريد أن ينشرها أو له عقيدة باطلة يريد أن يوضح إنها أفضل من عقيدة الإسلام ولكن باستخدام الجن والسحر ومع سذاجة الناس يصدقون هؤلاء المجرمين ومع عدم أخذهم مالاً يكون ذلك أدعى للتصديق عند الناس وهو بذلك يجد سوقاً رائجة لنشر بدعته أو نشر عقيدته الباطلة فعلى المسلم الواعي أن ينتبه إلى هؤلاء إذا كان علاجهم بدون مقابل وعلى غير الشرع فليحكم عليهم بأنهم أهل ضلال وليسوا أهل علاج كما يدعون .
3- الشهرة والصيت والتقرب إلى النساء : وهذا النوع وإن كان أقلهم فهو أخبثهم وأكثرهم شراً فإن كان الأول يجمع المال فهذا بسيط والمال يعوض وإن كان الثاني يدعو إلى عقيدة باطلة أو بدعة فهذا أيضا بسيط فالمسلم عقيدته راسخة وأهل العلم قد بينوا السنة من البدعة أما هذا الثالث فهو مثل الثعبان القاتل يقتلك بسمه ولا تشعر به لأنه أمام الناس ذو شهرة واسعة وصيت عال وقد لا يأخذ من الناس مالاً ولأنه له هدف آخر غير الشهرة والصيت وهو التقرب للنساء والتفرد بهن حيث أن أغلب من يتردد على السحرة النساء و في حينها إذا استطاع أن يتفرد بإحداهن قال لها أن هذا السحر معمول على نجاسة ولابد من أن يفك بمثله فيطلب منها الزنا وهى في موقفها هذا كثير من النساء يوافقون من أجل طلب الشفاء العاجل أو عودة أزواجهن إليهن بعد تركهن وينال هذا الوغد مطمعه من هؤلاء النساء ويستمر سحرة رجاء اصطياد مثل هؤلاء النسوة ويستحيل عقلاً أن تكشف هذه النسوة عما حدث معهن لأنهن إن قلن ذلك فضحن أنفسهن أولاً ولا يصدقن ثانياً من الناس وهذا قد سمعناه كثيراً من الناس الذين يذهبون إلى السحرة وممن على قرب خاص بهم ومن النساء من ترفض ذلك فيلجأ إلى حيلة ذكية وهى التنويم المغناطيسي وهى عبارة عن جن يقوم بتلبس الحالة ووضعها في حالة إغماء فيقع عليها هذا الوغد وبعدها لا تستطيع أن تتكلم ولا تكشف ما حدث معها خشية الفضيحة وهؤلاء ما استطاعوا أن يصلوا إلى هذه الأعمال الإجرامية إلى بتصديق الناس واحترامهم لهم وشهرتهم الواسعة وأيضاً إتيان ووجود النساء بدون محارم فهذا الذي جرأهم على الحرمات فلعنة الله على الظالمين.



قال الإمام القرطبي (قال علماؤنا لا ينكر أن يظهر على يد الساحر خرق العادات مما ليس في مقدور البشر من مرض وتفريق وزوال عقل وتعويج عضو إلى غير ذلك مما قام الدليل على عدم استحالة كونه من مقدورات العباد قالوا : ولا يبعد في السحر أن يستدق جسم الرجل حتى يتولج في الكوات والخوخات و الانتصاب على الرأس قصة ،والجري على خط مستدق والطيران في الهواء والمشي على الماء وركوب الكلب وغير ذلك ).
يقول القرافي في فروقه (قال الأستاذ أبو إسحاق وقد يقع به التغير والضنى وربما أتلف وأوجب الحب والبغض والبله وفيه أدوية مثل المرائر و الأكباد و الأدمغة فهذا يجوز عادة وأما طلوع الزرع في الحال أونقل الأمتعة والقتل على الفور والعمى والصم ونحوه وعلم الغيب فممتنع و إلا لم يأمن أحد على نفسه عند العداوة وقد يقع القتل و العناد بين السحرة)
وقال القاضي (ولا يقع فيه إلا ما هو مقدور للبشر ،وأجمعت الأمّة على أنه لا يصل إلى إحياء الموتى وإبراء الأكمه وفلق البحر وإنطاق البهائم ) المنهج القرآني صـ162،161