بسم الله الرحمن الرحيم
ليس عيبا أن تعتذر لوالديك و لو كنت على حق
عندما تحب الله ورسوله إذا أنت تعرف فضل والديك عليك , لأن من يحب لا يكره و إن وجد خلاف بينك وبين من تحب فبادر بالصلح و هو خير لك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم ، أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يعرض هذا ويعرض هذا ، و خيرهما الذي يبدأ بالسلام " ..
إذا كان ذلك أمر من رسول الله بعدم الخصام للمسلمين فما بالك بمن يخاصم والديه و يهجرهما و لا يسأل عنهما إما بسبب المال أو بسبب اختلاف وجهات النظر
أو بسبب آخر , أليس والديك أحق أن تعتذر لهما و لو كنت على حق , فقد قال الله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ) و الإحسان هو التقرب اليهما
و ودهما والعمل على راحتهما .
لكن كثيرا ما نتعرض لمواقف مختلفة يرى الإنسان انه صح و لكن يجد نفسه في موقف صعب عندما يجد والده أو والدته مخالفين له في الرأي , حينها يحدث تعارض في الرأي , و يصر الإنسان على رأيه ويقوم بتنفيذه , و هنا سواء كان رأيه صح أم خطأ عليه ألا يجعل من هذا الموقف سببا للبعد أو الهجر , و ليس عيبا أن تعتذر لوالديك و إن كنت على حق , فوالديك لهما كل الاحترام و الطاعة و أنا أجد أن الاعتذار لهما فضيلة و ذلك لأن مخالفة رأييهما في مجال من مجالات الحياة غير الدين , لا يجب أن يؤخذ ضديهما كسبب لنكران الجميل , دائما يحدث في الحياة أشياء تجعل من المواقف صعبة على الإنسان , لكن حب الوالدين لا يجب أن يقل مهما حدث .
البعض يقول أنا لا اعتذر أبدا , ودائما ما تجد هذا الشخص غير محبوب من المقربين إليه , فعندما لا تعتذر على خطأ أو تتأسف لضرر لفظي أو فعلي وقع على احد المقربين منك وكنت أنت سببا في ذلك , فهذا يعني تحجر قلبك و دليل على بعدك عن الله .
الأخ الكبير يسامح أخيه الصغير و يبدأ بمصالحته حتى لو كان الأخ الكبير على حق , فمسألة الكرامة بين الأخوان , لا يجب أن تنسي إنهم في الآخر أخوة و خيرهم من يبدأ بالصلح .
و كم من كرامة اضاعة صلة الرحم بين الآباء و الأبناء و بين الأخوات و الأخوان
لا كرامة لمن يقطع صلة الرحم
اختكم فى الله // نجلاء صبحى