بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير واشرف وأعلم رسل الله صل الله عليه وسلم
ثم أما بعد ....
أولا. فوق كل ذى علم عليم ولا نقول فى هذا المقام إلا "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" وهى فى محلها لسؤلنا الله سبحانه وتعالى أن يمن علينا بالعلم فجميعنا يجهل ويتعلم ويكمل العلم بسعيه وعمل العقل مع البحث ومهما علم فلله الحمد ومهما بحث فلن يصل إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى ,,,,,,,,,, وفقنى الله وإياكم.
ثانيا.أما بخوصوص هذا الموضوع " الفرق بين لفظى الزوجة والمرأة فى القرآن " فهو منقول اللفظ والفكرة من صاحبها ولكن وضعت فكرته محل إنزال العقل والبحث البسيط فى ألفاظه الظاهرة ...... ولكن لا يمنع ذلك من تحديد الفكرة والرد على من يسأل بغير تفريط وتجاوز فى الامر لأن الفكرة كان يجب ن تلحق ببحث كامل فى كافة ألفاظ الزوجة أو المرأة الورادة فى القرآن وإعمال الفكرة عليها تأكيدا لما هو معروض خاصة وأن الأمر سيستتبع عرض قصة كل حالة لخصوصية تحديد الفكرة وهى التوافق الكامل حين يوجد يقال" الزوج " وحين يعترى أو فيه نقص يقال" المرأة ",وبالتالى فالسياق التاريخى هام .
ثالثا. تتحدد الفكرة بتأكيد أن لفظ" الزوج " والمقصود الزوجة يطلق حيث وجد التوافق التام بين الزوجين كما يعرض صاحب الفكرة ,فإذا وجد نقص فى علاقة المرأة بالرجل المقترنة به فيطلق عليها اللفظ القرآنى " إمرأة ".
والسؤال فما الحال فى الأحوال التى يطلق فيها هاذين اللفظين على نحو مغاير لهذه الفكرة فيما هو ظاهر للقارىء ؟
والإجابة طبعا فى الأصل يجب أن تكون لصاحب الفكرة والبحث .... أو فى النهاية تكون لمن عرض الفكرة وأقتنع بعا ولكن على قدر علمه خاصة فى ظل غياب البحث الأصلى للفكرة.
رابعا.إستحسن الكثير لوجه النظر والفكرة على أنها معلومة جميلة جديدة فى بلاغة اللفظ وفكرة الموضوع .......... وهناك من يسأل عن مواضع ذكر اللفظين على نحو مغاير للفكرة فى ظاهر اللفظ من ذلك:
1_ {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }آل عمران35
2_ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
3_ ( فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) البقرة 282
وهذه الامثلة وغيرها يؤكد علينا وفق قرائتنا للفكرة يجب تحديديها وإخراج ما ليس منها وفق الفهم والعقل :
أ _ فمثلا ففى مثال أحد المعترضين بعد توافق الفكرة مع آية سورة البقرة الخاصة بشهادة الرجل أو المرأتان,, فهى ظاهرة عدم علاقتها بالفكرة لأن الآية هنا تخص وضع هو نصاب الشهادة على الحقوق وهو يكون برجل واحد أو إمرأتان وتلك الأخيرة يجوز أن تكون المرتان متزوجتان أو غيرا متزوجتان أحدهما أو كليهما فليس هذا محل علاقة بالفكرة أبدا.
ب _ البحث يكون وفق توافر علاقة الزوجية وذكر لفظ" زوج " على علاقة وذكر لفظ" إمرأة" على علاقة أخرة ...." يحددها فى إختلاف اللفظ نتيجة لتوافر التوافق بين الزوجين من عدمه " وفق النص القرأنى .
*وقد أعطانا أمثلة على ذلك ولم يذكر باقى الأمثلة رغم أنها محل يجب النظر فيه والرد عليه.
ج _ وإنى أرى أن الفكرة ليست بعيدة عن الحقيقة لو كان هناك بحث مستفيض من جوانب عدة:
_**فمثلا فى سورة آل عمران قوله تعالى والمتكلم هو الله الأعلى والأعلم {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }آل عمران35
فقد بحثت فى هذه الجزئية بخصوص تطبيق الفكرة فلماذ قال الله تعالى عز من قال "امرأة عمران" فما محل عدم التوافق هنا ؟..... فوجدت فى مجال البحث التوفيقى من الله أن :
فمنْ هي امرأة عِمران؟
هي حِنّة بنت فاقوذ بن قبيل، وقد ذكر ابن كثير والطبري وغيرهما أنّها كانت عجوزاً لا تحبل، فبينما هي في ظلِّ شجرة نظرتْ إلى طائر يُطْعم فرخاً له، فدعتْ الله أن يهبَ لها ولداً، ونذرتْ لله إنْ حَمِلتْ لتجعلنَّه محَرّراً - أي حبيساً في خِدمة بيت المقدس -، فحملتْ بمريم، وأثناءَ حَمْلها توفي زوجها عِمران.
فهى حسب ما وصل لى تاريخيا من كتب التفسير المذكورة _ لا عن إدعاء بقراءتها كلها_ كانت إمرأة عمران عجوز لا تحبل ثم أنها أثناء حملها توفى عنها زوجها قبل الولادة بما يعنى إنقطاع علاقة الزوجية ,وبالتالى فالفكرة صحيحة متحققة فى هذه الأية لتوافر نقص فى التوافق على الأكثر لوفاة زوجها أثناء حملها فلما تكلم عنها الله ذكرها بلفظ "إمرأة عمران" .. وهى على ما جاء فى التفاسير أن دعاء إمرأة عمران بالقصة المذكورة كان قبل حملها لرغبتها فى الحمل وهى لا تحمل فلما حملت دعت الله بما جاء فى النص القرأنى من نذرها ما فى بطنها محررا ,وبالتالى فعدم التوافق كان موجودا لذا أطلق الله عليه بالفظ القرأنى بكلمه "إمرأة عمران" ولم يقل زوجة عمران... هذا والله أعلم قبل علم العلماء بتاريخ القصة .
_** أما المثال الأخر لأحد المعترضين لعدم توافق الفكرة مع الأية التالية وهى :
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
ففى عجالة من ظاهر القصة أن قائل الجملة " أمسك عليك زوجك" هو الرسول صل الله عليه وسلم وهو يخاطب بشرا غيره وهو زيد فالأولى أن يقول له أمسك عليك زوجك وليس إمراتك وإلا كان قولا محل تشريع .... والبحث فى الفكرة هو لفظى الزوج والمرأة وإختلاف إستعمالهما من الله جل جلاله وفق المعنى الذى توصل إليه صاحب الفكرة والبحث بإختلاف حالة التوافق بين الزوج والزوجة من الله العلى العليم سبحانه وتعالى .
والله أعلى وأعلم فما كان من توفيق فمن الله وما كان من نقصان فمنى ومن الشيطان والعياذ بالله والله ورسوله منه برىء