منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الزوجان فى الحج ...رحلة تسوق الأفراح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

الزوجان فى الحج ...رحلة تسوق الأفراح Empty
مُساهمةموضوع: الزوجان فى الحج ...رحلة تسوق الأفراح   الزوجان فى الحج ...رحلة تسوق الأفراح Icon_minitimeالأربعاء 17 نوفمبر 2010 - 11:36

بقلم: هدى سيد


كم يخفق القلب وتسمو الروح عندما يعلو صوت الحجيج بالتلبية، كم تذرف العين دموع الشوق ويتمنى الفؤاد في لهفة أن يكون معهم يشاركهم في تلك اللحظات الطاهرة أداء الشعائر وزيارة المشاعر ورؤية الكعبة المشرفة، وهنيئًا لكل زوجين أكرمهما الله جلَّ وعلا بزيارة بيته هذا العام، فكم هي رائعة تلك الأوقات والأيام المعدودات التي يجتمع فيها الزوجان على الطاعة والعبادة في أرض الله المقدسة، يرشفان معًا من رحيقها الرباني ويتنسمان سويًّا عطرها الفريد.. يا لها من فرحة تغمر القلوب وتوقظ ساكن العقول وتحرِّك المياه الراكدة في حياة هذين الزوجين، تحطِّم السدود التي حالت بينهما، وتذيب الجليد الذي تراكم حولهما فأفقدهما دفء الحياة، إنها فرحة تنعش الأرواح وتسوق إلى الأفئدة الأفراح فأكرِم بها من نعمة وأعظِم بها من فرحة.



وهذه هي الفرحة التي ينبغي أن يبحث عنها كل زوجين لا فرحة الدنيا الطاغية أو زينتها الفانية ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)﴾ (يونس).



فهي فرحة الوصل بعد الهجر، فرحة المن بعد المنع، فرحة الرضا والرضوان، هي فرحة اللقاء في جنة الخلد بعد الفراق الدنيوي، جزاءً لما اجتمعا عليه في الدنيا من الطاعة والعبادة والقرب والرضا، والتي يعم بها الخير والهناء على بيتهما الجميل وأبنائهما الصالحين.



إن للطاعة في هذه الأيام المباركة أثرًا عظيمًا في تغيير سلوك المرء إلى الأفضل، خاصةً إذا كانت نبتتها الإيمان وتربتها الإخلاص ورَواؤها التقوى واليقين، ومن ثم فإن بركة هذه الطاعات لا تعود على المرء مفردًا، إنما يعم خيرها ويسبغ فضلها بيته وأهله وماله وعياله وحياته ووطنه وأمته ودنياه وآخرته، فيرجع بذلك العبد الرباني الذي يحقق جزءًا من استخلاف الله عز وجل للمؤمنين في الأرض، وتجمع ذلك كله الآية الكريمة التي نتلوها عند ذبح الأضحية ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام).



فإن كان هذا هو أثر الطاعة والإخلاص على المدى البعيد، فما بالنا بأثرها على الزوجين وهما من اجتمع قلباهما على شرع الله، وتلاقت أرواحهما برحمة الله، وامتزجت حياتهما لمرضاة الله، وكان لقاؤهما آية من آيات الله عز وجل في الكون، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)﴾ (الروم).. فكل منهما من نفس الآخر، وهل هناك أقرب من النفس التي تسكن بين جنبينا لتحظى بالملازمة بالود والرفق؟ بل هي سر الحياة التي بدونها ما بقي للأرواح في الأجساد مكان.



إن مواسم الطاعات وأوقات الخيرات كثيرة لا تنقطع عن المؤمن- ذكرًا أو أنثى- الذي يسعى في حياته مجاهدًا في سبيل المولى تبارك وتعالى، فهذا هو دوره المكلف به، وهذا هو سبب خلقه وإيجاده في هذه الحياة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾ (الذاريات)، وتشمل تلك العبادة كل عمل يقوم به المرء- مهما كان صغيرًا- يوافق به الشرع، ويرعاه بالإخلاص لربه وحده، فلا يشرك معه الأهواء أو الشبهات.



ولكن المولى تباركت أسماؤه فضَّل بعض الأيام والشهور والزمان والمكان على بعض، ليكون ثواب الطاعات فيها مضاعفًا، ورصيد الحسنات في ازدياد، ومنها تلك النفحات الربانية العطرة التي تغشانا في عشر ذي الحجة، وأفضلها يوم عرفة، أعظم أيام الله في الأرض كما روى الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، إنه ليدني ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ماذا أراد هؤلاء؟"، ويليها يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة التي لا يمكن أن تترك في نفوس البائسين والتعساء أثرًا لحزن أو لمحة من قنوط؛ لما فيها من الخير الوفير والجزاء الكبير.



وكما أخبرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل يغفر برحمته للرجل الذي يصلي في الليل، ويوقظ امرأته لتصلي، وكذلك يغفر لها إن فعلت، فما بالنا بالتقائهما معًا على أداء العبادات والطاعات ومناسك الحج التي كلفهما بها ربهما سبحانه وتعالى، والتي جمعت بين الفرائض كلها، بل واشتملت أيضًا على أربعة من أركان الإسلام الخمسة، بدايتها شهادة التوحيد وإقامة لصلاة وإيتاء الزكاة وصوم النافلة إلا يوم عرفة.. وأخيرًا مناسك الحج.



فقد بدأ الزوجان مناسكهما بالتلبية التي تعلن توحيد الربوبية والألوهية للمولى الجليل (لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك)، ويمتزج معها الإقرار بنعمة الله عزَّ وجلَّ وفضله، بل ويسبقه الحمد على هذه النعم الحاضرة والغائبة لمن يملك الكون وبيده زمام البشر جميعًا (إن الحمد والنعمة لك والملك)، ثم يختمان التلبية بتأكيد التوحيد مرة أخرى (لا شريك لك)، فيعلنان ألا شريك لك في ملكك وعظمتك وقدسيتك وجلالك ورحمتك وفضلك ونعمك وخيرك وطاعتك وعبادتك وجزائك وثوابك للطائعين وعقابك وعذابك للكافرين والظالمين والمفسدين في الأرض.



ويستمر الزوجان في أداء المناسك، ففي ضحى اليوم الثامن من ذي الحجة، ويسمى بيوم التروية، يحرمان معًا ثم يذهبان إلى منى لصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر جمعًا وقصرًا، وعندما تطلع شمس اليوم التاسع يوم عرفة يسيران من منى إلى عرفة، وينزلان بنمرة إلى زوال الشمس، ثم يصليان الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، ثم يقفان داخل حدود عرفة حتى غروب الشمس، وهنا عليهما التفرغ للذكر وتلاوة القرآن والتضرع والدعاء بما يحبان من خيري الدنيا والآخرة؛ لأن خير الدعاء دعاء يوم عرفة، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.



ومن عرفة ينطلقان للمبيت في المزدلفة، مع الإكثار من التلبية، ثم صلاة الفجر والذهاب إلى المشعر الحرام، ثم العودة إلى منى وجمع الحصوات لرمي الجمار، ثم ذبح الهدي والحلق للرجل والتقصير للمرأة، وبعدها التوجه إلى مكة للطواف بالبيت "طواف الإفاضة"، وهو ركن من أركان الحج، ثم السعي معًا بين الصفا والمروة، ثم يطوفان طواف الوداع للتحلل الأكبر من الإحرام.



وإن كانت هذه أعمال الحج باختصار، والتي ينبغي على الزوجين أن يتفقها فيها قبل تلك الرحلة الربانية التي انطلقا إليها بأرواحهما قبل الأجساد، وهي التي تهبهما شهادة ميلاد جديدة بالعودة من الحج كلحظة الميلاد الأولى، خاصة عندما يجتنبان ما نهى الله عنه في هذه الآية ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ (البقرة: من الآية 197)، وكما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"، رجع بحج مبرور وذنب مغفور وتجارة لن تبور.. فهنيئًا لهما هذا الميلاد الجديد.. فهما يعودان صفحتهما بيضاء، وجههما كالضياء، ينبض قلبهما بالصفاء، فقد نالا الرضا من رب السماء، فماذا يريدان بعد هذا المن والعطاء؟.



أيها الزوج الكريم.. أيتها الزوجة الفاضلة.. عليكما أن تحافظا على هذه الحياة الجديدة التي وهبها الله لكما بأداء فريضة الحج، فلا تأخذكما الدنيا مرة أخرى، فغيِّراها كما غيرتماها من قبل، جددا دومًا النية التي أقامت هذا الزواج، تحليا دومًا بأخلاق تلك النفحات الربانية العطرة التي أفاضت عليكما الخير والبشر والهناء، تحليا بالصبر والمجاهدة، بالتسليم والاستسلام لله عز وجل، بالرضا والقناعة والبصيرة اليقظة التي علمت حال الدنيا بصدق، بالتعاون والمشاركة وحب الخير للآخر كحبه لنفسه تمامًا، بالإخلاص والاجتهاد والسعي في الحياة؛ لتحقيق أسمى الأهداف وأنبل الغايات ألا وهي مرضاة الله عز وجل بنصرة دينه وخدمة دعوته بتأسيس الأسرة الربانية المؤمنة، داوما على المسارعة في الطاعة والمشاركة في العبادة والإيجابية في نشر الخير وغرسه في نفوس أبنائكما، تنعما بحياتكما، وتزهر ثماركما الخير والعزة والنصر والتمكين لهذه الأمة المباركة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الزوجان فى الحج ...رحلة تسوق الأفراح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحج رحلة تربوية
» تعليم براعم الايمان اداب الحج ومناسك الحج
» رحلة للسعادة
» رحلة هادينا ......
» رحلة غريب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: البيت المسلم السعيد :: الأب المسلم القدوة-
انتقل الى: