منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1)   مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) Icon_minitimeالسبت 20 نوفمبر 2010 - 14:07

مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) 2010-11-20

بقلم الأستاذ:- يوسف إسماعيل سليمان *

جلس يكتب مذكراته بعد عشر سنوات على وفاة زوجته التي كانت تصغره أصلاً بعشر سنوات، وهي التي لم تنجب له ذكرًا ولا أنثى يؤنس وحدته بعد رحيلها المفاجئ، وإن كانت ذكرياته معها تنجب في نفسه عشرات، وربما مئات المواقف التي يجلس ليتذكرها ويتخيلها وكأنها تحدث الآن، فتثير في نفسه حينًا لواعج الشوق إليها، وحيناً تفيض دموعه بانهمار لا يملك سبيلاً لإيقافه، وحيناً تشيع في جسده وكل ملامح وجهه ابتسامة وكأن جسده كله يطلقها.

وقبل أن يستكمل اليوم الكتابة عن أشياء من ذكرياته معها سرح بخياله إلى ذاك اليوم الذي بهرته فيه لأول مرة وكانت حينها قد مضى على تعيينها معيدة شهران لا أكثر، بينما كان هو أستاذ بالقسم قد تجاوز الأربعين بثلاث سنوات ولم يتزوج بعد.

يذكر كيف أخطأت إحدى أساتذة القسم، في إحدى المناقشات بين أساتذة القسم، في انتقاد فج ومتشنج لنظرة الإسلام إلى المرأة، وأنه أهانها بوضع كثير من القيود على حركتها ومظهرها وعملها، وكيف أن الإسلام وأد بذلك الكثير من مواهب المرأة وطاقاتها.

ورغم أنني كنتُ أكبر سنًّا من الدكتورة المتحدثة، وكان غيري من الدكاترة الآخرين أكبر، فقد خشينا أن نرد على هذا الكلام المتهافت؛ لما نعلمه من احتمال أن يكون بيننا مَن يحمل كلامنا إلى جهة نعرفها قد تتسبب في إعاقة ترقياتنا، أو تجرنا إلى تحقيقات لا طاقة لنا باحتمال تبعاتها.

رغم ذلك وجدنا هدى- المعيدة الجديدة وزوجتي التي رحلت- تستأذن في الرد على الأستاذة؛ ولأني أعلم ويعلم بعض الموجودين بأن سبب تأخر تعيينها حتى وصل عمرها إلى الثالثة والثلاثين هو بسبب كثير من مواقفها في أثناء دراستها- لم أكن حينها أعلم عنها شيئًا- والتي كانت سببًا في رفض تعيينها أمنيًّا، ولكنها لم تستسلم، وظلت تطالب بحقها في ساحات المحاكم حتى أخذتْ حكمًا بالتعيين- رغم أنف الأمن- بعد عشر سنوات على تخرجها، ومع أننا كنا نعتبرها بطلة، إلا أنها كانت تتصرف بتواضع جمٍّ مع الجميع، فلا يشعر مَن يعرفها إلا أنها تحمل الخير لكل مَن حولها، أقول لأني وغيري كنا نعلم ذلك، ونعلم أيضًا أن الأستاذة التي أخطأت ربما ستكون إحدى المشرفات التي تنتدبهم الجامعة لمناقشة رسالتها لنيل الدكتوراة، فقد نظرنا إلى هدى نظرة تقول: لا داعي للرد، فكلنا نعرف أنها أخطأت، وأنتِ لست بحاجة لمشكلات جديدة.

لكنها تغافلت عن هذه النظرة، وبدأتْ تتدفق في حديث ممتع وشيق حول تكريم الإسلام للمرأة وراحت تضرب الأمثال، وتروي أحداثًا- حتى أنا كنتُ أجهلها- من السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء تثبت وتؤكِّد صدق رؤيتها عن احتفاء الإسلام بالمرأة، ورفعه لمكانتها، وتدحض كل ما قالته تلك الأستاذة، ما جعل الجميع يدرك السر الذي حدا بهؤلاء... إلى رفض تعيينها منذ تخرجها رغم أحقيتها، فحديثها الجذاب يوشك أن يسحر مستمعيها بروعته وحججه الباهرة التي تتسرب إلى النفس في سهولة ويسر..

وبعد ثلث ساعة من حديثها المركَّز والمكثف أنهته بقولٍ كان مفاجأة هو الآخر؛ إذ قالت: وأتمنى ألا يفسد رأيي الذي أعتقده ما بيننا من مودة وحب يا دكتورة.

طبعًا توقعنا جميعًا أن تقوم الدكتورة غاضبة، أو أن تستغل كونها أكبر سنًّا في توجيه كلام قاسٍ لهدى، ولكن- ويا للعجب- لقد قالت الأستاذة بكل هدوء: ما شاء الله أنتِ داعية ولستِ معيدة في قسم الأدب.

وانتهت جلسة ذلك اليوم وكلنا في القسم متحيرين- دون أن نجرؤ على إعلان ذلك- أكان ما قالته الأستاذة الدكتورة إعجابًا، أم شيئًا آخر له ما بعده.

ناديتُ هدى وأنا جالس على مكتبي فقامت ووقفتْ أمامي وقالت: تحت أمرك يا دكتور حسن.

كنت أريد أن أقول لها: لماذا دخلتِ مع هذه في نقاش وأنتِ تعلمين ما قد يجرُّه ذلك من سوء. ولكني وجدتُ أنه عيب علي بدلاً من تشجيعها أن أخوفها فقلتُ لها: فعلاً ما شاء الله أسلوبك ممتاز، وقد استفدتُ كثيرًا منه. وكدتُ أقول: ولكن لا تكرري ذلك.

وقبل أن أحسم أمري وأقول الجملة الأخيرة قالت هدى: بل الشكر لكم لأنكم أعطيتموني الفرصة لأتحدث، وتحملتموني كل هذا الوقت.

لم أتخيل أني سأختلس النظرات إليها بعد ذلك، أو أرسلها على استحياء معبرة عن مكنوني، فلا تشعر هي بي، ولا أني سأُلمِّح برغبتي في التقرب إليها فتتغافل ولا تستغل ذلك في الحصول على أي ميزات، أو حتى الاستفادة من خبراتي وعلمي في رسالتها للدكتوراة، إلا كما تفعل مع غيري.

عندئذٍ أدركت أن هذه الفتاة لا يصلح معها إلا التقدم لخطبتها مباشرة، ولكن المعضلة الكبرى: هل تقبل هي بي؟

هل تقبل تلك الشجاعة الأبية برجل مثلي قد يعرف الحق ولكنَّ خشيتَه على منصبه تجعله يسكت عنه؟

ثم إنها تمتاز بقدر لا بأس به من الجمال، فيما أنا تجاوزت الشباب ولا أحمل من مقومات الوسامة شيئاً..باختصار كنتُ أخشى أن ترفضني رغم علمي أن هذا حقها، وأنها قوية الشخصية بحيث يمكن أن تفعل ذلك بكل بساطة دون أن تتخيل أثره على نفسي، بل ودون أن تخشى عواقب غضبي، خاصة وأنها لا تخشى مَن أخشاهم أنا.

حاولتُ كثيرًا الإفلات من أسر جاذبيتها، ولكن كلما رأيتها ازددتُ بها شغفًا، وكلما رأيتُ مواقفها وتصرفاتها النبيلة ارتقى إعجابي بها.

قررتُ أن أفكر في العواقب لعلي أجد بها مسوغًا لطرد فكرة الارتباط بها المسيطرة على كل كياني، فقلتُ في نفسي: هذه الفتاة ستدخلني في كثير من المشاكل، وعندما ستدخلني فيها ستدخلني فيها باسم الإسلام، والكرامة، والإصلاح، وأنا رجل لي هيبتي ووقاري ولا أحب الدخول في مشاكل، وخاصة مع مَن تسببوا في رفض تعيينها من قبل.

أليس من المحتمل أن تعاملني بعد الزواج كالند للند، فأعيش في نكدٍ وهمٍّ، بل وربما تحاول فرض شخصيتها على البيت، فما الذي أخوفها به إذا عصتْ أوامري؟ إنها لا تخشى أحدًا إذا اقتنعت أنها محقة. لا لا هذه الفتاة لا تصلح زوجة لي، أنا كبرتُ وأحتاج إلى امرأة ناضجة هادئة ترعاني ولا تتمرد عليّ أبدًا، حتى لا داعي أن أتزوج بأستاذة جامعية.

نِمْتُ بعد هذا القرار مرتاحًا تمامًا.

في اليوم التالي، ما أن دخلت غرفة القسم في الكلية حتى وجدتها وحيدة قد سبقتني تجلس على مكتبها وأمامها فنجان من الشاي وتطالع أحد المراجع، فلم أُلق عليها السلام، فقالت لي: وعليكم السلام ورحمة الله.

قلتُ: آه، معذرة نسيتُ كنتُ مشغولاً بالتفكير في أمر ما.

فقالت: خيرًا إن شاء الله، هل أطلب لك كوبًا من الشاي؟

كانت هذه أول مرة تقول لي ذلك، فقلتُ في نفسي قبل أن أجيبها: لعلها تحس بما في نفسي؛ فالنساء يتميزن بالحاسة السادسة التي يشعرن من خلالها بمن يحبهن. قلت لها: لا, شكرًا، لدي محاضرة بعد عشر دقائق. فسكتت وعادت لما كانت فيه.

لا أدري كيف اتخذتُ قرارًا في أقل من دقيقة فقلتُ لها: أرى أن أحدًا من الزملاء لم يحضر.

فقالت: نحن اللذان جئنا مبكرًا، فأمامنا عشر دقائق على موعد الحضور الرسمي.

فعلاً لم تكن عادتي أن أحضر مبكرًا، ومع أنها اعتادت على الحضور مبكرًا لم تقل لي: أنت اليوم الذي جئتَ مبكراً؛ حتى لا تحرجني.

هنا دخل الساعي وقال: هل تأمر بشيء يا دكتور؟ فقلتُ له: نعم أريد كوبًا من الشاي.

نظرتْ إليَّ وخجِلتْ أن تقول: ألم تقل إن لديك محاضرة؟ فلما قرأتُ نظرتها قلت مُوجِّهًا كلامي لها: أحسست أنني فعلاً بحاجة إلى الشاي. فابتسمتْ ابتسامة خفيفة.

كان قلبي يدق بعنف شديد وأنا أحاول تهدئته لأستطيع أن أترجم قراري إلى كلمات، قلتُ لها ولم يبق إلا خمس دقائق على الساعة الثامنة: هل يمكن أن أستشيرك في شيء؟

قالت: تحت أمرك يا دكتور، وأتمنى أن أستطيع إفادتك.

فقلتُ: لا أحد يستطيع مثلك. وشعرت أني تجاوزت كثيرًا.

ابتسمت ولم تقل شيئًا، فعلمتُ أنها فوجئت بأسلوبي وأنني يجب أن أتريث قليلاً، كما أدركتُ من نظرتها أنها فعلاً لا تحمل لي إلا معنى الزمالة في العمل.

قلتُ لها: لو سمحت تعالي اجلسي هنا، وأشرت لها إلى كرسي قريب من مكتبي.

فقالت: أنا أسمعك من هنا بوضوح. كان بين مكتبها ومكتبي مكتبين فقط، وعلى حين كان مكتبها قرب باب الغرفة وتستطيع أن ترى الغرفة بأكملها وكان مكتبي جانبيًا، ولا بد أن أُدير جانبي لكي أواجهها.

فهمتُ أنها لا ترغب أن يدخل أحد فيجدها تجلس عند مكتبي.. كنتُ قد حسمت أمري أن أجس نبض موافقتها على الزواج، فشعرتُ أني أكثر جرأة.. وبدأت أتكلم الآن وكأن لا أحد يمكن أن يدخل الغرفة فجأة من الزملاء فقلتُ لها: هل فكرت في الزواج؟ ثم أدركت بسرعة أن كلامي يمكن أن يكون وقحًا إذا راعيت أنها تجاوزت الثلاثين من عمرها، فقلتُ مستدركًا: أقصد أن الدراسة يبدو أنها شغلتك عن التفكير به، خاصة أني ألاحظ من كلامك أنك تحبين الأطفال، ومرتبطة بأسرتك كثيرًا؟

كنتُ أشعر أنني غير قادر على انتقاء كلماتي على الإطلاق، فأردتُ أن أعيد صياغة كلماتي، ولكنها أجابت ببساطة شديدة: بالطبع أفكر في الزواج يا دكتور، ولكن لم يتقدم شخص مناسب حتى الآن، والدراسة ليست مُعوِّقًا بالنسبة لي عن الزواج، بل ولو أني رأيتُ أن دراستي يمكن أن تفسد زواجي لربما ضحيت بالدراسة، فأنا بالفعل أحب أن أكون أمًّا ولي أسرة، فأبي كان مثالاً رائعًا للزوج، وأمي لا تقل عنه فضلاً وحنانًا.

كنتُ أشعر أن الحديث حتى الآن يسير لصالحي تمامًا، وكدتُ أن أُلقي بسؤال جديد عليها، خاصة وأنها لم تسء فهمي، غير أن الساعي دخل الغرفة ومعه كوب الشاي، ثم دخل وراءه أحد أساتذة القسم. فاضطررت إلى إنهاء الحوار معها قائلاً: لدي محاضرة الآن، عن إذنكما.



وللقصة بقية..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نفيسة ابوضيف
مشرف سابق
مشرف سابق
نفيسة ابوضيف


عدد المساهمات : 1049
تاريخ التسجيل : 01/06/2010

مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1)   مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) Icon_minitimeالسبت 20 نوفمبر 2010 - 19:29

قصة جميلة يا استاذ علاء

ننتظر البقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1)   مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1) Icon_minitimeالسبت 20 نوفمبر 2010 - 21:15

ان شاء الله تعالى البقية فى اعدادها


شرفنى مروركم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات عن زوجة من طراز مختلف (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لكى تكون شخص مختلف..................
» من مذكرات مريضة ..
» بيتزا بشكل مختلف بالصور
» المراة في مختلف العصور والمراة في الاسلام
» اليكم مذكرات لغة انجليزيه للصف الثانى الاعدادى ترم اول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: قسم الموضوعات والآراء المختلفه :: الموضوعات والآراء المختلفه-
انتقل الى: