قصة جداً مميزة
----------------
اعتاد العجوز الذي يعيش مع ابنه وحفيده الصغير في مزرعة صغيرة جميلة أن يستيقظ باكرا في كل صباح وأن يجلس على طاولة المطبخ ثم يبدأ بقراءة القرءان. وقد كان الحفبد الصغير يرغب في ان يصبح مثل جده ، لهذا كان يحاول تقليده بكل طريقة ممكنة
وفي أحد الايام سأل الحفيد جده قائلاً:
...جدي ، انا احاول ان اقرأ القرءان مثلك لكنني لا افهم كثيراً من كلماته, والذي افهمه انساه لهذا يا جدي سرعان ما اغلق المصحف وأتوقف عن القراءة.
ما هي الفائده من قراءة القرءان اذا كنت لا أفهم معظم المعاني ؟
ابتسم العجوز ثم بهدوء تناول سلة الفحم التي كانت بجانبه ووضع الفحم كله في المدفأة وقال لحفيده :خذ سلة الفحم الفارغة هذه الى النهر وأملأها بالماء ثم عُد الى هنا
قام الولد بعمل ما طلبه منه جده، لكن كل الماء كان قد تسرب من السلة قبل ان يصل عائدا الى المنزل، فاستقبله الجد ضاحكاً وقال: يجب عليك ان تكون اسرع في المرة القادمة ثم بعثه مرة اخرى الى النهر مع السلة ليحاول مرة اخرى.
في هذه المرة ركض الولد بشكل اسرع، ولكن مرة اخرى فرغت السلة قبل وصوله لجده.
كان يتنفس لاهثا والحيرة بادية عل وجهه عندما قال لجده :
من المستحيل ان احمل الماء بهذه السلة. سأذهب لأحضر دلواً بدلا من السلة.
الا أن الجد أجاب بحزم :
انا لا اريد دلوا من الماء بل اريد سلة من الماء.انت فقط لم تحاول بجهد كاف
ثم خرج ليشاهد الولد يحاول مرة اخرى
في هذه الاثناء ادرك الولد الصغبر انها مهمة مستحيلة، لكنه اراد ان يثبت لجده انه حتى لو ركض بأسرع ما يستطيع فان الماء سوف يتسرب قبل ان يصل عائدا الى المنزل .
فقام الولد برمي السلة في النهر ثم سحبها وركض بسرعة وبجهد كبيرين.
ولكنه عندما وصل الى البيت وجد ان السلة فارغة للمرة ثالثة.
فقال وهو يلهث: انظر يا جدي ...انها غير مجدية
فأجاب الجد : اذن انت تظن انها غير مجدية ؟ انظر الى السلة الان
نظر الولد الى السلة وللمرة الاولى ادرك ان السلة مختلفة.
كانت سلة متسخة تنقل الفحم القديم والان اصبحت نظيفة من الداخل والخارج.
قال الجد بعد برهة من الصمت ولعله أراد يعطي الصغير فرصة ليلتقط أنفاسه:
بني هذا ما يحصل عندما تقرأ القرءان.
من الممكن أن لا تفهم شيئا أو أن تفهم بعضه ومن الممكن أن لا تتذكر اي شيء بعد أن تغلق المصحف ولكن عندما تقرأه مرة بعد مرة بعد مرة سوف تتغير داخليا وخارجيا من دون أن تدري أو تشعر بذلك فالزم كتاب الله با صغيري ولا تهجره أبداً