يستغل الناجحون أوقاتهم في كل ما هو مفيد فتراهم لا يضيعون وقتا أبدا فهم دائما إما في عمل أو عبادة أو طلب علم من غير إهمال للأمور الدنيوية كقضاء وقت مع الأهل و الجلوس مع الأبناء و صلة الأرحام و غيرها , و من هذه الأمور التي يستغل الإنسان به وقته القراءة .
اهتم الإسلام كثيرا بالقراءة لما للقراءة من دور كبير في معرفة العلوم المختلفة و الإطلاع و التدبر في أحوال الناس كما ان القراءة توسع مجالات التفكير و تقود إلى التميز و الإبداع . فأول ما نزل من القران ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ اْلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ ] العلق: 1 - 5 [
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "مَن سلك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة " .
وعنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : " الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذِكر الله تعالى ، وما والاه ، وعالِمًا ، ومتعلّمًا " .
يقول الشيخ عائض القرني في أبيات له:
اقرأ ( اقرأ ) رســـــالة الله جــــاءت للنـــبـــي الكـــــريم فــــي الآفــــــاقِ
كــــلمــــة تأســــر القلــــــوبَ جلالاً وهي ســــــــرّ الخـــــلود والميـــثاقِ
و يقول أيضا:
ما معي غير كتابي صاحبٌ أنا بعت النـــاسَ طُرًّا بالكتابِ
هو خدني هو خلّي هـــو لي سلوة مِن كل مِن فوق الترابِ
لكن يجب أن لا ننسى ان القراءة يجب أن تكون بفهم و في علوم تنفع يقول الشيخ عائض القرني في كتابه الجميل (عاشق) الذي يصف فيه عشقه للكتاب
" قد يوجد مَن يقرأ بفهم لكن في علوم لا تنفع ، أو في مواد غيرها أنفع منها ، كالذي يجعل عمدته في القراءة المجلات والصحف والكتب الفكرية المعقدة ، فهذا ليس بيده شيء ، فالعلم شيء والكلام شيء آخر".
في وقتنا الحالي أصبحنا أمة ضعيفة لا تقرأ تقضي معظم أوقاتها في لعب و لهو و مسلسلات و في غيرها من الملهيات الغير مفيدة , حتى المتعلمون للأسف لا يوجد في وقت معظمهم قراءة فهم يظنون أن القراءة فقط في المدرسة و الجامعة و أنه إذا حصل أي منهم على درجة علمية تتوقف قراءته.
و إذا نظرنا إلى الغرب تجده يزدهر بالتطور العلمي و التقنية الحديثة و تحقيق الإنجازات و الإختراعات في مختلف العلوم بعد أن بدأ أجدادنا معظم هذه العلوم و وضعوا لها الأسس. و لو قارنت بين كيفية استغلال الأوقات في بلادنا و في بلاد الغرب لا تستغرب تطور الغرب و ضعفنا فأوقاتنا ضائعة بين مسلسل و فيلم و نوم ولهو وكلام بلا فائدة أما أوقاتهم فلا تخلو يوميا من القراءة حتى في الحدائق و في وسائل المواصلات يستغلون وقتهم بالقراءة.
قال الشاعر:
تلهو به إن خانك الأصحاب
نعم المحدث والرفيق كتاب
وينال منه حكمة وصواب
لا مفشيا للسر إن أودعته
أما عن أهمية القراءة و فوائدها فهي كثيرة منها ما ذكره الشيخ عبد الله بن جار الله في كتابه ( أهمية القراءة و فوائدها) :
" لماذا نقرأ الكتب؟
1. أن في القراءة متعة للنفس وغذاء للعلم والعقل والروح.
2. وفيها إزالة لفوارق الزمان والمكان فيعيش القارئ مع الناس جميعًا أينما كانوا وأينما ذهبوا.
3. وفي القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب يفيض بالهدى والرشاد والنصح والتوجيه والمعرفة.
4. وفي القراءة سياحة للعقل البشري بين رياض الحاضر وآثار الماضي وبقاياه وآمال المستقبل.
5. والقراءة تنقلنا من عالم ضيق محدود الأفق إلى عالم آخر أوسع أفقًا وأبعد غاية.
6. ويستطيع القارئ أن يعيش في كل العصور وفي كل الممالك والأمصار والأقطار.
7. ونقرأ وصف الرحلات في مختلف أنحاء الأرض
8. وبالقراءة تستطيع أن تكون مع الكتاب والعلماء والمفكرين صداقة تحس بفضلها وتشعر بوجودها
9. وبالقراءة يعرف تفسير كلام الله القرآن الكريم
10. وبالقراءة تعرف سنة رسول الله
11. وبالقراءة تعرف سيرة رسول الله
12. وبالقراءة تعرف علوم الأولين والآخرين وأحوال السابقين واللاحقين.
13. وبالقراءة يسير الإنسان بفكره وعلمه في أنحاء المعمورة وهو جالس في بيته أو مكتبته
14. وبالقراءة يعرف الفرق بين الحلال والحرام والواجب والمستحب والمكروه والمباح
15. وبالقراءة يعرف طريق الخير والسعادة وطريق الشر والشقاوة
16. وبالقراءة يعرف الجزاء والثواب للمطيعين والعقاب للعاصين.
17. وبالقراءة والعمل بها تحصل سعادة الدنيا والآخرة ".