تطوير الذات :هو منهج يعمل على تنمية واكتساب أي مهارة أو معلومة أو سلوك تجعل الإنسان يشعر بالرضا والسلام الداخلي وتعينه على التركيز على أهدافه في الحياة وتحقيقها
ثلاثة طيور تقف على الشجرة . وقرر واحد منها أن يطير . فكم بقي من الطيور على الشجرة ؟
الجواب : طبعاً بقى ثلاثة ، لأن واحداً منها قرر أن يطير ولم يطر بالفعل ! وبالتالي فلم يتغير شيء من واقع الحال .
هنا .... ليسأل كل واحد منا نفسه : كم مره قرر أن يفعل شيئاً ولم يفعله ؟!
فبقي الحال على ماهو عليه وربما أسوء .
أنه ليس كافياً أن تتمنى أو ترسم أو تكتب لنفسك أهدافاً ، إنما يجب أن تسعى لتحقيقها
وقد أكد أفلاطون في فلسفاته أن تربية الإنسان لذاته لها وقعها في النفس
أكثر بكثير من تربية الآخرون له ..
ولذا فهو يؤيد أن يطور الإنسان ذاته ويكسبها سلوكيات إيجابية ونبذها للسلوكيات السلبية ..
هناك قدرات لابد من التركيز عليها هى :
1-التفكير: و هو قدرتك على التفكير في الموضوعات المطروحة بوضوح وإبداع . وهناك مبدأ أن جميع الأمور يتم انجازها مرتين ، يوجد انجاز ذهني أولى ، يليه انجاز مادي كما فى المثال السابق لايوجد انجاز مادى0
2-الشعور : وهو قدرتك على التواصل مع فريق العمل من خلال " إدارة مشاعرك ". تساعدنا المشاعر ، شانها شان التفكير، على أن نتكيف وسط العالم الذي نعيش فيه و كذلك مع بيئة العمل .
3-الارادة : وهى المحرك للسلوك الانسانى ،و تعرف بقدرتك على تحفيز نفسك لاتخاذ تصرف ما ، فالإرادة الإنسانية أمر مدهش ،و يطلق عليها في بعض الأحيان التحفيز الذاتي. وعلى الرغم من اهمية التفكير الواضح و إدارة المشاعر فإنهما لا يكفيان وحدهما ، إذا يرتبط تمتعك بالفاعلية ان تكون قادر على تحفيز نفسك .
4-التطوير الشخصي: وهو قدرتك على تعزيز مواردك الشخصية ، وتزويد نفسك بالمعرفة و المهارة التي تساعدك على إدارة نفسك وفريق العمل . وتصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافك بفاعلية .
ولا يتساوى معظم الأفراد في تلك القدرات الشخصية ، فالبعض على مستوى جيد جدا من التفكير ولكن لا يستطيع ترجمة الأفكار إلى أفعال و البعض مرتبط بشكل قوى بالمشاعر و يعانى تشويش في الأفكار و البعض يندفعون في تصرفاتهم قبل أن يفكروا في الأمور و ربما وصل آخرون لمستوى جيد من التفكير و الشعور و الإرادة ولكنهم لا يستطيعون التحرك لإضافة اى تطور شخصي آخر . والإنسان المتوازن هو الذي يحاول تنمية هذه الموارد بشكل متساوي .
من منــــــظـــــور اســـــــلامـــــى
الذات الإسلامية التي نريد أن نديرها. ولنسأل لماذا ندير هذه الذات ؟ هل نديرها لله أم لأنفسنا؟ حتى نستطيع الوصول للإجابة السليمة عن هذا السؤال فإننا يجب أن نضع نصب أعيننا الهدي الرباني في قوله تعالى
" قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ" الأنعام: الآيات 162-163
.
يجب ان نتبع الخطوات التالية بعناية :
أولا: الخوف من الله عز وجل يجعل المرء يراقب الله في جميع تصرفاته وحركاته وبالتالي يحصل على رضا ربه ويسيطر على نفسه قال تعالى
(وأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى)اصطحاب النية في كل عمل يؤديه الإنسان
يقول ابن الجوزي- عليه رحمة الله- " فلا تعظن إلا بنية، ولا تمشين إلا بنية، ولا تأكلن لقمة إلا بنية".
ثانيا: الدعاء: له نتائج ايجابية في حياة الإنسان العامة والخاصة خصوصا إذا أحسن الانسان استخدامه وعرف أهم أوقاته الفاضلة فكم من أمر عسير بالدعاء صار يسيرا بإذن الله والتجربة خير برهان والسفينة على حسب مهارة الربان وكلما حقق المرء التقوى حصل على السعادة ونال الرفعة والسيادة
ثالثا: التحلي بالأخلاق الفاضلة من الأمور التي تساعد على النمو والتطور، والإنسان بلا أخلاق مثل الشجر بلا أوراق وما أجمل قول الشاعر
صلاحُ أمركَ بالأخلاقِ مرجعه
فقوّم النفسَ بالأخلاقِ تستقم
رابعا:محاسبة النفس على كل صغيرة وكبيرة لها دور كبير في عملية التربية الذاتية كيف لا والسيطرة على النفس طريق الصبر والنجاح والسعادة والفلاح ولكنها تحتاج إلى فن وعلم وصبر وحلم.
خامسا:المحافظة على الوقت، والوقت هو درهم حياتك وهو الدرهم الوحيد الذي تملكه أنت وحدك تستطيع تحديد طريقة صرفه فكن حذرا خشية أن تدع الآخرين يصرفونه نيابة عنك. وتأمل أخي القارئ في تلك الحكمة "الفراغ هو الطريق السهل إلى عالم الضياع" والكون منظم فلا مكان للفوضى فيه والحكيم من أخذ من الزمان عبرة ومن الوقت فكرة وقديما قال الحكيم "من علامات المقت إضاعة الوقت
سادسا:الحذر من أصدقاء السوء فلهم دور كبير في تدمير النفوس فكم من نفوس عالية بسبب أصدقاء السوء صارت عنوانا للهواية وما أروع ما قاله أبو العتاهية
وحدةُ الإنسانِ خيرٌ منْ جليسِ السوءِ عنده
وجليسُ الخيرِ خيرٌ من جلوسِ المرءِ وحده
سابعا:الطموح: سر من أسرار التحفيز الذاتي لدى الإنسان وهو سر من أسرار الحياة الخفية متى ما تواجد في الإنسان لا تسأل بإذن الله عن النتائج، والإنسان بلا طموح مثل الجسد بلا روح وعلى الإنسان أن يستحضر فن الطموح في كل لحظة من لحظات الحياةوالحياة ليست طريقا مفروشا بالورود ولا طريقا مفروشا بالعقود بل فيه أشواك وعقبات وصعوبات ومعوقات والإنسان الناجح هو من يتخطى الأشواك والعقبات دون أن تؤذيه ويحقق في النهاية جميع أهدافه ومراميه.
وفقنى الله واياكم لما يحبه ويرضاهالطالبة : أسماء سيد سعدى محمد
كلية التربية
الشعبة : فلسفة واجتماع
الفرقة : الثالثة