فارس الأحلام فى الميزان

الدكتورة سميحة غريب:- وسائل الإعلام المختلفة وعلي رأسها التلفزيون قد اقتحمت بيوتنا وما يبثه فيها غير قناعات وبدّل معتقدات.

محمد ياقوت:- صاحب الدين والخلق عملةٌ نادرة في زمن يُقاس فيه الناسُ بالجنيه والدولار.

تحقيق / عبير محمد

فارس الأحلام.. الحصان الأبيض...حلم يطارد أذهان الفتيات منذ نضوجهم ويتسع خيال كل فتاة عن الأخرى في رسم الخطوط العريضة لهذا الفارس ووقت قدومه.. بيد أن الأمر يحتاج لنظرة ولوقفة، فربما لا يعرفن الكثير منهن عن كيفية اختيار شريك الحياة هذا شىء.. وربما كونت الأفلام والمسلسلات صوراً لفارس الأحلام لا علاقة له بالواقع.. وربما أوقع ذلك الأمر الفتاة فى مشاكل كثيرة..

الفتيات تتكلم..

وحول فارس الأحلام فى مخيلة الفتيات أخذنا آراء البعض منهن:-

تقول ولاء محمد:- أتمنى فى فارس أحلامي أن يكون وسيماَ وجميلاً، ويحبني، ويكون رقيق المشاعر حساس، ولا مانع أن يكون متديناً ولا يدخن طبعاً.. ويكون ( كاجول ) يلبس على الموضة.. وألا يكون له علاقات سابقة ببنات..

وتختلف هند فى تفكيرها عن سابقتها ولاء قائلة:- أتمنى في فارس أحلامي أن يكون في مثل أبو بكر الصديق أو مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيكون نعم الشاب، نعم الرجل الملتزم.. لأنني في هذه الحالة أطمئن على نفسي معه وكذلك على أولادي.. فهو إن أحبني أكرمني وإن كرهني لم يهني..

وأما سلمى فترفض كل هذا قائلة:- بالنسبة لفارس الأحلام وكلام البنات عنه.. وانتظاره على حصان أبيض ويخطفها ويعيشا معاً حياة سعيدة فأنا لست مع هذا الكلام الذي أراه خيالات ويُوقع الكثير من الفتيات فى مشاكل.. وقد سمعت ورأيت كثيراً من صديقات لي عن مثل هذه المشاكل.. ولهذا فأنا أفكر في الزواج بالطريقة التقليدية العادية ما دمت حددت شروط زوج المستقبل.. فيأتي الشاب ويدخل من الباب ونسأل عنه وأنا أيضاً مع الحب الذي يأتي بعد الزواج، فأدعوا الله عز وجل أن يرزقني الزوج الصالح.

الحب من أول نظرة..

وعن تأثير وسائل الإعلام فى تكوين صورة لفارس الأحلام لدى البنات والفتيات قالت الدكتورة سميحة غريب - الاستشارية التربوية والنفسية والكاتبة المتخصصة في مرحلة المراهقة -:- بأنه لا شك أن وسائل الإعلام المختلفة وعلي رأسها التلفزيون قد اقتحمت بيوتنا وما يبثه فيها غير قناعات وبدل معتقدات وأفكار وصبغ الكثير بصبغات مختلفة عن موروثاتنا الثقافية ومن هذه الأمور موضوعنا فارس الأحلام لدى الفتيات فبعد أن كانت الفتاة في الماضي علي قناعة تامة برأي الأهل في اختيار زوج المستقبل والذي هو مستمد من الدين، أصبح للفتاة قناعة تامة بأن الموافقة علي الخاطب لابد أن يسبقها معرفة وثيقة به، تستكشف من خلالها جوانب شخصيته وعاداته وسلوكه وبالطبع يكون ذلك خارج نطاق الأسرة، فهناك يكون القرار قرارها.. وبالطبع يكون الاختيار مبني علي القشور المتطايرة التي ما تلبث أن تعصف بها رياح أول مشكلة زوجية..

أما عن مقياس الاختيار الذي صار في عقول وأذهان الكثير من الفتيات حالياً فتؤكد الدكتورة سميحة:- بأنه صار الجمال والمال فقط مقاييس الاختيار لدى الفتاة مضاف لهذا الوظيفة المرموقة وكذلك الوجاهة والوضع الاجتماعي.. أما القبول الذي يتم على أساس الدين والخلق، وباقي شروط الكفاءة أو التوافق من تقارب في السن، أو المستوي الثقافي أو الوضع الاجتماعي أو حتى البيئي. ولا تنسي القدرة علي تحمل المسئولية، فللأسف الشديد غابت لدى بعض الفتيات مما يعد سبباً رئيسياً في فشل الزواج.

أما عما تقوله بعض الفتيات من أنى أحببته حباً من أول نظرة فتوضح الدكتورة سميحة أن:- القبول شيء معتبر لا يجب أن يهمل ولا ننسي حديث الرسول صلي الله عليه وسلم حين أمر المغيرة ابن شعبة:- انظر إليها فذلك أحرى أن يؤدم بينكما. فالقبول مهم وليس الحب واللقاءات العاطفية التى بها غضب الخالق ..

صاحب الدين والخلق عملةٌ نادرة

ويشير الأستاذ محمد مسعد ياقوت المشرف العام على موقع نبى الرحمة:- أن فارس الأحلام والتفكير فيه فطرة المرأة، التي خلقها الله لآدم ليسكن إليها، وقد كانت تطمح السيدة صفية بنت حيي بن أخطب من الزواج بالنبي – صلى الله عليه وسلم -. وقد رأى بوجهها خضرة، فقال: ( ما هذا ؟ ) قالت: يا رسول الله، رأيت قبل قدومك علينا كأن القمر زال من مكانه، وسقط في حجري، ولا والله ما أذكر من شأنك شيئا، فقصصتها على زوجي، فلطم وجهي. فقال: تتمنين هذا الملك الذي بالمدينة.

ثم بين ياقوت صفات الزوج الصالح لكل فتاة كما جاء بها ديننا الحنيف:- إن الأصل في الاختيار بين الزوجين هو الدين والأخلاق، مع مراعاة الفروق الاجتماعية والثقافية.. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:- « إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى الأَرْضِ وَفَسَادٌ » [ أخرجه الترمذي وصححه الألباني ]

ويوجه محمد ياقوت رسالة لكل فتاة قال فيها:- صاحب الدين والخلق عملةٌ نادرة في زمن يُقاس فيه الناسُ بالجنيه والدولار، فإذا ما جاءك صاحبُ التدين والتخلق فذاك نعمةٌ من الله، وإن رددته فذلك فساد عريض، وذنبٌ عظيم، ما دام الرجلُ يملك البائة.

تالله إن صاحبَ الدين خيرٌ وأنفعُ من صاحب المال الذي لا يصلي ولا يعرف هرًا من بر في أمر دينه!

ويُمين الله إن الواقعَ يثبت لك أن زوج ابنتك الفقير الخلوق هو صاحب البر والصلة والأصل الطيب والمنبت الكريم، وأما الآخر فهو الذي أخذها لحمًا وتركها عظمًا !

روشتة لكل فتاة

ويكتب الشيخ أحمد فتحي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف روشتة لكل فتاة تبحث عن فارس أحلامها:- أقول لكل فتاة مسلمة عاقلة أكثري من دعائك لربك أن يرسل لك زوجاً صالحاً يحفظ لك كرامتك وحقوقك.. واجعلي الدين شرطاً أساسياً في فارس أحلامك.. واحذري أن يأخذك التفكير في فارس أحلامك أن تنظري للحرام أو تتكلمي في الحرام.. وعليكِ بصحبة الصالحات فإنهن لك وجاء ووقاية من كل خطأ.