أحسنت الدخول فأحسن الخروج
كتاب الأذكياء لابن الجوزي بصرف يسير لبيت القيم قال الكلبي: لما فتح عمرو بن العاص قيسارية سار حتى نزل على غزة فبعث إليه علجها أن أرسل إلى رجلاً من أصحابك أكلمه ففكر عمرو فقال ما لهذا العلج أحد غيري فقام حتى دخل على العلج فكلمه فسمع كلاماً لم يسمع مثله قط فقال له العلج حدثني هل من أصحابك أحد مثلك قال لا تسأل عن هواني عندهم إذا بعثوني إليك وعرضوني لما عرضوني فلا يدرون ما تصنع بي قال فأمر له بجائزة وكسوة، وبعث إلى البواب إذا مر بك فاضرب عنقه وخذ ما معه. فمر برجل من النصارى من غسان فعرفه، فقال يا عمرو قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج فرجع فقال له الملك ما ردك إلينا قال نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك ليسع بني عمي فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية فيكون معروفك عند عشرة خيراً من أن يكون عند واحد قال صدقت أعجل بهم وبعث إلى البواب خلة سبيله. فخرج عمرو وهو يلتفت، حنى إذا أمن قال: لا عدت لمثلها أبداً. فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج فقال له أنت هو.. قال على ما كان من غدرك.
من فوائد القصة:
- الذكاء والفطنة التي يتحلى بها المؤمن.
- المبادرة الذاتية عند القائد الناجح.
- حسن أخلاق أهل الإيمان في معاملاتهم للآخرين.
- العفو عند المقدرة من صفات القائد الناجح.
- _____________________