منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القلب الحى رزق المؤمن

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

القلب الحى رزق المؤمن Empty
مُساهمةموضوع: القلب الحى رزق المؤمن   القلب الحى رزق المؤمن Icon_minitimeالسبت 11 ديسمبر 2010 - 23:00





حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة أو السعادة أو الزوجة.

وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل قسمة، إذا من الله عليه ووهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

فإذا رزقت خليقة محمودة


فقد اصطفاك مقسم الأرزاق

ألوان الرزق

والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.

ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. ففي الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".

وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا, فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".

وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله، القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} (الزخرف: 32).

قلبك في جنة الآخرين

وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول". وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.

من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23).

أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية والتفريط؟

أليس من رزقه ووافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب الصغار، ويرسل إشارته لليدين لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.

وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).

فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا يُرحم".

وكأن النبي يشير من طرف خفي إلى أن هذا الرجل قد رزق الرحمة، التي يفيضها الله على قلب من أراد من عباده. وحرمانه من الرزق يجعل قلبه في مصاف القلوب التي منعت فضل الله سبحانه. بل إن القرآن يعيب على من تملكوا القلوب -آلة وجسما- ثم حرموا نعمة الرزق القلبي، الذي يمكنهم من إدراك نعمة الله في الكون: {لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:7).

فكأنهم حازوا آلة القلب وحرموا رزقها من الفقه والفهم والوعي. ومن حرمان رزق القلوب أن يختم الله على القلب, فلا يتنسم روائح الإيمان، ولا يذوق برد اليقين، وذلك حين ينشغل المرء بلذة الجسد عن لذة الروح، ويقطع قلبه عن مصدر رزقه وولي نعمته: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23).

وحينما يحرم القلب رزقه من المشاعر والأحاسيس الفاضلة تنعدم فيه نوازع الخير وتنضب فيه منابع الهدى، فلا يتحرك لنداء ولا يستجيب لدعوة، ويحال بينه وبين صاحبه: {يا أيُها الذين آمنوا اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24). وحينئذٍ يقسو القلب، ويتحجر حتى يصير أشد قسوة من الحجارة نفسها: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74).

ترابط القلوب

ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).

وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس. وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر. وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل، ولم يجد من الناس إلا النفور والإعراض، إنهم لم يلتمسوا هذا الرزق (أي رزق القلوب) ممن يملك مفاتحه.

وإن كان الله قد ربط كسب الرزق والمعاش بالسعي فقال: "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه"، وجعل هذا كله في سورة تتناسب مع السياق، هي سورة الملك؛ فمن المناسب أن نقول إن السعي لطلب رزق القلوب أمكن وأجدر.

وما رزق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرزق الواسع من القلوب إلا بمحبة الله له، ومعونته له على كسب قلوب الناس والتأثير فيهم, ثم بصبره الواسع المتين ورأفته ورحمته بهم, وحكمته التي جعلته أرعى لحالهم منهم وأبصر بأمرهم من أنفسهم: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات:7).

إن المتبصر في حال القلوب يجد رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به. فالمرء إن ربط قلبه بالله هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله. فلا يفقد شيئا طالما أن الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري: " إلهي! ماذا وجد من فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا, وخسرت صفقة عبدٍ لم يجعل له من حبك نصيبا".

فالقلب الجاف لا ينشىء جدولا والقلب البارد لا يسعر ناراً, وما خرج من القلب وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان. إن كان هذا طريق القلوب, فهيا نسير فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.

نقلا عن موقع أذكر الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد السيد
نائب المديرالعام
نائب المديرالعام
خالد السيد


عدد المساهمات : 5741
تاريخ التسجيل : 19/05/2010

القلب الحى رزق المؤمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلب الحى رزق المؤمن   القلب الحى رزق المؤمن Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 3:51

أعظم أنواع الرزق هو أن لنا ربٌ عظيم وتواب ورحيم وعادل وكريم

ثم أن لنا رسولٌ كريم وأمين وصادق وشفيع لأمته هو سيدنا مُحمد

ثم نعمة الإسلام العظيم الشامل لكل الفضائل

ثم نعمة رضى الوالدين

هذه كلها أرزاق عظيمه يجب أن نشكر الخالق العظيم عليها وأن يُديمها علينا

شكراً لك ياعلاء على الموضوع وإن شاء الله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dryasser73islam.ahlamountada.com
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

القلب الحى رزق المؤمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلب الحى رزق المؤمن   القلب الحى رزق المؤمن Icon_minitimeالأحد 12 ديسمبر 2010 - 5:39

الحمد لله رب العالمين

جزاكم الله تعالى خيرا كثيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ياسمين الخيام
عضو مميز
عضو مميز
ياسمين الخيام


عدد المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 15/10/2010

القلب الحى رزق المؤمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلب الحى رزق المؤمن   القلب الحى رزق المؤمن Icon_minitimeالجمعة 17 ديسمبر 2010 - 12:39

جزاك الله خير الجزاء استاذنا الكريم استاذ علاء
موضوع رائع بجد
لابد وان يحمل كلا منا هم دينه وامانته تجاة نفسه
ويترك الارزاق على الله
اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل يا رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجيه رحمةالله
مشرف سابق
مشرف سابق
راجيه رحمةالله


عدد المساهمات : 2671
تاريخ التسجيل : 06/05/2010

القلب الحى رزق المؤمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلب الحى رزق المؤمن   القلب الحى رزق المؤمن Icon_minitimeالسبت 25 ديسمبر 2010 - 20:30

جزاك الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمرعبدالغفار
مشرف سابق
مشرف سابق
عمرعبدالغفار


عدد المساهمات : 1326
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
العمر : 48

القلب الحى رزق المؤمن Empty
مُساهمةموضوع: رد: القلب الحى رزق المؤمن   القلب الحى رزق المؤمن Icon_minitimeالسبت 25 ديسمبر 2010 - 22:01

تسلم اخى علاء على الموضوع القيم وجزاكى الله خيرا وجعله بميزان حسناتك
ووفقتم الى عمل الخير مع اطيب تمنياتى بالتوفيق والحضور الدائم والقلم المميز
لاحرمنا الله منكم ولا من اعمالكم وننتظر مشاركاتكم الهادفه وتواجدكم معنا اسره واحده
تقبلوا خالص شكرى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://abotisht.arabstar.biz/
 
القلب الحى رزق المؤمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حروف ملونة من القلب إلى القلب
» امتحان مادة الفروق الفردية / خديجة محمود عبد الحى
» الكائن الحى الذى يلد فيه الذكر وليس الأنثى....سبحان الله !
» قوة المؤمن
»  أين المؤمن القوى ...؟!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم الدينية :: العلوم الدينية :: الرقائق " قصص وعبر "-
انتقل الى: