السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلا منا يسمع كلمة نفس ولكن ما هى النفس البشرية وما حقيقتها المجهولة لبعض منا ؟
النفس البشرية تتميز بصعوبة و غموض أسرارها..وعلي المرء أن يتساءل عن مفهومها و كنيتها
ربما يساعد ذلك علي تطوير الذات و صنع المستقبل علي النحو الأفضل..من يدري ؟؟؟؟
فالنفس البشرية تتواجد بشكل رئيسي في دماغ الانسان... ودماغ الانسان مكون من كم كبير من الخلايا العصبية... وهذا يعني أن النفس البشرية هي حالة فرادة وتفرد لعمل جماعي لخلايا الدماغ..!
أي أن الحالة الجماعية "الجزئية" تؤدي إلى...................... ظهور حالة "فردية".... "كلية"..... ما...!
وعليه يجب فهم مسألة العلاقة بين الحالة الجماعية عبر العناصر الجزئية المكونة لمنظومة ما ...وكيف تشكل الحالة الفردية الكلية..... عبر استقراء أكبر عدد ممكن من منظومات الكون علنا نستطيح عمل أفضل مقاربة وبالتالي أفضل فهم للقضية برمتها....!
فلو عرجنا على الرياضيات قليلا لوجدنا أنه توجد ثلاث قيم حقيقية فيها تعكس الواقع المعاش لهذا الكون..... المحدود.... والمطلق actual infinite أما الثالث فهو اللانهائي potential infinite .....!
وبالمناسبة من خلالي ابحاثي الشخصية لاحظت أن أي تفاعل في هذا الكون يجب أن ينتهي في حالة الانهائية... وهذه اللانهائية عبارة عن كم هائل من التعقيد والتداخل ... تماما كما يحدث في التفاعلات الذرية أو تفاعلات خلايا الدماغ العصبية....!
وهذا التفاعل اللانهائي يشكل حالة من الاستقرار العام......!!!! فأي حالة استقرار تراها من حولك على المستوى المادي على سبيل المثال هي نتاج لتلك التفاعلات اللانهائية القيمة بشكل أو بآخر...!!!
وبالتالي النفس البشرية تقع تحت هذا الاطار... فالنفس البشرية هي نتاج لا نهائي من التفاعلات المعقدة بين خلايا الدماغ تفرز في النهاية حالة كلية مستقرة ... نسميها لاحقا بالوعي أو النفس البشرية أو أي شيء آخر....!
وطبعا كل هذه الأمور تحدث في نهاية الأمر على سلم التطور...!
بعد ذلك تبدأ مرحلة الاستنتاجات الكبرى....! وهي بالمناسبة ليس لها أول من آخر...!
فبعد تشكل هذه النفس ولأنها نتيجة لعمل المستويات أدنى فإنها بشكل أو بآخر سوف تحمل الكثير من خصائص المستويات الأدنى...لكن وفي نفس الوقت سوف يتشكل لها خصائص جديدة لأنها طور تالي....!
فعلى الرغم من الفرق بين المطلق والحالة اللانهائية إلا أن بينهما الكثير من التشابه في مقابل المحدود...! فأنت كشخص محدود الحجم لن يكون هنا فرق "عمليا" بالنسبة لك بين حجم مطلق وبين حجم لا نهائي التزايد في الحجم...! فكلاهما يقع في اللانهاية....!
بهذه الطريقة مثلا.... نستطيع فهم كيف للانسان أنا وذات مستقلة عن الذات الإلهية....!!! على الرغم من أن الذات الإلهية هي في كل مكان..! وبهذا أيضا نستطيع أن نفهم كيف أن للانسان إرادة حرة مستقلة وفي ظل وجود إرادة إلاهية مطلقة... فنحن عبارة عن ارادة حرة إلى درجة لانهائية داخل إرادة مطلقة الحرية...!
وهذا هو الرد على مسألة هل الانسان مسير أم مخير في ظل الحرية المطلقة للاله...! وأيضا يفسر لماذا سوف يعاقب الانسان إذا اقترف جرما طالما كان مقدرا له أن يفعل ذلك.... فلقد كان هذا الانسان له حرية لانهائية بالقيام بهذا العمل... وفي نفس الوقت الله علم ذلك عن طريق مطلق علمه.....! فالمطلق يحتوى اللانهائي في نهاية الأمر.............!!!!
فإذا كانت النفس البشرية أطوار تالية للأطوار السابقة فهذا يعني أنها تتبع للكثير من القوانين الكلية الحاكمة لمنظومات الادنى مستوى على سلم التطور...!
ولأن النفس البشرية نتيجة لمنظومة خلايا متخصصة بالمعلومات فهذا يعني أنها متأثرة بقوانين منظومة المعرفة... وبما أن أي منظومة في الكون لها قوانين متشابه مع الأخرى عبر ما اسميه بالقوانين الكلية... فإننا في النهاية علينا فهم قوانين منظومة المعرفة البشرية سواء على المستوى الفردي أو الجماعي..!
|ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دموع تائبة